منوعات
علماء يوقفون تشكُّل التجاعيد وفقدان الشعر مع التقدُّم في السن لدى فئران التجارب
الأربعاء 25/يوليو/2018 - 02:59 م
طباعة
sada-elarab.com/106495
تمثّل تجاعيد الوجه وفقدان الشعر علامات مميزة للتقدُّم في السن
حقَّق البروفسور كيشاف سينج وزملاؤه نجاحًا مذهلًا عندما استطاعوا عكس عمليَّة تشكُّل التجاعيد وفقدان الشعر لدى فئران تجارب في جامعة ألاباما في برمنجهام، فعندما أحدث الفريق خللًا في وظائف المتقدّرات (الميتوكندريا) ازدادت التجاعيد وازداد فقدان الشعر أكثر لدى الفئران، وعندما أصلحوا الخلل الوظيفي للمتقدرات عاد جلد الفئران وشعرها كما كانوا من قبل دون أي اختلاف عن الفئران الأخرى السليمة من الأعمار ذاتها.
وقال سينج أستاذ الوراثة في جامعة ألاباما «هذه النتائج غير مسبوقة على حدّ علمنا.» وتحدث الطفرة التي تؤدي إلى هذه التغيرات داخل النواة لتؤثّر على المتقدرات التي تعرف ببيت الطاقة في الخلية. وتنتج المتقدرات 90% من الطاقة الكيميائية التي تحتاجها الخلية لتستمر بالحياة.
ويظهر تراجع أداء المتقدرات لدى البشر بعد تقدُّمهم في السن، وقد يؤدّي هذا الانخفاض في الأداء إلى أمراض الشيخوخة. ويسهم فقدان الحمض النووي من المتقدّرات في بعض الأمراض القلبية الوعائية وداء السكري والأمراض العصبية التنكسية والسرطان، وغيرها.
وقال سينج «ستستهم هذه الفئران في إتاحة فرصة غير مسبوقة لتطوير علاجات وقائية من أمراض الجلد والشعر التي تترافق مع التقدُّم في السن واضطرابات المتقدّرات الشيخية.»
تُحدث الطفرة في فئران التجارب عند إضافة دواء الدوكسيسايكلين إلى أطعمتها وشرابها. يؤدّي هذا إلى فقدان الحمض النووي من المتقدّرات بسبب تعطّل الإنزيم الذي يساعد في استنساخ الحمض النووي.
وخلال أربعة أسابيع، يغزو الشيب شعر الفئران وتقلّ كثافته ويبدأ بالتساقط، وتصاب الفئران ببطء الحركة وسرعة الإرهاق وتغيُّرات أخرى تدلُّ على الشيخوخة. وبعد أربعة أسابيع، تبدأ التجاعيد بالظهور على جلودها، وتعاني إناث الفئران من تجاعيد أكثر من الذكور.
لكنَّ إصلاح هذه الطفرة (من خلال إيقاف الدوكسيسايكلين) يؤدّي إلى عكس هذه التغيُّرات، إذ تختفي التجاعيد تدريجيًّا وينمو الشعر مجدَّدًا بعد شهر من إيقاف إعطاء الدواء، ويعود ذلك إلى استعادة المتقدّرات أحماضها النووية.
عانى الجلد من تغيُّرات كثيرة مقارنة بأنسجة أخرى في الجسم، ما يشير إلى تأثُّر الجلد باضطرابات المتقدّرات أكثر من الأنسجة الأخرى.
وأظهرت التجاعيد تغيُّرات متعددة تشبه التغيُّرات التي تحصل في الشيخوخة داخلية المنشأ والشيخوخة خارجية المنشأ. وتحدث الشيخوخة داخلية المنشأ بسبب التقدُّم في السن، وفي المقابل تحدث الشيخوخة خارجية المنشأ بسبب عوامل متعددة مثل: التعرُّض للشمس أو تدخين السجائر.
وأظهرت دراسة جلد الفئران التي تعرَّضت للطفرة زيادة في عدد خلايا الجلد، وزيادة غير سوية في سماكة الطبقة الخارجية للجلد وخللًا في جريبات الشعر والتهاب النسيج الجلدي عمومًا. وتشبه هذه التغيُّرات ما يحدث في الشيخوخة خارجية المنشأ. وأظهرت الفئران التي تعرَّضت للطفرة تغيُّرات أخرى في التعبيرية الجينية لأربع واسمات خلوية حيوية بطريقة تشبه ما يحدث في الشيخوخة داخلية المنشأ.
وأظهر الجلد خللًا في التوازن بين إنزيمات الميتالوبروتيناز الخلالي ومثبّطاته النسيجية، ويلعب التوازن بين هذه المادَّتين دورًا مهمًّا في الحفاظ على الألياف الكولاجينية في الجلد لمنع التجعُّد.
افتقرت متقدّرات الفئران التي خضعت للطفرة إلى الحمض النووي المتقدّري، وعانت خللًا في التعبير الجيني وعدم ثبات المركَّبات الكبيرة التي تلعب دورًا في الفسفرة التأكسدية في المتقدّرات.
استعادت المقتدّرات وظائفها وحيويَّتها بعد عكس الطفرة، واستعاد الجلد والشعر خصائصهما الطبيعية أيضًا. ويشير هذا إلى أنَّ التغيُّرات الشيخية التي تحدثها المتقدرات هي تغيُّرات عكوسة، ويصفُها سينج بأنَّها نتائج «مفاجئة.»
وقال سينج المشرف على تدريس علم الأمراض أيضًا «تشير هذه النتائج إلى أنَّ الآليَّات فوق الجينية التي تلعب دورًا في الاتصال النووي المتقدّري تسهم في استعادة حيوية الجلد والشعر. وما زلنا بحاجة إلى مزيد من التجارب لمعرفة أثر إصلاح الأحماض النووية المتقدرية على الأعضاء الأخرى.»
