الاشراف والقبائل العربية
الشرفاء العلويين فى بلاد المغرب واتصالهم بالقاسم بن النفس الزكية محمّد بن عبد الله العلوى الطالبى
القاسم بن محمد بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى أبن علي بن أبي طالب الحسني العلوي الحجازي المدني , أحد أعيان بنو النفس الزكية , وأكثر بنوه عقباً منهم ملوك بلاد المغرب منذ مئات السنين حتى عصرنا الحالي , وأصل سلفهم من ينبع النخل بالحجاز بلا مراء .
وقد وقع خلاف حول تاريخ وفاة القاسم بن النفس الزكية , فقد ذكر المؤرخ أحمد بن سهل الرازي في أخبار فخ أن وفاته كانت مدة خلافة الخليفة العباسي موسى الهادي الذي بويع له سنة 169 هـ واستمرت إلى سنة170 هـ , حيث قال في مقتله :وكان أمرهم كما أخبرني محمد بن يوسف بن إبراهيم بن موسى عن أبيه , قال :لما كان أمر الحسين رحمه الله بفخ ما كان ,أحضر موسى الهادي موسى بن عبد الله بن الحسن ,والقاسم بن محمد بن عبد الله ؛ وقال للقاسم : والله لأقتلنك يا ابن الفاعلة قتله ما قتلها احد قبلي احداً قبلك , قال له القاسم : الفاعلة هي الصنّاجة التي اشتريت بأموال المسلمين ,أإياي تهددني بالقتل الذي لم يسبقك إليه ظالم ؟فلأصبرن لك صبراً ما صبره أحد قبلي لمرضات الله وجميل ثوابه , فأمر موسى بالمناشير فأحضرت ثم أقيم على كل عضو منه منشار فنشر وجهه صفحة واحدة ثم نشروه عضواً عضواً حتى أتوا على جميع بدنه , قالوا جميعاً: فما تأوه رحمه الله ولا تحرك حتى جردوا عظامه عن لحمه , وفرقوا بين جميع أعضائه . فقال له موسى : كيف رأيت يا ابن الفاعلة ؟ فقال له القاسم : يا مسكين لو رأيت ما أرى من الذي أكرمني الله به في دار المقامة وما أعد لك من العذاب في دار الهوان لرأيت حسرة دائمة وتثبت النقمة العاجلة ؛ وخرجت نفس القاسم مع آخر كلامه .
وقال الديار بكري نقلاً عن المطالع للعلوي وغيره : أن وفاته كانت في حياة أبيه الذي قتل في خلافة أبو جعفر المنصور سنة 145هـ , والأصح عندي في وفاته أنها كانت في مدة خلافة موسى الهادي في حدود سنة 169هـ , وهي السنة التي قتل فيها جماعة من الطالبيين ,وهو الذي قال به ابن سهل الرازي , وأما اختفائه وانقطاع خبره فكان في حياة أبيه فظن من ظن انه مات في حياة أبيه والله العالم .
