منوعات
دراسات حديثة: العواصف الترابية تسبب مجموعة من أنواع الحساسية..وغبار المنزل قنبلة موقوتة
الخميس 29/مارس/2018 - 04:34 م
طباعة
sada-elarab.com/89694
قال الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس، إن هناك خمسة أبحاث ودراسات علمية حديثة صادرة خلال أشهر يناير وفبراير الماضيين ومارس الحالي، حول أثر العواصف الترابية على صحة الإنسان، وأن جميعها أكد أن العواصف الترابية تسبب باقة من أنواع الحساسية طبقًا للاستعداد الوراثي للشخص وتفاعل جهازه المناعي مع مسبباتها، ومن تلك الأنواع حساسية الأتربة، وحساسية حبوب اللقاح، وحساسية الفطريات.
وشدد على أن الغبار في المنزل يعتبر قنبلة موقوتة تسبب العديد من الأمراض خاصة لدى الأطفال وكبار السن، والمصابين بضعف في جهاز المناعة، وأن التأثير البيئي للهواء الملوث من عوامل الخطورة المحتملة للإصابة بالأوتيزم "التوحد" وزيادة الحركة ونقص التركيز.
ودعا بدران إلى تجنب الخروج من المنزل خلال تعرض البلاد للعواصف الترابية، خاصة المرضى الذين يعانون من أمراض بالجهاز التنفسي "الربو، وحساسية الأنف، وحساسية العين"، واستخدام الأقنعة ضد الأتربة، أو تغطية الأنف بكوفية أو إيشارب أو منديل، وتناول أدوية علاج الحساسيات خاصة الوقائية التي تباعد بين فترات حدوث أزمات تحسسية، والإكثار من تناول فيتامين "سي" الذي يقي من الآثار السلبية لملوثات الهواء مثل الأتربة؛ لقدرته على خفض الشوارد الحرة في المجاري الهوائية وبالتالي حماية خلايا الجهاز التنفسي من التهتك والتدمير، مؤكدًا أن هذا الفيتامين الحيوي للجسم يتوافر بكثرة في الجوافة، والكيوي، والفلفل الملون، والبروكلي، والفراولة، والبرتقال، والليمون.
وقال بدران -في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الخميس؛ بمناسبة تعرض مصر وعدد من الدول العربية لعواصف ترابية شديدة- إنه في كل يوم يستنشق الشخص البالغ 15 ألف لتر من الهواء، وأن عدد المواد التي لوثت الهواء بلغ حتى الآن 150 ألف مادة، وأن التلوث يشمل موادًا ضارة وغازات سامة والعديد من الميكروبات، وأن كل هذه المواد الغازية يتم توقيفها بواسطة الأهداب التنفسية في الأشخاص الطبيعيين، إلا إن بعض الغازات التي تلوث الهواء كأكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين تعتبر سامة لتلك الأهداف مؤدية إلى تلفها أو شلل وظيفتها، لافتا إلى أن التغير الملحوظ في مناخ الأرض خلال الـ 100 عام الماضية عزز مراقبة أبحاث ودراسات العلماء حول العالم لتأثيراته الضارة على صحة الإنسان، حيث يشكل التغير المناخي أكبر تهديد صحي له في القرن الواحد والعشرين.
وتتنوع تأثيرات تغير المناخ على صحة الإنسان من آثار مباشرة، مثل موجات الحرارة، والطقس السيئ، والجفاف، والفيضانات، وتأثيرات أخرى غير مباشرة أو ثانوية، مثل التغيرات في النظم البيئية والتأثير على الصحة.
وتابع بدران أن هذه التغيرات في النظم البيئية قد يكون لها أكبر الأثر على أمراض الحساسية والمناعة والجهاز التنفسي والجلد والعين، خاصة مع تغيير أنماط حبوب اللقاح، والمباني الرطبة مع زيادة التعرض للفطريات والعفونات الجوية، وانتشار تلوث الهواء، والإجهاد الحراري.
وأشار إلى ما شددت عليه دراسة حديثة صدرت يوم السبت الماضي من أهمية التثقيف الصحي لمرضى الربو الناتج عن العواصف الترابية، وكذلك المرضى الذين يعانون من حساسية في الجهاز التنفسي ناجمة عن حبوب اللقاح والفطريات، حيث يتحتم أن يكونون على دراية بالنهج العلاجي الصحيح للربو الشعبي عن طريق الاستنشاق خاصة استخدام موسعات الشعب الهوائية.
