منوعات
استشاري حساسية: يكشف نتائج 12 بحثًا عن الحساسية المهنية
الثلاثاء 01/مايو/2018 - 05:36 م
طباعة
sada-elarab.com/95683
أعلن الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس ، أن أبحاث ودراسات الصحة المهنية تحظى باهتمام كبير من قبل العلماء والباحثين حول العالم، لأثر مكافحتها وتلافيها على زيادة الإنتاج وتحسين أنماط الحياة، مشددًا على أن جزءًا كبيرًا من مسئولية حماية العامل من الأمراض المهنية تقع على عاتقه الشخصي بتوخي الحذر ومراعاة شروط السلامة المهنية .
وأشار بدران - في حديث خاص، اليوم الثلاثاء ، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بمناسبة عيد العمال واليوم العالمي للربو الشعبي- إلى أن الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري شهدت الإعلان عن نتائج 12 بحثًا علميًا ودراسة حول الحساسية المهنية .
وكشفت هذه الأبحاث والدراسات أن مهنة الأبوين خاصة الأم لها دور في إصابة الأطفال بحساسية الصدر، وبينت أن ربو الأطفال قد ينشأ من تعرض المحيطين بالطفل للملوثات البيئية كالمبيدات الحشرية والتبغ خلال فترة الحمل والرضاعة، وحذرت من التوتر خلال العمل حيث يقلل الأداء وله تأثيرات سلبية على الحالة الصحية والاجتماعية والمجتمعية للعامل ويسرع بالشيخوخة، إلى جانب ما يؤدي إليه من زيادة كميات هرمونات الغضب في الجسم، وزيادة نسبة السكر في الدم، ورفع ضغط الدم والإصابة بقرحة المعدة والتوتر العصبي، وجعل الإنسان أكثر عدوانية، ولديه شعور دائم بالضيق والإجهاد والتعب والصداع وفقدان الشهية، واضطرابات النوم.
وأوضح بدران أن تلك الأبحاث حذرت من أثر الضوضاء على صحة العاملين، حيث تقلل المناعة وترفع ضغط الدم وتُفاقم من معدلات الإصابة بأمراض الحساسية، موضحًا أنه في بحث حديث نُشر في شهر يناير الماضي ثبت أن الضوضاء الصاخبة توسع فتحات الحاجز الدموي الضيقة في المخ، مما يؤدي إلى تسلل مواد لا تحتاجها خلاياه لداخلها وبالتالي تهدد سلامتها.
ولفت إلى أهمية التشديد على منع التدخين في أماكن العمل، وبهذا يمكن أن يكتسب العاملون عادة جديدة تظهر فوائدها خارج نطاق العمل في بيوتهم وتنعكس بصورة إيجابية على صحة مجتمعاتهم وأسرهم.
وأوضح أن التراخي في منع التدخين السلبي في المنازل يزيد من التدخين في أماكن العمل مما يجعلها بوتقة للحساسية للعاملين أو زائريهم، وأن سوء التهوية يطيل فترة تلوث هواء أماكن العمل بسموم التبغ.
وألقى خبير الحساسية والمناعة الضوء على مدى خطورة تعرض العامل لغاز "أول أكسيد الكربون" باعتباره من أخطر الغازات تهديدًا للعمال، وواحدًا من أشد المخاطر الصناعية على صحتهم، ووصفه "بالقاتل الصامت" الذي يسبب العديد من الآثار المُدمرة عالية المستوى في الجسم، وأنه من عوامل الخطورة لدخول مرضى الربو المستشفيات، معربًا عن أسفه لوجود الملايين من البشر أكثر عرضة لهذا الغاز بمستويات منخفضة على المدى الطويل، وعدم تحديد آثارها بشكل جيد؛ ما يسبب العديد من الآثار المدمرة عالية المستوى، وقد لوحظ مؤخرًا وجود ارتباط إيجابي بين حالات الدخول إلى المستشفيات ومتوسط تركيز غاز أول أكسيد الكربون.
وأشار إلى أن محرك الاحتراق الداخلي هو أحد مصادر التعرض لأول أكسيد الكربون، حيث تصدر محركات السيارات عادمًا يحتوي على نسب تتراوح ما بين 3-7 في المائة من هذا الغاز، وترتفع تلك النسبة عند وجود عيوب فيها، لافتا إلى أن الأكثر تأثرًا بهذا الغاز هم سائقي الشاحنات العاملين في الأنفاق، والعاملين في أحواض التحميل والمستودعات ومحلات تصليح السيارات، ومن مصادره السخانات والمدفأة ومكامير الفحم والمدخنة وشواية الفحم، وتشغيل محرك السيارة داخل جراج بلا تهوية، والتدفئة بإشعال الفحم أو الخشب، وغلايات المياه التي تعمل بالغاز، ومدفأة الكيروسين، ودخان السجائر، والسباحة خلف قوارب تعمل بمحركات، ومزيلات الطلاء، والحرائق.
وقال بدران إن غاز أول أكسيد الكربون يسبب العديد من أمراض القلب، حيث يقلل من وصول الأوكسيجين إلى عضلة القلب، ويزيد من لزوجه الصفائح الدموية فتزداد القابلية لتكوين الجلطات، ويمهد الطريق لتصلب الشرايين، ويشل المصاعد الهدبية المخاطية للجهاز التنفسي، وبالتالي يمهد الطريق لاستيطان الميكروبات التي لا تجد من يردعها، موضحًا أن العاملات الحوامل يوجهن خطرًا كبيرًا عند التعرض لهذا الغاز، الذي يهدد الجنين ويؤدي إلى التسمم الشديد، الأمر الذي قد يترتب عليه إما ولادة جنين ميت أو ذو عيوب في الجهاز العصبي، إلى جانب ارتباطه بانخفاض الخصوبة وارتفاع فقدان الحمل مبكرًا.
ونوه استشاري الحساسية إلى أن العمال المصابين بأمراض الجهاز التنفسي خاصة الربو الشعبي والمدخنين يؤدي التعرض الزائد لأول أكسيد الكربون لبطء تدفق الأكسجين في مجرى الدم، لتأثير الغاز سلبًا بشكل أسرع على المدخنين، منوها إلى إصابة العمال والمهنيين بالحساسية المهنية نتيجة التعرض لبعض المواد اللازمة لأداء العمل ( الفلاحون : المبيدات الحشرية، الأسمدة وغيرهما ، أما عمال البناء: الأسمنت، الجبس، الجير، مواد الطلاء، الغراء، أما عمال النظافة : الصابون، المنظفات، المطهرات، الملمعات، معطرات الجو، وفي حالة الخبازين: دقيق القمح، دقيق الذرة، السوس، حشرات التخزين، الفطريات، الزيوت، وغيرها).
وأشار إلى أن مشكلة الربو المهني باتت مشكلة صحية عامة تقلق العالم حاليًا، وهو ربو شعبي ينجم عن التعرض لمادة في مكان العمل تسبب حساسية الصدر، وتبدأ أعراضه بعد فترة زمنية تختلف حسب الاستعداد الوراثي وكمية ونوعية المواد التحسسية في بيئة العمل، ومن أسبابه الأبخرة الكيماوية، مواد التعبئة والحفظ ومكسبات الطعم واللون والرائحة والمواد اللاصقة، والغبار الناتج من التعامل مع النباتات في الصناعة أو الزراعة من خلال التجهيز خاصة بالتقشير أو الطحن والتعبئة، والاحتكاك واستنشاق بروتينات الحيوانات أو إفرازاتها يزيد من معدلات الحساسية.