الشارع السياسي
موسم فتاوى تحريم تهنئة الأقباط.. ورئيس «دينية البرلمان» يرد
الثلاثاء 25/ديسمبر/2018 - 10:25 م
طباعة
sada-elarab.com/126347
استنكر الدكتور أسامة العبد، رئيس اللجنة الدينية بالبرلمان، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، الفتاوى التي تحرم تهنئة الأقباط في أعيادهم, في الوقت الذي يثور فيه الجدل سنويًا حول هذه المسألة، إلى الحد أنه أصبح من الطقوس المصاحبة للأعياد المسيحية.
وقال العبد، إن "تحريم تهنئة الأقباط في أعيادهم يجافي روح الإسلام والآيات القرآنية, لأن المولى عز وجل يقول في محكم آياته وتنزيله "لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ? إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"، فقد أمرنا أن نبرهم والبر هنا أعلى أنوع الخير".
وأضاف أن "تقديم التهنئة للجار المسيحي أو المسيحيين جميعًا أمر لا يخرجنا عن الشريعة الإسلامية", مطالبًا بـ"الكف عن إصدار تلك الفتاوى حتى لا تكون سببًا في إثارة الفتنة بين المسلمين والأقباط".
وأشار العبد إلى أنه "ينبغي تهنئة الأقباط في أعيادهم، لأن الإسلام دين الوسطية لا ينظر إلى الآخر نظرة كراهية على الإطلاق، كما أنه ليس في التهنئة أي وجه للحرمة".
وقال إنه يقدم " التهنئة للأقباط الذين يعيشون على أرض مصر، والذين وصفهم بأنهم "شركاء في الوطن وجزء منه", مشيرًا إلى أنه زار اليوم إحدى كنائس دمياط من أجل تقديم التهنئة.
من جانبه، قال الدكتور محمود مزروعة, عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر سابقًا, إن "الذين ينادون بعدم تهنئة الأقباط في أعيادهم, ويعتبرون التهنئة حرامًا, يخالفون منهج الرسول صلى الله عليهم وسلم".
وأضاف ، أن "الرسول صلى الله عليه وسلم كان يزور مرضاهم ويقدم لهم التهنئة, ويعزيهم في موتاهم, ويبارك لهم عند زواج أحد منهم, ويجب أن نقتدي بما كان يفعل, ونهنئهم ولكن بشرط ألا نهنئهم في شيء يناقض عقيدتنا".
وأشار إلى أن "الرسول صلى الله عليه وسلم عندما علم بمرض أحد أطفال جيرانه وكان يهوديًا، ذهب ليزوره ومعه بعض من الصحابة, فوجده أنه أوشك على الموت، فقال له الرسول: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول لله، فنظر الطفل إلى والده, فقال له أطع أبا القاسم يا بني، فقال الطفل: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله", فقال الرسول الكريم "الحمد لله الذي أنقذه من النار", موضحًا أن هذا دليل على أنهم كانوا يعرفون الحق.
ولفت مزروعة إلى أنن أ "الرسول صلى الله عليه وسلم كان يطلب لهم الهداية ويدعي لهم لكي يهتدوا ويدعوهم للدخول في الإسلام", موضحًا أن "الإسلام دين سمح ييسر ولا يعسر حتى لا ينفر منه أحد من خلال الغلظة والشدة مع غير المسلمين".
ورد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، على سؤال متعلق بفتوى تحريم تهنئة الأقباط بعيد الميلاد، قائلاً إن "هذه الفتاوى عفا عليها الزمن ولها أناسها ونحن لا نهتم بذلك".
وأشار في تصريحات متلفزة، إلى أن "الله سبحانه وتعالى هنأ نبيه عيسى يوم مولده في القرآن الكريم"، مستندًا إلى قول الله في القرآن: "والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًا".
وأضاف: "يوم مولد المسيح هو يوم بركة ونحتفل به مع إخواننا المسيحيين وهذه المناسبات سعيدة ومنيرة في حياة البشرية"، مؤكدًا أن دار الإفتاء والأزهر منذ قديم الزمان يسيران على منهجية واحدة وهي تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد ومشاركتهم في المناسبات الاجتماعية والدينية.
وتابع المفتي قائلًا: "نحن أبناء وطن واحد، مصريون جميعًا وكلنا بجوار بعض في السراء والضراء، والأنبياء بعثهم الله لينشروا السلام والبناء وهذا البناء متكامل الأركان والمعاني، وكل واحد فيه يؤدي إلى الآخر، وهؤلاء الأنبياء جاءوا ليبعثوا الأمل والطمأنينة إلى البشرية".
بينما قال الشيخ أحمد المالكي، عضو المكتب الفني بمشيخة الأزهر الشريف، إنه لا يجوز بأي حال من الأحوال، الإفتاء بفتاوى تفرق المصريين عندما يكونوا في صف واحد، مشيرًا إلى أن الرأي المخالف في هذه الحالة يُحدث فتنة وبلبلة في المجتمع.
وأشار إلى أن "شيخ الأزهر يذهب سنويًا مع وفد من هيئة كبار العلماء لتهنئة البابا والأقباط في الكاتدرائية"، مؤكدًا أن الفتاوى التي تنتشر بتحريم تهنئة المسيحيين تطلقها "الجماعات المتأسلمة".