ولا شك أن هناك حقبة من الزمن خاصة في تاريخ محمد النفس الزكية ذلك الإمام الهمام , الذي عاش وقتل مدافعاً عن الحق في مدينة جده الأعظم في شهر رمضان سنة 145هـ , بمنطقة أحجار الزيت بجوار المسجد النبوي الشريف , وهي بجوار موضع مسجد الغمامة اليوم , كيف لا وهو مهدي أهل البيت في زمانه فرحمة الله عليك يا ابا القاسم قتل شهيداً ودفن في مقبرة الهاشميين ببقيع الغرقد , وكان قبره مشهود يزار , فيما ذكره المؤرخون كالاصفهاني في مقاتله وابن العماد في شذراته وغيرهما, كل ذلك احدى قصص بطش الأمويين والعباسيين بالطالبيين , لأنهم عرفوا مكانتهم ومنزلتهم وأحقيتهم فأرادوا أن يطمسوها , ولكن يأبى الله ليتم نوره بالحق , وقد جعلت هذه السياسة القمعية من تلك الممالك الصعوبة الإحاطة بأعقاب الذراري للكثير من العلويين الذين تفرقوا في الأمصار , وكان عقب النفس الزكية أحد تلك الاعقاب التي أختلف فيهم وفي عددهم والثابت عندنا بما تحقق في عدة بحوث لي ولإخواتي الشريفان المحققان أبو محمد الشريف إيهاب في منتقاه وأبو المثنى الشريف باسم في قوله المسدد , وما كتبته في شرح كتابي الأصول , ومنذ سنوات , ومن ذلك ما وقعت عليه في رحلتي الميدانية بالبوادي على طريق الحاج , من نواحي المدينة المنورة فقد وقفت على مقبرة بمنطقة حزرة بالقرب من سويقة الثائرة , بها قبور كثيرة , منها قبرين عليهما شاهدين ، مكتوب على أحدهما : محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، والأخر ابن للأول إلا أني لم أستطع قراءة اسمه، فظهر لي إن هناك ابن للنفس الزكية أسمة محمد لم تذكره كتب النسب، فلم استغرب, لأن من يقرأ تاريخ محمد النفس الزكية وتخفيه ومطاردته, يعرف مدى عظمة ذلك الطالبي الشهيد , إلا أن النسابة الزبيدي عدهم في روضه الجلي: القاسم الأكبر , وعبد الله الأشتر , وعلي , والحسن , وأحمد , وإبراهيم , والطاهر , وزاد عليهم موسى ناقلا ذلك عن النسابة الحسيني , وذلك بخلاف ما أغفلهم غيره من النسابة , وبالتحقيق فالصحيح عندي إن محمد النفس الزكية أعقب : عشرة رجال, وهم:القاسم وهو الأكبر ، وعبد الله الأشتر ، وعلي ، والحسن وقال بعضهم الحسين، والطاهر,وإبراهيم, وأحمد قيل له عقب ، ويحيى , وموسى, ومحمد ذكره اليماني في النفحة ,و الفتوني في التهذيب .
عقب القاسم بن محمّد النفس الزكية : -
أعقب القاسم بن النفس الزكية من ولده إسماعيل الذي أعقب رجلين
هما : -
أحمد بن إسماعيل ومن عقبه ، محمد بن أبو القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الله بن أبي محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن الحسن بن أحمد المذكور , وأعقب محمد بن أبو القاسم من ولديه أحمد الذي أعقب زيدان جد الملوك السعديون , والقاسم الذي أعقب الحسن الداخل جد الملوك العلويون إما إبراهيم بن إسماعيل : فعقبه اليوم بينبع .
أقول : وإلى القاسم بن محمّد النفس الزكيّة ينتهي نسب العلويّين ملوك المغرب حالاً، وقد عرف اتّصالهم بهذا النسب منذ أمد بعيد، فالعلويّين ينتهون إلى إسماعيل بن القاسم بن محمّد النفس الزكيّة، لما كتبه المؤرخون والنسّابون، وفصلوا في تاريخ الأسرة العلويّة الحاكمة في المغرب، ونسبتهم إلى الينبعي الشريف الحسن الداخل أو القادم من ينبع النخل بالحجاز، والذي دخل إلى بلدة سجلماسة سنة 663هـ والثابت اتّصاله المباشر إلى القاسم بن محمّد النفس الزكيّة، فقد حازوا على الاستفاضة والشهرة منذ القدم، ولم يتعرّض لهم أحد من أهل النسب بمغمز ولا لمز، لثبات ذلك لديهم .
فنسب الحسن القادم جدّ العلويّين كالآتي: هو الشريف الحسن القادم بن سيّدي قاسم بن محمّد بن أبي القاسم بن محمّد بن الحسن بن عبد الله أبي محمّد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن حسن بن أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن محمّد النفس الزكيّة , وهذا هو النسب المثبوت عندهم، فقد توفّي الحسن القادم سنة 667هـ ببلدة سجلماسة وضريحه بها اليوم .
