فن وثقافة
السفير دياب اللوح يشارك بندوة حول التحديات الراهنة للقضية الفلسطينية بمعرض الكتاب
الإثنين 28/يناير/2019 - 12:12 ص
طباعة
sada-elarab.com/130508
شاركت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة في ندوة حول "القضية الفلسطينية والتحديات الراهنة"، ضمن فعاليات اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى الخمسين للكتاب، وذلك في في قاعة (ضيف الشرف).
شارك بالندوة سفير دولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح، و د.محمد جمعة مدير برنامج الدراسات الفلسطينية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وأدار الندوة المستشار الثقافي لسفارة دولة فلسطين بالقاهرة ا.د محمد خالد الأزعر.
افتتح اللقاء د.محمد الأزعر بثناءه على هذا المحفل الأدبي لاعتبار المعرض قبلة المثقفين العرب خاصة في ظل الجهود الثقافية الدائمة التى تقدمها مصر للعرب وبشكل خاص للقضية الفلسطينية، وتطرق في مقدمة حديثه للوضع الاقليمي الراهن وما تتعرض له القضية الفلسطينية من تحديات جسام.
وقدم السفير دياب اللوح خالص الشكر والعرفان والتقدير للقيادة المصرية الحكيمة في خطواتها المتكامله نحو ريادة مصر، وافتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب الخمسين والجهود الملموسة من قبل وزارة الثقافة ممثلة بالدكتورة ايناس عبد الدايم، وتقديره عاليا لمساهمة دولة فلسطين في المعرض بشكل سنوي مما يعزز من أواصر العلاقات الثقافية بين البلدين.
وتطرق السفير في حديثه لتطورات الوضع في القدس ورؤية القيادة الفلسطينية الحكيمة وسعيها الدبلوماسي من أجل احقاق الحق الفلسطيني في المحافل الدولية، مؤكدا أن صفقة القرن لم يبلغ بها أحد بشكل مباشر ولكن ملامحها برزت على السطح والتى تتشابه فيها مع وعد بلفور حيث أعطى من لا يملك ما لا يستحق، وقد بدأت ملامحها حين أقرت الادارة الامريكية باغلاق مكتب ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والتي كانت تعد بمثابة اغلاق قناة للحوار افتتحت مع واشنطن من أواخر الثمنينات، مما يتضمن رسالة سياسية فحواها ما يسحب شرعية دور واشنطن من العملية السياسية، ومن ثم أعلان القدس عاصمة لاسرائيل كسرا لكل المواثيق الدولية والتى تقر الحق الفلسطيني، ومن ثم ترجمة الأمر إلى واقع بقيام أمريكا ودول أخرى بنقل سفارتهم إلى القدس، واللعب على وتر الضغط على مؤسسات الأونروا التى طالما أسست لأجل غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بتقليص المعونات لها و معونات أخرى تساهم في مشاريع صحية واقتصادية وثقافية وتعليمية لصالح الفلسطينيين، و التي بلغت في مجملها اكثر من 800 مليون دولار أمريكي ، مؤكدا أن ملامح صفقة القرن هذه لن تفلح في تمرير كل ما يمكن أن يجب الحق الفلسطيني التاريخي، وأن القدس ستبقى هي العنوان الدائم في نضالات الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه التاريخية، وستبقى هى عاصمة فلسطين، مؤكدا أن لا عاصمة في القدس و إنما القدس بحدود 67 هي العاصمة ، فالقدس ليست للبيع وهذا الموقف الفلسطيني والعربي والذي أعلن في كافة المحافل الدولية، و أكده السيد الرئيس أبو مازن .
وأثنى السفير دياب اللوح على دور مصر الدبلوماسي في عام 2018، حيث حملت أمانة القدس معها واستماتت في الدفاع عنها في كافة المحافل، مؤكدا أن التاريخ يشهد كيف أن مصر صاحبة يد نظيفه تجاه الكفاح الوطني الفلسطيني ولازالت تقدم كل ما أوتيت من أجل فلسطين، لاسيما ودورها الملوس في رأب صدع الانقسام الفلسطيني واحقاق المصالحة الفلسطينية من أجل تمكين حكومة الوفاق الوطني ممارسة مهامها في قطاع غزة والموافقة عل اجراء انتخابات تشريعيه بالتزامن مع بحث كل الملفات الأخرى العالقة، وأن فلسطين ستبقى شريك دائم مع مصر في تحقيق السلم والأمان ومكافحه الإرهاب.
