طباعة
sada-elarab.com/123076
لم يكن أحد يعرف العميد ساطع النعمانى من قبل، لكن تلك هى طبيعة قصص الأبطال العظماء، تولد من رحم أعمال بطولية عظيمة غير مسبوقة، تثير دهشة من يعيشون معهم ومن يضحون فى سبيلهم.
هو واحد من أولئك الذين سوف تظل دماؤهم شاهدة على إرهاب تنظيم الإخوان فى مصر، حاول مقاومته بكل ما أوتى من قوة، بما يفرضه عليه واجبه وعمله، لكنّ يد الغدر كانت أسرع فأردته مصاباً بطلق نارى فى الوجه.
كان النعمانى فى قسم بولاق الدكرور رفقة زملائى، يتابع الخطاب الأخير للرئيس الأسبق محمد مرسى، حتى وصل فى خطابه إلى كلمة (الشرعية) فسمع صراخاً وأناساً يهرولون نحو القسم للاستغاثة، وكأن الشرعية كانت هى كلمة السر، التى تحرك بعدها العناصر الإخوانية المعتصمة فى ميدان النهضة لأعمال شغب وإرهاب، واعتلت عناصر إخوانية أسطح جامعة القاهرة، وصاروا يطلقون الرصاص بصورة عشوائية.
قام النعمانى بواجبه لحماية الأهالى وإبعادهم عن طلقات الإرهاب الغاشم، وأعاد الناس إلى ما وراء كوبرى ثروت وبين السرايات، وأثناء ذلك تلقى رصاصة فى رأسه دمرت عينه اليسرى وحطمت عظام وجهه بالكامل، لينقله الأهالى بدراجة نارية لمستشفى الشرطة ويدخل فى غيبوبة، وينقل إلى سويسرا للعلاج وبعد عودته ظل طيلة خمس سنوات كاملة يتلقى العلاج، وأثناء تلك الفترة كان البطل العقيد ساطع يسعد بشدة كلما افتتح الرئيس السيسى مشروعات قومية لأنه كان ينظر لها على أنها تعوضه عن تضحياته ويحس بأن دمه "ما ضاعش هدر"، فحبه لوطنه كان يظهر جليا فى دموعه فرحا بكل إنجاز مشروع قومى.
وفى حقيقة الأمر عندما تشاهد وتدقق فى جميع أحاديث البطل الشهيد تعرف وتعى أن مصر سيحفظها الله أبد الدهر، لأن الله خصها برجال يعرفون الله يتمتعون بسمات شخصية عنوانها العزة والكرامة وحب الوطن، حتى توفى يوم الأربعاء 14 نوفمبر 2018، فجاءت مقبرة العميد ساطع النعمانى بجوار مقبرة الدكتور أحمد زويل، العالم المصرى الحائز على جائزة نوبل للعلوم.
وهذه رسالة من ساطع الشهداء لرفاقه بالاستمرار فى مزيد من الجهد والعطاء والتضحيات.
هو البطل الشهيد العميد ساطع النعمانى، الذى كان يشغل منصب نائب مأمور قسم بولاق الدكرور.