طباعة
sada-elarab.com/319197
رحم الله الشاعر الصديق المصري فاروق شوشه مُعد ومقدم برنامج "لغتنا الجميلة" في إذاعة القاهرة البرنامج العام وفي أوائل الثمانينات قدم في التليفزيون على القناة الثانية برنامج (أمسية ثقافية)، فقد شد إليه المتابعين والعاشقين للغة العربية الفصحى، فكان وهو الشاعر المتبحر في عيون الشعر العربي الجاهلي وما تلته من عهود مدرك عمق اللغة وجماليتها والمحسنات البلاغية فيها فجعلها نبعاً فياضاً يستقي منه طالبوا الراغبين في فهم أسرار اللغة وإمكانياتها بغير حدود، قال الخليفة أمير المؤمنين الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "تعلموا العربية فإنها تنبت العقل وتزيد في المروءة" لغتنا العربية هي لغة القرآن الكريم وهي لغة فيها من المعاني والعبر والمرادفات ما تكون طيّعة في التعبير عن مكنون الذات وفهمها واستيعابها ويجعل من قدرتنا على التخاطب بما يدخل السرور إلى نفس المتلقي.
كان يوم الأحد التاسع في شهر فبراير 2020م بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة بجمهورية مصر العربية مكاناً للإحتفالية الخاصة بتكريم الطلبة الفائزين في مسابقة التحدث باللغة العربية الفصحى والخطابة والإلقاء الشعري وتعميق دراسة النحو، بتنظيم من إدارة الثقافة وحوار الحضارات بقطاع الشؤون الإجتماعية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة سعادة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية وبإدارة الأستاذة سعاد السائحي وزير مفوض مدير إدارة الثقافة وحوار الحضارات بجامعة الدول العربية وبالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية ومثلها الأستاذ الدكتور غازي أحمد البنواني مستشار اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية والسادة رؤساء الوفود العربية ووزارت التربية والتعليم فيها وطلبة متسابقين من مملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية العراق، وسلطنة عمان، ودولة الكويت، والجمهورية اللبنانية وجمهورية مصر العربية والجمهورية اليمنية.
وجاء في كلمة الإفتتاح لقطاع الشؤون الإجتماعية "إن اللغة العربية هي التي وحدت بين العرب، ولغة تراثنا في كل العلوم والمعارف، كما أنها اللغة الرسمية للحوار والتخاطب المعتمدة لدى جامعة الدول العربية، وإن اللغة العربية تمثل روح الأمة العربية وعراقتها وهي كذلك مستقبلها لدورها الهام في إحداث التنمية المستدامة والشاملة للمجتمع العربي، فهي الأساس في وحدة الأمة وترابط المجتمع والمحافظة على هويته وكيانه، ومن هذا المنطلق أصبح الحفاظ على مكون اللغة العربية ضرورة وواجباً، ولذلك ينبغي إيلاء اللغة العربية الفصحى التي ترتبط بتاريخنا وثقافتنا إهتماماً كبيراً ورعاية متواصلة لتطويرها والنهوض بها نظراً لما تعانيه من تراجع وتحديات تهدف إلى تشويهها وإضعافها في ظل العولمة وانتشار الوسائل التكنولوجية الحديثة وهيمنة اللغات الأجنبية".
وتضيف كلمة القطاع الاجتماعي: "إن هذه المسابقة تعد تعبيراً صادقاً للحفاظ على لغتنا العربية الفصحى، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية يشرفها أن تساهم في هذا الجهد الحضاري لرعاية الطلائع العربية لتعميق اللغة العربية الفصحى وعلومها في وجدانهم".
والجامعة العربية بدعم من معالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة تحتفل في 18 ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية وقد أعدت الأمانة العامة للجامعة إستراتيجية النهوض باللغة العربية تحت شعار ( التمكين للغة العربية رمز هويتنا وأداة تنميتنا ) وأقرها مؤتمر وزراء الثقافة العرب في أكتوبر 2018م وتعكف الأمانة العامة حالياً على إعداد خطة تنفيذية للإستراتيجية الخاصة بتمكين اللغة العربية، لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها الإستراتيجية.
إن الاهتمام بالناشئة ومشاركة أبنائنا من الدول العربية من الجنسين في مثل هذه المسابقة يخلق بينهم التنافس الشريف وفي نفس الوقت يسهم في حبهم وفهمهم للغتهم ولغة أجدادهم وآبائهم واختيار عيون الشعر لشعراء عرب مرموقين يعود الناشئة على تذوق ديوان العرب وهو الشعر الذي يختزن وجدان الأمة فقد عبر الشعراء المختارين من جميع الدول العربية عن الإهتمام بالشعر كونه يشكل وجدان الأمة ويعبر عن الروح الوطنية ويثري الاهتمام بمخزوننا الثقافي والفني والإبداعي، والشعر بما له من ألفاظ جزلة وبليغة فإن فن إلقاء الشعر وتعويد الناشئة على الأداء الفردي والجماعي يخلق عندهم الرغبة في الإستزادة من فنون اللغة العربية والشعر أحد أعمدتها الذي نفخر ونتباهى به.
إننا اليوم بحاجة إلى الإهتمام بلغتنا والتمسك بها فهي مسؤولية وطنية وقومية علاوة على إنها مسؤولية دينية وعقيدية، فاللغة هي المعبرة عن الوجدان، وإذا كانت العهود المضيئة في تاريخ أمتنا قد اتخذت من اللغة العربية طريقاً للعلوم والمعارف في مختلف فروع العلم والمعرفة، فإن واجبنا في هذا الزمن، زمن التحديات أن نولي إهتماماً بالغاً باللغة وأن نجتهد ونبذل قصارى الجهد من خلال المنابر التعليمية والعلمية والتكنولوجية والثقافية والإعلامية، وهي مسؤولية ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة.
فما أبرزه أبناؤنا في هذه الإحتفالية يجعلنا أكثر تفاؤلاً بالمستقبل إن شاء الله.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
عنوان فرعي: إن من واجبنا في هذا الزمن زمن التحديات أن نولي إهتماماً بلغتنا الجميلة.