حوارات
مدير عام آثار الإسكندرية في حواره لـ«صدى العرب»: الحفاظ على المواقع الأثرية مسؤولية وطنية
السبت 08/فبراير/2020 - 02:50 م
طباعة
sada-elarab.com/311521
خفض المياه الجوفية و حماية قلعة قايتباى من أكبر مشروعات حماية الآثار على مستوى الجمهورية و الإنتهاء سيتم خلال نهاية العام الحالى
استرداد كافة الأراضى التى تم التعدى عليها بمنطقة الآثار الإسلامية و القبطية و اليهودية بالمحافظة
تشهد محافظة الإسكندرية أعمال مشروعات الترميم و التطوير على قدم و ساق ، بالعديد من المواقع الأثرية ، فتحتوى على نصيب الأسد من مشروعات حماية الآثار ، التى سيتم افتتاحها خلال العام الحالى 2020 ، نتعرف عليها من خلال حوارنا مع محمد متولى مدير عام الآثار الإسلامية و القبطية و اليهودية بالإسكندرية و الساحل الشمالى .
بداية من تصريح وزير السياحة و الآثار بأن 2020 هو عام الخير على القطاع ، فما نصيب الإسكندرية من ذلك ؟
شهدت الإسكندرية بعد عمل 28 شهر افتتاح المعبد اليهودى بحضور وزير السياحة و الآثار ، كما تشهد حالياً العمل بأكبر مشروعات على مستوى الجمهورية ، مثل مشروع خفض منسوب المياه الجوفية على مساحة ألف فدان بمنطقة أبو مينا ببرج العرب ، و مشروع حماية الشواطئ حول القلعة ، بالإضافة إلى إنهاء ترميمات ضريح مسجد النبى دانيال ، و افتتاح مسجد أنجا هانم الأثرى خلال العام 2018 .
و ذلك يدل على إهتمام مصر بآثارها المختلفة ، كما تعمل الوزارة على ترميم و تطوير جميع المواقع الأثرية سواء الفرعونية أو اليونانية أو البيزنطية أو الرومانية أو الإسلامية أو القبطية أو اليهودية أو التى تعود إلى عصر الأسرة العلوية ، كل ذلك فى آن واحد ، خاصة و أن الحفاظ على كافة المواقع الأثرية يُعد مسئولية وطنية .
و المعبد اليهودى كان بحاجة ضرورية للترميم ، خاصة و أنه من أقدم المعابد التى تم إنشائها بالإسكندرية ، كما أنه تحفة فنية معمارية تحمل شواهد أثرية ترجع إلى وقت بنائه عام 1354 ، و به أجزاء ترجع إلى عام 1850 ، و المعبد المُقام حالياً شُيد عام 1881 ، و هو مُسجل بالقرار رقم 16 لسنه 1987 كمبنى أثرى .
كما أن ترميم المعبد بمثابة رسالة إلى العالم بأن مصر دولة ضد التعصب ، و قائمة على التسامح الدينى دون تمييز بين أبنائها بناء على اختلاف دينى أو مذهبى أو عرقى ، و الدليل على ذلك شارع النبى دانيال الذى يعتبر مجمع للأديان ، ففى بدايته مسجد النبى دانيال ، و فى منتصفه الكنيسة المرقسية التى تعود إلى سنة 62 ميلادى ، و أمامها المعبد اليهودى .
و خلف المعبد يقع دير سابا ، الذى يحتوى على أكبر جرس فى مصر ، و هو إهداء من الإمبراطور "نيقولا " الروسى لمدينة الإسكندرية ، و لم يتم ترميمه من قبل رغم أن عمره يتعدى 150 عام ، إلا أن وزارة السياحة و الآثار قامت بعمل صيانة و ترميم له .
ما هى المواقع الأثرية التى سيتم إنتهاء أعمال الترميمات بها و افتتاحها خلال العام الحالى ؟
نوه وزير السياحة و الآثار خلال أحاديث سابقة إلى أن الإسكندرية ستشهد العديد من افتتاحات المواقع الأثرية هذا العام ، و منها منطقة أبو مينا الأثرية ، كما نأمل أن يتم الإنتهاء من ترميمات المتحف اليونانى خلال أواخر هذا العام .
لا خلاف حول القيمة التاريخية و الأثرية للمواقع ، و لكن هل تلك المشروعات سيتم توظيفها لتحقيق عائد اقتصادى ؟
كل المشروعات التى تتم لها عوائد ، و ذلك وفق رؤية الوزارة التى تعمل على فكرة توظيف الأثر ، فعملية الحفاظ على الأثر ليست بالترميم فقط ، بل بتوصيل قيمته الفنية و التاريخية و المعمارية و الأثرية للأجيال ، و ذلك بإتاحة زيارة المصريين و الأجانب لتلك المواقع ، كما يوجد بمناطق أخرى توظيف مواقع أثرية كمتاحف أو أماكن للمناسبات الخاصة بالملتقيات الأثرية و خلافه .
و أكبر دليل على ذلك بأن قلعة "قايتباى" أكبر موقع أثرى فى محافظات الوجه البحرى من حيث عدد الزوار .
