رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

منوعات

غدًا.. مصر تحتفل بعيد الأم

الثلاثاء 20/مارس/2018 - 05:05 م
صدى العرب
طباعة
أ.ش.أ
 تقرير: شادية محمود (مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط)
تكريم الأمهات والاحتفال بهن في يوم "عيد الأم" - الذي يوافق 21 مارس من كل عام - مبدأ اعتمدته الدول والثقافات المختلفة، واتفقت عليه جميع شعوب الأرض على اختلاف أعرافها ومواثيقها وعاداتها وتقاليدها، والاحتفال بعيد الأم هو ترجمة لفضلها على أبنائها في حملهم أجنة ورعايتهم صغارا وكبارا، وبهذا الفضل جعل الله طاعة الأم طريقا للجنة، وهو عيد يحمل معان عديدة ترتبط بأحداث مختلفة تاريخية أو دينية أو أسطورية، ولهذا فإن دول العالم تحتفل به في تواريخ مختلفة.
واحتفال مصر غدا الأربعاء بعيد الأم يوافق الذكرى 62 على بداية أول احتفال للمصريين بأمهاتهم في عام 1956، بعدما نجح الصحفي الراحل مصطفى أمين في طرح فكرة الاحتفال، على خلفية شكوى إحدى الأمهات التي زارته في مكتبه وقصت عليه قصتها مع انصراف أبنائها عنها رغم تضحياتها من أجلهم، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير "فكرة" يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل، يتذكر فيه الكبار والصغار عطاء الأم عليهم وفضلها، ويقدم الأبناء هدايا تذكارية لأمهاتهم تحمل من المعنى أفضل بكثير من قيمتها لمن كانت لها فضل عليهم، وانهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يوما واحدا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم عيد للأم.
وكرمز للعطاء والخير، الذي يجمع بين الأم والربيع، تم اختيار يوم 21 مارس ليكون عيدا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع ليكون رمزا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة، فمثل حلول الربيع على الأرض وتتفتح الزهور، تسعى الأم إلى رعاية أبنائها وحمايتهم وتساعدهم على تفتح عقولهم بالتربية السليمة والمحبة والصفاء والمشاعر الجميلة فتتفتح زهورهم للحياة.
وأدوار الأم لا تعد ولا تحصى، ولذا توصف بـ"الأرض" لما فيها من القدرة على العطاء دون مقابل ولا أجر، فالأم تشكل الجانب المهم في الحياة، والأفراد الذين لا يقدرون قيمة الأم لا يشعرون بقيمة الحياة، فهي المدرسة التي تساوي نصف المجتمع، وتشكل النصف الآخر، وتقوم بتربيته وإعداده للمستقبل، رغم ما تعانيه من متاعب ومشقة وجهد.
وفي يوم عيد الأم، تعجز الكلمات عن الوفاء بقدرها، وتصغر المعاني عن وصف قيمتها، فهي أعظم المخلوقات على وجه الأرض وغاية الأمان، واحتفال أمهات الشهداء بهذا اليوم هو عيد بطعم الألم، رغم فخرهن بأبنائهن الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مصر، إلا إن آلام الفراق والذكريات تكون زادهن الوحيد في هذا اليوم، وخيال ابنها الشهيد يرادوها، ويدعوها ألا تبكي في يوم عيدها، قائلا: يكفيك من الفخر بل ويزيدك من تيجان الشرف أن ابنك مات من أجل وطن هو الذي دافع عن عرضه ولم يفرط أو يخن ترابه، وتأكدي أن رصاصات الغدر والخيانة التي أصابت قلبي لن تضيع سدى فمن بعدي رجال شرفاء هم خير أجناد الأرض لا يترددون لحظة في بذل أرواحهم لحماية أمنك واقتلاع الإرهاب من جذوره والثأر لي.
وإذا كان الاحتفال بعيد الأم هذا العام مناسبة لتجديد العهد لأم كل الشهيد بالأخذ بثأر ابنها، وعدم إضاعة تضحياته هباء، وأن يكون كل المصريين أبنائها، مؤكدين أن الشهداء لا يفارقوننا، فهم يعيشون في قلوبنا وعقولنا حتى نلقاهم، فأرواحهم الطاهرة ترفرف من حولنا تمدنا بالقوة والحياة.
وهذا الاحتفال يجب أن يكون مناسبة لإحداث تغيير كبير في اتجاه المصريين نحو مصر بلدهم من خلال تعزيز الانتماء لها، وصقل قيمة المواطنة في نفوسهم، حيث يأتي هذا العيد وسط كم هائل من التحديات التي تواجه مصر (الرحم الثاني) لكل المصريين، مما يحتم عليهم استغلال هذه الفرصة في الاحتفاء بوطنهم، وإعطاء دفعة جديدة وقوية لشعور الانتماء لهذا الوطن، على أن يكون مناسبة لتجديد صيحة التحذير المتمثلة في التأكيد على أن الحرية ليست تعبيرا وتجسيدا عن الفوضى التي تمثل خطرا عاما وشاملا، والدعوة للسعي للتكاتف من أجل إعادة ما فقدته مصر طويلا من علامات وملامح الحياة وتعزيز قدراتها، ويبقى دور المواطن المصري مطلوبا تجاه وطنه الأم في عيد الأم وبعده بالمساهمة في تغيير حياته عبر مشاركته في الإنتاج والتنمية.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads
ads