ذكر صاحب المنـزع اللطيف ما نصّه: "عامود نسب المولى الشريف الغنيّ عن البيان والتعريف، ووالده المولى الهمام الأسد الضر عام، سيّدنا الشريف بن سيدنا علي بن محمّد بن علي بن يوسف بن علي الشريف بن الحسن بن محمّد بن حسن بن محمّد بن أبي القاسم بن محمّد بن الحسن بن عبد الله بن أبي محمّد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن حسن أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن محمّد النفس الزكيّة بن عبد الله الكامل بن حسن بن حسن بن علي أبي طالب، ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسّلم" .
قال الإمام النسّابة الحجّة الثبت أبو محمّد عبد السلام ابن المطّلب الشريف الحسني القادري في الدّر السنّي، لما ذكر السلسلة النسّابة المتقدمّة ما لفظه:"وعامود نسبه هذا لم يزل هكذا عند بنيه محفوظاً عنده موصولاً سنده، كما أوصله المولى الحسن القادم على سجلماسة رضي الله عنه إليهم محفوظاً موصولاً، وتداولت رسمه الأعلام، فرأيته عند غير واحد منهم،كالسيّد الفقيه المؤرّخ الضابط سيّدي أحمد بن يحيى بن الشريف العلمي جدّ الشرفاء الشفشاونيّين فيما قيّده بخطّه الشيخ العلاّمة المتفنّن أبي عبد الله محمّد العربي بن يوسف الفاسي في كتابه مرآة المحاسن وغيرهما" .
وقد طعن مصعب الزبيري صاحب كتاب نسب قريش، وأيّده ابن حزم الأندلسي صاحب كتاب جمهرة أنساب العرب، على أنّه ليس للنفس الزكيّة ولداً اسمه القاسم، كما لم يذكر اسمه في أكثر كتب الأنساب المعتمدة المعتبرة .
أقول:وبالله التوفيق أنّه على كلّ نسّابة أن لا ينفي دون تأكّد، فالشجرة الثابتة يهزّها الريح، ولكن لا يقوى على إسقاطها؛ لأنّ جذورها ثابتة .
وقد ردّ ابن زيدان على ابن حزم والزبيري بقوله: "وبهذا نعلم أنّه لا التفات لمن غلط في هذا العامود الطاهر، وخلط وأوقع نفسه في الطعن عليه والتنبّه والشطط، وزعم أنّ في هذه السلسلة الذهبيّة انقطاعاً، وأنّ الصواب في زعمه هو أن يراد بين قاسم والنفس الزكيّة ثلاث وسائط، بأنّ يقال بعد قاسم بن الحسن بن محمّد بن عبد الله الأشعر بن النفس الزكيّة، مستنداً في زعمه المذكور إلى أنّ النفس الزكيّة لم يخلف ولداً اسمه قاسم، وذاك وهم فادح وقصور وجهل، اغترار بكون مصعب وابن حزم لم يذكرا قاسماً في أولاد النفس الزكيّة ، وقد وهم . وذلك من وجهين :
قال أبو عبد الله الديار بكري: "توفّي القاسم بن محمّد النفس الزكيّة في حياة والده وجدّه، وتزوّج شقيقه عبد الله الأشتر بزوجته بعد أن وضعت حملها من القاسم، وهو إسماعيل بن القاسم، فكفّله عمّه الأشتر، فلمّا وقع ما وقع بالإمام محمّد النفس الزكيّة، فرّ عبد الله الأشتر بزوجه وابن أخيه إسماعيل إلى السند، وتحصّن بمدينة كابولة، فكان ينسبون إسماعيل لعمّه المذكور، ويقال له: إسماعيل بن عبد الله، ونشأ في كفالة عمّه الأشتر، وحضانة أُمّه مع إخوة للأمّ .