متى سيتم الإنتهاء من مشروع حماية الشواطئ حول القلعة ؟
سيتم افتتاحه خلال نهاية العام الحالى ، فقد تم الإنتهاء من حوالى نسبة 36% من أعمال المشروع ، و هو أكبر مشروع حماية بحرية لموقع أثرى بالجمهورية ، بتكلفة 237 مليون جنيه ؛ لحماية القلعة .
و الاعتمادات المالية من وزارة الرى و الموارد المائية ، و تقوم بتنفيذه الهيئة العامة المصرية لحماية الشواطئ ، تحت إشرافنا بالتعاون مع إدارة الآثار الغارقة التى ساهمت بإعطائنا الخرائط لتنفيذ المشروع على بُعد مسافات آمنة عن الآثار الغارقة .
هل تم اتخاذ إجراء استباقى لحماية القلعة من تراكم مياه الأمطار مثلما حدث مؤخراً بنوة الفيضة الصغرى ؟
لا يوجد حالياً تراكم مياه أمطار ، و تراكم المياه كان نتيجة ارتفاع منسوب البحر و الأمواج خلال النوات و حالات الطقس الغير مستقرة ، مما يؤدى لتسريب المياه عبر شبابيك السراديب أسفل القلعة ، نظراً لإنخافضها .
لذلك يتم العمل بمشروع حماية القلعة ببناء كتل خرسانية على عمق 500 متر ، و بالرغم من إنتهاء 36% من المشروع إلا أنه حقق 90% من تأثيره المطلوب .
متى سيتم الإنتهاء من أعمال ترميم قرية شالى الأثرية ؟
من المتوقع الإنتهاء منها خلال العام الحالى 2020 .
كيف أثر انضمامك بقرار من المحافظ لعضوية الأمانة الفنية للجنة الدائمة للحفاظ على التراث ، على موقعك كمسئول ؟
تشرفت بإنضمامى للجنة التى تضم كوكبة من علماء الآثار و التراث ، و وجودى كعضو تنفيذى معنى بالشأن الأثرى أمر إيجابى أدى إلى التكامل و توحيد الجهود ، خاصة فى ظل مناقشة موضوعات خاصة بوزارة الآثار ، و اتخاذ القرارات الرادعة لكل من تسول له نفسه الإعتداء على المواقع التراثية الأثرية ، مما أحدث نوع من الإيجابية و السرعة فى اتخاذ القرارات .
و ماذا تم بشأن ملف التعديات على المواقع الأثرية ؟
نحن أول محافظة على مستوى الجمهورية قامت بتنفيذ قرارات إزالة التعديات ، و عددها حوالى 45 قرار ما بين كلى و جزئى ، فقمنا بإزالة مبانى أكبرها يصل إلى 16 طابق ، فنقوم بتطبيق إجراءات رادعة للتعديات ، و فى ملف استرداد الأراضى تم استرداد 100% من الأراضى التى تم التعدى عليها بمنطقة الآثار الإسلامية و القبطية و اليهودية بالإسكندرية و الساحل الشمالى ، حيث تم إسترداد 260 ألف متر من منطقة برج العرب بالكامل .
هل تم التوصل لإجراء استباقى لردع عمليات التعدى على المواقع الأثرية ؟
تلك من ضمن مهام مفتشى الآثار ، بالإضافة للحفاظ على الأثر من أى ضرر يُحيط به ، فهم بمثابة عمود البيت الأثرى ، فالمرور اليومى على المواقع الأثرية من قِبل المفتشين و الحراس و إبلاغ الجهات المعنية يعتبر إجراء استباقى لأى ضرر أو تعدى يُصيب الأثر .
و بالإضافة لوجود غرفة عمليات برئاستى ، بها كل مديرى العموم و المفتشين ؛ لإبلاغنا فى حالة رصد أى ضرر يُصيب الأثر و ليس فقط التعديات ، و على سبيل المثال لا الحصر فى حال رصد تجمعات مياه كالتى حدثت خلال النوة الأخيرة ، تم إبلاغنا لإخطار الأجهزة المعنية و غرفة العمليات الرئيسية بالمحافظة للتحرك على الفور ، و قامت الشركة المختصة بجلب مواتير لسحب المياه .
كيف أثر قرار ضم وزارتى السياحة و الآثار على القطاعين ؟
قرار ضم الوزارتين أمر إيجابى نفتخر به جميعاً و كنا نتمنى حدوثه من قبل ؛ نظراً لأنهم وجهان لعملة واحدة مثلما ذكر وزير السياحة و الآثار ، يكمل كل منهما الآخر ، ففيما يخص زيارة المواقع الأثرية تقوم السياحة بتنظيم الرحلات و الآثار بإستقبال الوفود ، مما يسهل الكثير من الإجراءات .
ماذا عن مبادرة "حكاية تاريخية" ؟
سيتم اسئناف عمل الطلبة بالمبادرة خلال أجازة نصف العام بمنطقة كوم الناضورة الأثرى ؛ نظراً لأنه على مساحة 6.5 فدان ، و سيتم الإنتقال بعدها لمنطقة طابية اليسرى المُقامة على مساحة 15 فدان ، و هى أكبر طابية عسكرية على مستوى الجمهورية ، و قد تم تسجيلها فى عداد الآثار سنة 2018 .
وقد قمت بإعداد شهادات تقدير للطلاب المشاركين بالمبادرة ؛ تشجيعاً لهم .