طباعة
sada-elarab.com/137429
إن اختيار يوم 9 مارس من كل عام ليكون يوما للشهيد تأكيد لأن جميع افراد القوات المسلحة، بدءا من القائد العام للقوات المسلحة حتى أحدث جندى، يتمنون الشهادة حيث إن الفريق أول عبدالمنعم رياض ضرب أروع مثل على ذلك بالرغم من أنه فى ذلك الوقت الا انه كان فى الصفوف الامامية وسط الجنود الابطال، الذى أدى لاستشهاده، ومن هنا جاء اختيار هذا اليوم ليكون يوما نحتفل فيه بذكرى شهدائنا الابطال، واتخذنا من استشهاده رمزا وتأكيدا لأن نيل الشهادة شرف يتوق له جميع قادة وضباط وضباط الصف وصناع عسكريين وجنود.
لم يكن احد يعرف ان قلوب هؤلاء الرجال مفعمة بالحب إلى هذه الدرجة، أحبوا الله فاحبهم واحبوا الوطن اكثر من حبهم للحياة فعجز التاريخ عن وصفهم، لكن تلك هى طبيعة قصص الأبطال العظماء، تولد من رحم أعمال بطولية عظيمة غير مسبوقة، تثير دهشة من يعيشون معهم ومن يضحون فى سبيلهم، ليتحول فارس الارض إلى عريس السماء وينقلب العزاء إلى فرح تجد فيه اهل الشهيد يطلقون الزغاريد ويتبادلون التهانى مع المقربين بدلا من العزاء.
ولقد ضرب الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس اركان حرب القوات المسلحة اروع مثل على حب الوطن بتقدمه الصفوف الامامية وسط جنوده لينال شرف الشهادة التى حرص عليها حرصه على الحياة نفسها وقدم حياته فداء لوطنه، ليفوز بالشهادة فى 9 مارس ليصبح ذلك اليوم عيد كل المصريين قبل ان يكون عيد الشهداء.
ولان شرف الشهادة لا يناله إلا الابطال العاشقون لتراب هذا الوطن فقد كان التاريخ على موعد مع واحد من أولئك الذين سوف تظل دماؤهم شاهدة على إرهاب تنظيم الإخوان فى مصر.
وهو الشهيد العقيد فتحى قدرى جعفر بن قرية بخاتى بمحافظة المنوفية رمزا للتضحية والفداء الذى استشهد فى يوم ٩ مارس أيضا، يذكر أن الشهيد فتحى قدرى من قوات قطاع الأمن المركزى بسيناء والذى استشهد على أثر انفجار عبوة ناسفة بالعريش بشمال سيناء عام ٢٠١٧.
ويأتى الشهيد ساطع النعمانى الذى ضرب أروع الامثلة فى حب الوطن والتضحية من اجل كرامته، حيث قام النعمانى بواجبه لحماية الأهالى وإبعادهم عن طلقات الإرهاب الغاشم،فى احداث بين السرايات، وأثناء ذلك تلقى رصاصة فى رأسه دمرت عينه اليسرى وحطمت عظام وجهه بالكامل، لينقله الأهالى بدراجة نارية لمستشفى الشرطة ويدخل فى غيبوبة، وينقل إلى سويسرا للعلاج وبعد عودته ظل طيلة خمس سنوات كاملة يتلقى العلاج، وأثناء تلك الفترة كان البطل العقيد ساطع النعمانى يسعد بشدة كلما افتتح الرئيس السيسى مشروعات قومية لأنه كان ينظر لها على أنها تعوضه عن تضحياته ويحس بأن دمه «ماضاعش هدر»، فحبه لوطنه كان يظهر جليا فى دموعه فرحا بكل إنجاز مشروع قومى.
وفى حقيقة الأمر عندما تشاهد وتدقق فى جميع أحاديث الأبطال الشهداء تعرف وتعى أن مصر سيحفظها الله أبد الدهر، لأن الله خصها برجال يعرفون الله يتمتعون بسمات شخصية عنوانها العزة والكرامة وحب الوطن، حفظ الله مصر بفضل سواعد أبنائها المخلصين الشرفاء من الجيش والشرطة الذين ضحوا بدمائهم الزكية لكى نعيش جميعا فى أمن وأمان.