فدعا عبد الله الأشتر لنفسه بمدينة كابولة، فتحايل عليه العبّاسيّون، إلى أن قتل بها، وبعث برأسه إلى الرشيد، وترك أولاده مع ابن أخيه ربيبة إسماعيل بن القاسم بن محمّد بن عبد الله الكامل، فرجع إسماعيل بن القاسم من السند، فاستوطن الحجاز ينبع النخل .
قال:"وبقيّة أولاد عبد الله الأشتر بالسند بمدينة كابولة وهم مشهورون، وأيّد ذلك الشباني صاحب مصابيح البشريّة، وفيه التنبيه على فائدة أخرى، وهو سبب الوهم، وهو أن إسماعيل بن قاسم كان ينسب لبني عمّه عبد الله الأشتر لكفالته له وتزّوجه بأمّه، على أنّ مصعباً وابن حزم لو فرضنا أنّهما نفياً أن يكون لنفس الزكيّة ولد يسمّى قاسماً أصلاً، لما ساغ لذي معرفة أن يلتفت إلى نفيهما؛ لأن من حفظ حجّة؛ ولأنّ من أثبت مقدّم؛ ولأنّ أهل البيت أدرى بالذي فيه، وكيف لا؟ والقصور شأن علم البشر" .
وسأستعرض هنا بعض أقوال المؤرخين والنسّابين لما جاء في العلويّين وتأيّدهم لنسبهم الشريف، اعلم أنّ نسب هذه الدولة الشريفة العلويّة من أصرح الأنساب وسببها المتّصل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم من أمتن الأسباب" .
قال أبو عبد الله الفاسي في المرأة:"أنّ الشرفاء الذين لا يشك في شرفهم،بالمغرب كثيرون، كالجوطيّين من الحسنيّين الإدريسيّين، وكشرفاء تافيلات من الحسنيّين أيضاً والمحمّدين، وكالصقليّين والعرقيّين، وكلاهما من الحسنيين بالياء الساكنة بين السين والنون، فإنّ شرف جمعيهم لا يختلف فيه اثنان من أهل بلادهم ومن يعرفهم من غيرهم" .
وقال أبو حامد العربي الفاسي: "نسب شرفاء سجلماسة للبيت النبوي أظهر وأشهر من شمس على علم؛ لأنّ الشرف في المغرب ينقسم بحيث القوّة في الثبوت إلى خمسة أقسام من أعلاها: شرفاء سجلماسة تافيلات، فيهم فيما بينهم كالحلقة المفرعة لا يدري أوّلها من آخرها، بحيث من كان منهم لا يسعهم إخراجه، ولو بلغ ممن الفاقة ما بلغ، ومن لم يكن منهم لا يسعهم إدخاله، ولو بلغ من الغنى ما بلغ" .
قال أبو علي اليوسي رحمه الله: "شرف السادة السجلماسيّة مقطوع بصحّته، كالشمس الضاحية في رابعة النهار) .
وقال الفاسي في مغجم الشيوخ:"الشرفاء العلويّين السجلمسايّون، وهم من صرحاء الأشراف نسباً، وفضلائهم حسباً، وكبرائهم قدراً، وعظمائهم اجتهاداً، وقد نصّ الإمام القصار قبل تملّكهم على أنّ شرفهم لا يختلف فيه اثنان، نقله عنه أبو حامد الفاسي في المرآة، وأصلهم من الينبع، وأوّل قادم منهم على تافيلات هو السيّد أبو علي القاسم بن محمّد بن أبي القاسم، وإنّما تفرّعت شجرتهم من المولى علي المدعوّ الشريف بن الحسن محمّد بن الحسن القادم" .
أقول: وبعد تقدّم أنّ نسب الشرفاء العلويّين من أشهر أنساب أهل البيت الشريف وصرحائه، حصلوا على شهرة الذكر، وعلّو القدر، وسموّ الفخر، ما هو في الطوامير مستفيض، وفي النفوس مرسوم، وقد كتب في نسبهم الجّم الغفير، وأثنى عليهم الجمع الكبير، وقد سبق أن فصّلنا في نسبهم الشريف .