واختتم بالتأكيد بالقول أن القيادة الفلسطينية باشرت مساعيها منذ ٢٠١٧ بالتشاور مع الأطراف المصرية والعربية حول آلية التحرك الدبلوماسي والقانوني لاثبات الوجود الفلسطيني على الخريطة العالمية، لاسيما وتأثير الموقف الروحى الذي اتخذته المؤسسات الدينية المصرية كالأزهر والكنيسة ليكونوا أول من أدان قرار نقل السفارة للقدس وهو ما مثل شبكة أمان للقدس وشكل قناة طبيعية لاحتضان الموقف الفلسطيني انذاك .. ومؤخرا تكاتفت الجهود العربية الدبلوماسية من أجل التأثير على البرازيل و ثنيها فيما تنوي من نقل سفارتها للقدس، وقد لمس الأثر بالجهود العربية الملوسة وسيتم تسيير أفواج ووفود في هذا الصدد، مؤكدا أن فلسطين استهلت العام الحالي 2019 بترأسها لمجموعه ال77 والصين مما يفتح لها المجال باعتراف قرابة 80% من سكان دول العالم بها من جهة، وفتح منصة دبلوماسية قوية تمكنها من المطالبة بحقوقها التى يكفلها القانون الدولي، و أكد ان لا للدولة المؤقتة و لا دولة داخل الجدار و لا دولة في غزة و لا دولة بدون غزة و لا انتخابات بدون القدس ، و نحترم سيادة مصر على كامل ترابها الوطني و لن نقيم دولتنا الا على ترابنا الوطني.
ومن جهته استعرض د.محمد جمعة التحديات التى ستواجه القضية الفلسطينية في الفترة القادمة استقراءً للرؤية الاسرائيلية، مؤكدا أن أخطر التحديات التي تواجه القضية هى تلك الأزمة العميقة التى تعيشها الحركة الوطنية الفلسطينية في ما يتعلق بالصدع السياسي مما يساهم في عدم القدرة على بلورة تعزيز الأهداف الوطنية، مستنكراً تغييب حركة حماس لقيمة الضمير الجمعي للشعب الفلسطيني الواعي، في ظل تحركاتها مؤخرا وممارساتها من تقديم تنازلات للآخر بينما عدم الرغبة في تقديم تنازلات للداخل الفلسطيني، وأن الجميع شهد محاولات تحييد النظر عن قطاع غزة باعتبارها من حاضنة للوطنية الفلسطينية إلى خاصمة، لتجري محاولات تمرير خطط من خلالها وهو الأمر المرفوض فلسطينيا ومصريا على حد سواء.
وأكد جمعة أن صفقة القرن مرفوضة فلسطينيا، لكن الانقسام يحول دون إحداث تطوير للحركة الفلسطينية، بينما تتهيأ اسرائيل بالفعل لمواجهة الخطة المفترضة لمجابهة الواقع الفلسطيني مع اقتناعها الكامل بأن هذا الوقت ليس لتحقيق انجاز ما، لذا هي تسير بخط متواز لكسب الأطراف التي تعارض حل الدولتين من مجتمعها.
واستطرد بقوله أن اسرائيل ستحاول أن تجمع بين مزايا التسوية الانتقالية والاجراءات أحادية الجانب خوفا من أن تنزلق لحل الدولة الواحدة،خاصة وأنها تدرك حجم الفجوة بين العناصر الوازنة من الجالية اليهودية ما بين الاتجاه الليبرالى لليهود الأمريكان واسرائيل في ظل حرصها على تثبيت شرعيتها لدى الجميع.
حضر الندوة حشد من المفكرين والمثقفين المهتمين بالشأن الفلسطيني.كما زار السفير دياب اللوح جناح دولة فلسطين في معرض الكتاب، مشيدا بجهود وزارة الثقافة الفلسطينية في تمثيل فلسطين في المحافل الدولية والثقافية.