الاشراف والقبائل العربية
السادة الرفاعية من أجلاء البيت النبوي الشريف ..
السادة الرفاعيون بالعالم الإسلامي من مشاهير آل البيت الشريف وصرحائهم ، حازوا من شهرة الذكر وعلو القدر وسمو الفخر ما هو في الدواوين معلوم , و في المشجرات مرسوم , وما هو في الجرائد مضموم , و ألف في نسبتهم الجم الغفير , وأثنى عليهم الجمع الكثير , كابن الساعي في تاريخه , والفاروثي في نفحته , والنسابة الشهير بابن الأعرج الحسيني ( نقيب واسط ) في بحره ، والواسطي في أكسيره , والوتري في روضته , والمخزومي في صحاحه وغيرهم .
واحدهم : الرفاعي : بالكسر وتخفيف الفاء إلى رفاعة .
وتذكر المراجع النسبية التي وقعنا عليها من مخطوطات ومستمسكات وما تتبعناه من مصادر تدوين تاريخ هذا الفرع من النسب الرفاعي الحسيني وقد دونها مطابقة لما هو مسجل في دفاترنا وسجلاتنا النسبية خروج الحسن الأصغر المكي بن علي بن محمد المهدي بن الحسن الأكبر بن القاسم بن الحسين بن أحمد الأكبر بن موسى أبي سبحة بن إبراهيم المرتضى الأصغر بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام , في القرن الرابع الهجري من الحجاز إلى بلاد المغرب ببادية اشبيلية , واستقراره فيها , ووفاته سنة 331هـ في بلدة اشبيلية , وثبوت عقبه من أربعة رجال , هم : علي (المغربي ) , وسعد, وعمران , وبركات , أما سعد وعمران وبركات , فلهم عقب في بلاد المغرب .
وأما على المغربي بن الحسن الأصغر , فمولده في أشبيلية , ووفاته بها سنة 353هـ , وعقبه من خمسة رجال ، هم : أحمد المرتضى , ورفاعة , وكنانة , وهزاع , وغالب , أما كنانة ، ورفاعة , وغالب , وهزاع , فلهم عقب منتشر في بلاد الشام , ومصر , والعراق إلى يومنا هذا ومنهم بيوتات معلومة مشهورة .
وأما أحمد المرتضى بن على المغربي , كان عالماً زاهداً ورعاً , توفى في اشبيلية سنة 370هـ , وأعقب ولد واحد , هو : على ( الحازم ) .
أما على الحازم بن أحمد المرتضى , فكانت وفاته في اشبيلية سنة 385هـ .
وبنو رفاعة ينتشرون في الحجاز والعراق والشام ومصر وغيرها من البلدان وكلهم ينتهون إلى السيد علي الحازم أبو الفوارس بن أحمد المرتضى بن علي أبي الفضائل الإشبيلي المذكور , وعقبه ثلاثة أقطاب : السيد ثابت , والسيد محمد الملقب بــ ( عسلة ) , والسيد عبد الله الشهير بالمدني , القطب الأول آل ثابت وهم الثابتون وعقبه كبير شهير منتشر في البلدان تولى منهم النقابة في بلاد العراق , ومنهم القطب الولي الصالح رافع ألوية الشرف للسادة الرفاعية السيد أحمد الرفاعي بن علي بن يحيى بن ثابت المذكور , والقطب الثاني آل محمد عسلة بن السيد على الحازم المذكور وهم العسليون منهم آل السيد علي والسيد عبد الرحيم والسيد عبد السلام ويقال لهم بنو عثمان , وفروعهم منتشرة اليوم بمصر والشام والعراق وغيرها فعقبه شهير منتشر في البلدان , والقطب الثالث آل عبدالله المدني بن علي الحازم المذكور وأما عبد الله المدني بن علي الحازم , فمولده في أشبيلة , قدم المدينة واستقربها فلقب بالمدني , وتزوج من بني حسين أمراء المدينة , وأعقب أربعة رجال , وهم العبدليون وهم منتشرون ومن عقبه في المدينة المنورة هاشم الاحمدي وله ذيل هم : علي , وشعيب , وموسى , وأحمد (عبيد) , أما علي , وشعيب , وموسى , فلهم أعقاب .
وأما أحمد عبيد بن عبد الله المدني , فمن عقبه : زين العابدين القيسراني بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الكبير بن محمود بن علي بن هاشم الأحمدي بن أبي السعود سعد بن سلامة بن أحمد عبيد , أما زين العابدين القيسراني ، فدخل بلدة قيسارية , وهي بلدة عظيمة في بلاد الروم , على مقربة من مدينة سيواس , يقال : أنه حبس فيها محمد ( بن الحنفية ) بن علي بن أبي طالب , على ما ذكره ياقوت في معجمة , وأعقب في مدينة قيساريه , وعلا أمره فيها , وله فيها منزلة عالية , وعمر له ملكها رواق , ولما توفى عمر له الناس بجانب قبره رباطاً , وأعقب من ولده أيوب, وله عقب في بلدة أسكدار , وهي محلة عظيمة عامرة آهلة شرق قسطنطينة .
والسادة الرفاعية أجلاء صرحاء في نسبتهم إلى البيت النبوي الشريف , وليس كل رفاعي ينتسب إليهم بل أن هنالك رفاعية كانوا من أصحاب الطريق والمسلك الرفاعي نسبة لصاحب الطريقة الرفاعية , فيظن البعض أن كل الرفاعية ينتهون في نسبهم إلى السيد أحمد الرفاعي فالقطب الصوفي الجليل السيد أحمد الرفاعي هو أحد فروع البيت الرفاعي لاسيما أنه ليس له عقب والعقب الرفاعي الموجود من عشيرته وبنو أبيه , فحدث بعض الخلط في ذلك , إلا أن من ينتسبون إلى الرفاعية بأنسابهم محفوظة أنسابهم من الغبار بعيد عن الشبهة والاشتباه , وعلى ذلك ننبه , وقد عني النسابة من متقدمين ومتأخرين أنساب الرفاعية في كتبهم وجرائدهم بارك الله في السادة الرفاعية وفي زراريهم وما ذلك إلا غيض من فيض .
وأقول: وفي الحجاز والسودان ومصر الرفاعي : نسبة إلى رفاعة بن نصر بن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينة بن زيد ، بطن من جهينة القضاعية , وهناك رفاعية بطن من زيد بن خزام بن حرام من القحطانية ومساكنهم بديار مصر وقد فصلنا في ذلك في كتابنا منتقلة القبائل العربية , وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه أنيب .