فإنّي أقول: من أوقع نفسه في طعن هذا النسب من الخطأ الكبير، وأنّ من يقول: يجب زيادة ثلاث وسائط إلى هذا النسب، فهذا لا يقبل؛ لأنه يعدّ تلاعباً في أساس عاموداً أُسرة اشتهرت بنسبها المثبوت .
فقد رأيت من يقول وتعجّبت من ذلك القول: إن نسب العلويّين لا يصحّ، ألاّ أن يزاد بين القاسم والنفس الزكيّة؛ بأنّ يقال: القاسم بن الحسن بن محمّد بن عبد الله الأشتر بن النفس الزكيّة، مستندين وزاعمين أنّ النفس الزكيّة لم يخلف ولداً اسمه القاسم , وهذا يدلّ على غفلتهم، أو عن كون النسب لقاسم بن النفس الزكيّة ثابت. فالصحيح أنّه توفّي في حياة أبيه وجدّه، وكان والده النفس الزكيّة يكنّى بابن الأكبر وهو القاسم، وهذا يعود إلى ما ذكر في كتب الأنساب المتقدّمة، فقد ذكر صاحب المجدي أنّ النفس الزكيّة كان يكنّى بأبي القاسم، والنسّابة العمري صاحب المجدي يعدّ من نسّابين القرن الخامس الهجري. وأيّد ذلك ابن عنبة في كتاب عمدة الطالب، وهو من نسّابين القرن التاسع الهجري .
ومن وجهة أخرى نستدل أنّهم من ذريّة القاسم بن محمّد النفس الزكيّة، وممّا يؤيد لي ذلك أنّه لم يكن في فرع السادة العلويّين فرع واحد، بل كان منهم أبناء عمّ، وهم الأشراف السعديّين، يجتمعون معهم في جدّهم الأعلى محمّد بن أبي القاسم المذكور في النسب، ولهم قربى بالمدينة المنوّرة، وهم أولاد أبي بكر بن محمّد بن داود بن علي أحمد بن إسماعيل، وكلّهم احتفظوا بمشجرّاتهم ، والتي توصلهم إلى القاسم بن النفس الزكيّة؛ , وكذلك بني عمومتهم في ينبع من جدهم الأعلى إبراهيم بن إسماعيل ومن عقبه العيايشة وقد حققنا نسبهم وأثبتنا ذلك , وبذلك فأن النسبة للقاسم إذ أنه اتّفق نسبهم على ذلك، فلو أخطأ أحداً منهم لن يخطئ الآخرون .
فأساس عامود نسب العلويين للقاسم , ولا التفاف لمن قال لاجود له والصواب أن يزاد بين القاسم ومحمد النفس الزكية , وهو ثابت بالوثائق الموجودة لديهم ، فعند كلّ بيت مشجّرة الخاصّ، وأهل كلّ بيت علوّي بما في بيت، وأهل مكّة أدري بشعابها، فهذه الوثائق قد وصلت إليهم يداً بيد عن آبائهم وعن أجدادهم، فكلّ أهل بيت كانوا يحتفظون بأنسابهم، ويعتنون بها كمال الاعتناء، فالعلوييّن أصل سلفهم من ينبع النخل من أرض الحجاز، واستفاضتهم وشهرتهم قديمة، والتي عرفت منذ زمن ثابتة، وأنّ كتب الأنساب التي لم تذكر القاسم فكثيراً من الأنساب المعروفة لم تستند على ما كتبه النسّابون؛ لأنّ كتب الأنساب المؤلّفة في الأجيال الماضية لم تتكفّل لجميع الأنساب في مشارق الأرض ومغاربها، بل كلّ واحد يكتب الأنساب الموجودة حوله، ومع ذلك ما كانوا يعثرون على ذلك أيضاً .
وخلاصة القول أنّ نسب العلويّين لا يحتاج إلى حديث، ولا يقبل الطعن فيهم ولا يجوز ، لاسيّما أن كان نسباً كالشمس واضحاً، وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أُنيب .