طباعة
sada-elarab.com/275112
هذا العام يكمل معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية عامه السادس والأربعين (46) الذي يرعاه سنويًا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه وأناب عنه هذا العام سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء.
واستمرارية فعالية ثقافية طوال هذه الأعوام يؤكد على رسوخ هذه الفعالية في إبداع ونفوس الفنانين التشكيليين البحرينيين، واهتمام الدولة بهذا الإبداع الفني الذي وضع بصمته الواضحة على إبداع الفنانين البحرينيين وقدرتهم على التجاوب ومعايشتهم التجارب الفنية العالمية ومدارسها المتعددة.
أجيال من المبدعين البحرينيين في مجال التشكيل الفني نترحم على أولئك الذين اختارهم الله إلى جواره، وندعو بالصحة والعافية لأولئك الذين عاصروهم وزاملوهم، كما نتمنى التوفيق للأجيال الشابة التي أتت بعدهم وهي تحمل أمانة هذا الفن ووصوله إلى أجيال تأتي بإذن الله.
زيارة واحدة لمعرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في دورته 46 لا تكفي فأنت ستجد أمامك تجارب فنية مبدعة لأجيال آمنت برسالة الفن وتواصلت مع الحركة الإبداعية في أنحاء العالم، وفي مقدمة الكتيب لهذا العرض أشارت هيئة البحرين للثقافة والآثار إلى هذه الظاهرة الملفتة للنظر عندما قالت: «في عام تحتفل فيه الثقافة بكثافة مكتسباتها التاريخية والحضارية يشهد مسرح البحرين الوطني ومتحف البحرين الوطني، افتتاح معرض البحرين السنوي السادس والأربعين للفنون التشكيلية برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه».
وأضافت الهيئة: «تؤمن هيئة البحرين للثقافة والآثار بأن ديمومة الفنون وازدهارها في كل مجتمع بشري هي مقياس لحضارة وتقدم الشعوب كما وإن لتجديد الفكر الفني والتطلع نحو الارتقاء بعمل الإنسان وقدرته على الخلق والإبداع الأثر الأكبر في تشكيل أدوات التفاهم العالمي وتوطيد قيم الانفتاح والتلاقي والإبداع». كما تضيف الهيئة: «ونحن نستقبل عامًا اختارت فيه الثقافة (دلمون حيث الكثافة)، عنوانها، نأمل أن تسهم كثافة الحراك الثقافي الفني طوال العام كما كثافة الأعمال الفنية للمعرض في تحقيق الارتقاء بالمشهد الثقافي البحريني مراهنين بذلك على قدرة الفنان البحريني على المنافسة والتطوير». أعان الله معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار وجميع العاملين في الهيئة على بلوغ أهدافهم النبيلة في الارتقاء بالثقافة والإبداع البشري.
إن مشاركة حوالي ثلاثين فنانة تشكيلية هذا العام ضمن حوالي ستة وثلاثين فنانًا تشكيليًا ظاهرة تستحق الإشادة بالمشاركة الجماعية لفناني البحرين في إنجاح هذه التظاهرة الفنية الرائعة بكل تجاربهم وسنوات خبرتهم وتطرقهم إلى الأساليب الفنية ومدارسها المتعددة إلى تجارب عصرية تستخدم وسائل التقنية الجديدة مما يعطي الانطباع لدى زوار المعرض بقدرة الفنان البحريني على المعايشة والتفاعل مع المعطيات الفنية المعاصرة والمتطورة.
أجيال حملت رسالة فنية والتزمت بها لكنها أيضًا تفاعلت مع التطورات الجديدة وما يشكله الفن التشكيلي من ديناميكية وحيوية لا تقف عند حدود أو عوائق أو موانع.
إن الكلام عن المعرض 46 لا يفيه حقه على الساحة الإبداعية البحرينية وإن الزيارة والتمعن في كل لوحة فنية وتجارب المبدعين تعطي المرء صورة حقيقية عن هذه التجارب التي نعتز بها ونفخر وترسم صورة واقعية لتطور الفنون التشكيلية في مملكة البحرين، إن الجوائز التي تمنحها لجنة التحكيم للأعمال لا شك أنها حافز مشجع لمن فاز بها كما أنها تخلق روح المنافسة الشريفة لدى بقية الفنانين ومبادرة فتح المجال للجمهور لاختيار العمل الفائز حسب وجهة نظره إضاءة تستحق الوقوف عندها، نبارك لمن حاز جائزة الدانة عن المركز الأول الفنان جعفر العريبي عن عمله «توازن بيئي» وعن المركز الثاني راشد أحمد العريفي عن عمله «ثقافة مصنعة» وعن المركز الثالث الفنان محمد آل مبارك عن عمله بعنوان «نسج من الفوضى» ونرجو من الله التوفيق للآخرين في المستقبل.
أتمنى أن تطول فترة بقاء هذا المعرض وأن تتاح الفرصة لأعداد كبيرة من البحرينيين وزوار مملكة البحرين وضيوفها للاطلاع على هذه التجارب الفنية التشكيلية البحرينية المتميزة.
وعلى الخير والمحبة نلتقي