فن وثقافة
"الفلاحون في زمن التحولات النيوليبرالية غابوا ام غيبوا؟!"
الإثنين 17/سبتمبر/2018 - 10:32 ص
طباعة
sada-elarab.com/113888
ندوة بمركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي
الخميس المقبل 20 سبتمبر 2018 فى الخامسة مساء بقاعة المحاضرات. يقدم الندوة محمد مدحت مندور الباحث بوحدة القانون والمجتمع بالجامعة الأمريكية في القاهرة
ويناقشه محمد جبريل الباحث بمركز دال.
وتدور محاور الندوة حول
بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء التي تفيد أن قطاع الزراعة والصيد كان الأكثر استيعابا للعمالة في مصر حيث عمل به 6.9 مليون مشتغل مثلوا نحو 32 بالمئة من المشتغلين في 2007 (الميرغني 2010: 147) فيما مثل سكان الريف 57 من إجمالي سكان مصر في إحصاء 2006 (لترتفع إلى 57.8 بالمئة في 2017) (ماهر هنداوي وسماح حسن ومحمد الدعدع 2017). فأين كان هؤلاء العمال بل وهؤلاء السكان من الحراك المطلبي الاقتصادي والاجتماعي الذي شهدته مصر منذ 2005 صعودا إلى ثورة يناير 2011 وما بعدها مباشرة؟
و لماذا كانت المراكز الحضرية هي مواضع الاحتجاج بينما غط -فيما يبدو- الريف في سبات عميق؟
وماذا وقع للملايين السبعة العاملين بقطاع الزراعة في نفس الفترة؟ لماذا لم يحتلوا موضعا في المجال العام، ولماذا لم تفرض قضاياهم المتنوعة على اختلاف مواضعهم هم كفلاحين: ملاكا ومستأجرين وعاملين زراعيين على المشهدين السياسي والاجتماعي في فترة الدراسة (2005-2015)؟
تبدو محاولة مقاربة الاحتجاج الفلاحي شديدة الصعوبة متطلبة توخي الكثير من الحذر إذ أننا نقف أمام روايتين لهما الكثير من الهيمنة عند تناول ظاهرة حراك الفلاحين. فيما ترى الأولى الفلاح بمثابة ذلك الفلاح السلبي المائل دائما للخنوع، والذي غاب عن المشهد الاحتجاجي كاملا في مصر، رغم كونه أول وأكثر من تحمل تبعات التحول النيوليبرالي في مصر منذ التسعينات، وما تمخض عنه من تهميش وإفقار، فإن الأخرى ترى -وهي محاولة لمواجهة الرواية الأولى على أية حال- في ممارسات الفلاحين اليومية أشكالا من المقاومة متأثرة بكثير من الأدبيات التي تبحث في المقاومة الفلاحية، والتي تنادي بالنظر إلى ممارسات الفلاحين بشكل أبعد من المتعارف عليه من أشكال المقاومة حضرية الطابع في معظمها، إذ أن التظاهر واحتلال الميادين يرتبط طبيعة بالمدينة مثلما يرتبط الإضراب والاعتصام بالعمل لدي الآخرين بأجر.
لا يرمي هذا الفصل إلى الخروج برواية ثالثة لوصف تفاعلات الفلاحين الاحتجاجية، بل لرصد تفاعلات الفلاحين مع التحولات التي طالت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الريف وبما يخص النشاط الزراعي بالطبع، كاشفين عن كونها قد حملت مكونا يصعب صبغه بلون واحد سواء كان هذا المكون هو الخضوع والخنوع والغياب الكامل أو كان المقاومة والاحتجاج الدائمين، إذ أن الأهم هو رصد طبيعة التحولات التي طرأت على تلك التفاعلات نفسها وربطها بسياقها السياسي والاجتماعي الأوسع خلال فترة الدراسة.
وبديلا عن الرواية التي تطرح غياب الفلاح التام عن الاحتجاج تطرح الندوة تساؤلا: هل كان غيابا أم تغييبا؟ وما هي الأسباب الهيكلية التي ساهمت في رسم مشهد ما وصف بالغياب خاصة بعد عقدين تقريبا من إجراءات نيوليبرالية أعادت صياغة مجمل علاقات القوة في الريف؟ وبالمثل يتوخى الفصل بديلا عن رواية المقاومة الدائمة وتفسير التفاعلات باعتبارها احتجاجات بالتمييز بين ما هو احتجاجي، وبين ما هو تأقلم وتكيف مع التحولات، وكيف امتدت انعكاسات التأقلم والتكيف على أوضاع العمل في مصر وبالأخص الأنماط غير الرسمية للعمل، وعلى حجم الهجرة من الريف للمدينة وما يعرف بظاهرة العشوائيات أي الإسكان غير المخطط له، وعلى أوضاع النساء في الريف المصري وتعليم الإناث، وعلى العلاقات الجندرية.