وذكر أنه في شهر فبراير الماضي صدرت دراسة حديثة أخرى، أكدت أن الفطريات المحمولة جوًا تعد من الأسباب الهامة للحساسية وأمراض الجهاز التنفسي، وواحدة من أكثر المسببات شيوعًا للربو الشعبي، والتهاب الأنف التحسسي ومشاكل الجهاز التنفسي، وأن معرفة هذه الفطريات هام جدًا للتشخيص والوقاية والعلاج، موضحًا أنه جاء في الدراسة الحديثة الثالثة -التي صدرت أيضًا في شهر فبراير الماضي- أن الأطفال الذين يعانون من التهاب الأنف التحسسي الناجم عن حبوب اللقاح يكونون أكثر عرضة لحدوث التهابات الأنف والجيوب الأنفية الحادة، وأن غبار المنزل يتسبب في العديد من الأمراض خاصة عند الأطفال وكبار السن، والذين لديهم ضعف في جهاز المناعة.
وأشار عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة إلى أن مكونات الغبار المنزلي تشمل ملوثات الهواء الخارجي مع ملوثات هواء المنزل من بقايا تدخين التبغ ومعطرات الجو والبخور، وملوثات الأحذية والملابس والحمامات والمطابخ وغرف النوم والطعام والماكياج، وأن أخطر ما فيه مسببات الحساسية التي تفرزها حشرة الفراش التي لا ترى بالعين المجردة وتعد المسبب الأول للحساسية في المنازل.
وشرح بدران أن جزيئات الغبار تدخل الجسم عن طرق الانف أو سطح الجلد أو العين، وأن الرضع أكثر عرضة لمشاكل غبار المنزلي أكثر 20 مرة من الكبار بسبب تكرار لمسهم لكل الأسطح من حولهم، وأن الأثاث المنجد والستائر الخفيفة والثقيلة والسجاد وورق الحائط يعدون من المصادر الغنية بالغبار، منوها إلى أن شهر يناير الماضي شهد الإعلان عن نتائج الدراسة الرابعة في هذا المجال، والتي أثبتت أن هناك تطورًا حاليًا في حساسية حبوب اللقاح، وهي الحساسية التي تسببها المواد المسببة للحساسية المستنشقة، ولا سيما حبوب اللقاح، والتي تزداد بشكل ملحوظ في المراكز الحضرية، وفى هذه الفترة من كل عام.
وأشار إلى أن الدراسة الخامسة، أكدت أن تلوث الغلاف الجوي يرتبط ارتباطا وثيقا بالتهابات الشعب الهوائية العلوية والسفلية، وتطور الحساسية تجاه حبوب اللقاح، حيث تؤثر الجزيئات العالقة في الهواء وغازا ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين على استمرارية حبوب اللقاح في الهواء، لافتًا إلى أن حساسية حبوب اللقاح تصيب 15 في المائة من سكان الدول الصناعية، وأن تلوث الهواء وتغير المناخ يزيدان من تركيز حبوب اللقاح وفترات تواجدها في الهواء الجوي، حيث تمتلئ المدن بشوارع الإسفلت وأسطح المنازل التي تميل إلى استقطاب المزيد من الحرارة التي تزيد من تواجد حبوب اللقاح، إضافة إلى انبعاثات المصانع وعوادم السيارات خاصة غاز ثاني أكسيد الكربون، وأن المؤشرات تؤكد تضاعف تركيزات حبوب اللقاح بنهاية القرن الحالي، وبالتالي زيادة في معاناة مرضى حساسية حبوب اللقاح والتبكير السنوي لمعاناتهم معها، وعزى ذلك إلى أن الاحتباس الحراري يسبب دفء الشتاء متسببًا في إنتاج مبكر لحبوب اللقاح وزيادة في فترات تواجدها.
وقال بدران إن العواصف الترابية وتلوث الهواء بالغبار يتسببان في تلف الأهداب التنفسية، وهي أجهزة بيولوجية متناهية الصغر تتواجد في المجاري الهوائية، وتسبح في المخاط متحركة حركة منتظمة في اتجاه واحد للخارج، لتطرد ما يتجمع من مواد غريبة في الجهاز التنفسي، حيث تحمل مستقبلات قادرة على اكتشاف المواد الغريبة والتعامل معها فورًا والتخلص منها وطردها.
وأوصى بضرورة الحفاظ على سلامة الأهداب التنفسية من خلال التغذية الجيدة المتوازنة في الكم والنوع مع شرب الماء والسوائل الطبيعية بوفرة، والحصول على قسط وافر من النوم لتجنب التوتر الذي يقلل المناعة، وممارسة الرياضة يوميًا وأبسطها المشي نصف ساعة في الهواء الطلق، والبعد عن التدخين والمخدرات والخمور والأدوية العشوائية، وعدم إهمال تطعيم الأطفال بالتطعيمات التي توفرها الدولة مجانًا، ومحاربة تلوث الهواء، وزراعة شجرة على الأقل لكل مواطن خاصة المواليد لترسيخ مبدأ أنه جاء للحياة مع شجرة في وجدان كل المواطنين، وتجنب زواج الأقارب والتحذير منه، والتهوية الجيدة، وتجنب البرودة، وغسل الأيدي مرارًا وتكرارًا للإقلال من العدوى، وتخفيف العبء على الأهداب التنفسية، ومكافحة الرطوبة في المنازل والأماكن المغلقة.