ملفات
خبراء لـ«صدى العرب»: جولة «بن سلمان» تاريخية وترد على جميع المشككين
الأحد 18/مارس/2018 - 10:18 ص
طباعة
sada-elarab.com/87355
بعد زيارته الأولى لمصر..
دائماً ترتبط مصر والسعودية بعلاقات وثيقة وعريقة، فهناك تعاون كبير ووطيد بين الدولتين فى جميع المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها من المجالات، وتأكيدًا على عمق هذه العلاقات بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية، وصل الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى إلى القاهرة، الأحد الماضى فى زيارة استمرت لـ3 أيام، زار فيها الامير سلمان الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، الأزهر الشريف، والإسماعيلية، وحضر مسرحية «سلم نفسك»، وتأتى زيارة سلمان لمصر لترد على جميع المشككين فى قدرة مصر على استضافة الرؤساء والمحافل الدولية، وكانت الزيارة ضربة قوية للإرهابيين ولكل الدول المعادية لمصر.
وفى إطار ذلك استطلعت «السوق العربية» رأى الخبراء على أهمية زيارة الأمير محمد بن سلمان فى هذا التوقيت.
فى البداية يقول النائب محمد الكومى، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، أن زيارة ولى العهد السعودى محمد بن سلمان إلى مصر تكتسب أهمية كبيرة، خاصة أنها أول زيارة خارجية للأمير عقب توليه منصبه، وهى تأكيد على قوة العلاقة بين دولتين كبيرتين وميزان قوة فى الشرق الأوسط.
وأضاف الكومى، فى بيان له، أن هناك العديد من الملفات التى تمت مناقشتها خلال تلك الزيارة الهامة، وكان فى مقدمتها سبل مكافحة ظاهرة الإرهاب الأسود الغاشم، وكذلك آليات تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمنى، مُؤكدًا أن البلدان شريكان فى العمل لوقف قطر عن سياستها التحريضية الداعمة للإرهاب، فضلًا على جهودهما المعروفة لنصرة الشعب الفلسطينى.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن السعودية من أكبر المستثمرين بمصر على المستوى العربى، وهى تستضيف أكبر عمالة مصرية بالخارج.
بينما قال السفير رخا حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، زار مصر فى أولى جولاته بعد تنصيبه وليًا للعهد لبحث ملفات عربية مهمة، مثل القمة العربية.
وأضاف رخا، فى تصريحاته لـ«السوق العربية»، أن سلمان بحث مع الرئيس عبد الفتاح السيسى الأزمة اليمنية والسورية والقضية الفلسطينية، ولا سيما أن هناك ضجيجا كبيرا عن صفقة القرن.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن الرئيس السيسى يبحث العلاقات الثنائية بين الدولتين، خصوصًا أن الاتفاقيات التى وقعت فى زيارة الملك سلمان الماضية تحتاج لتنفيذ على أرض الواقع، ومناقشة التبادل التجارى والعسكرى، وأزمة قطر.
وأوضح حسن، أن قطر مصرة على موقفها فى دعم الإرهاب، مشيرًا إلى إرسال الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، مبعوثين لمحاولة حل الأزمة.
فيما قال الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة الدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى لمصر، جاءت تجسيدًا لعمق العلاقات المصرية السعودية، والروابط التاريخية التى تربط شعبى البلدين.
وأضاف السيد، فى تصريحاته لـ«السوق العربية»، أن يوجد الآن علاقة اقتصادية بين البلدين لزيادة حجم التبادل التجارى، والذى يبلغ 4.2 مليار دولار فى 2017، بالإضافة إلى مشروع «نيوم» بتكاليف تتجاوز 50 مليار دولا.
وتابع قائلاً: أن الزيارة التى قام بها ولى العهد مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، لتفقد عدد من المشروعات الكبرى بمدن القناة ومحور قناة السويس هو تمهيدًا للاتفاقيات التى سيتم توقيعها فى الفترة المقبلة لضخ استثمارات فى الجانب المصرى، منوهًا أنه تم خلال الزيارة توضيح أن مصر أصبحت مركز إقليمى لوجستى من خلال قناة السويس الجديدة، ومشروع المنطقة الاقتصادية بجانب القناة.
وأشار مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية إلى أن مشروع تطوير وإنشاء بنية تحتية فى سيناء، والتى أعلن عنها الرئيس السيسى، قد يكون للسعودية نصيب بها، لاسيما بعد التعاون الوثيق بين البلدين.
وفى نفس السياق.. قال الدكتور إيهاب الدسوقى، رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، أن زيارة الأمير محمد بن سلمان فى غاية الأهمية، لاسيما أن العلاقة بين البلدين هى علاقة بين أقوى دولتين فى المنطقة العربية، وبالتالى فإن ذلك ينعكس على الوطن العربى بأكمله.
وأضاف الدسوقى، فى تصريحاته لـ«لسوق العربية»، أن هناك العديد من المجالات الاقتصادية، التى من الممكن أن يكون بها مزيد من التعاون، مشيرًا إلى الاتفاقيات التى تم توقيعها، والتى من ضمنها إنشاء الصندوق السعودى المصرى للاستثمارات، والذى سيلعب فى الفترة المقبلة دورًا كبيرًا لمزيد من التعاون الاقتصادى بين البلدين، نظرًا لارتفاع رأس ماله، موضحًا أن الهدف الرئيس له هو لإقامة صناعات مشتركة بين البلدين ما يزيد من حجم التبادل التجارى.
وتابع قائلاً: أن هناك أيضا العمالة المصرية بالسعودية، والتى تبلغ 3 ملايين مصرى ويستفيد الجانب السعودى من خبراتهم، ويستفيد الجانب المصرى منهم فى رفع سعر الجنيه.
أما بالنسبة لجانب السياحة، فهناك السياحة الدينية من مصر إلى السعودية فى موسم الحج والعمرة، ومن السعودية لمصر توجد السياحة الترفيهية والثقافية والتى من الممكن زيادتها فى الفترة المقبلة، مشيرًا إلى زيادة عدد السياح السعوديين إلى مدينة شرم الشيخ فى الفترة الأخيرة.
بدوره.. قال الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادى، إن مناخ الاستثمار فى مصر بات محفزاً لجذب الكثير من رؤوس الأموال، بعدما قامت اللجنة الوزارية لفض منازعات الاستثمار بالبت فى العديد من طلبات حل المنازعات.
وأضاف الدمرداش، فى تصريحه لـ«السوق العربية»، أن الإصلاحات التى تشهدها الأنظمة الاقتصادية لخدمة الاستثمار فتحت المجال لتطوير حجم التبادل التجارى بين البلدين الشقيقين فى السنوات المقبلة، بعد أن توقف عند 2.1 مليار دولار فى عام 2017، فى ظل العلاقات التاريخية العميقة التى تربطهما، والحراك الاقتصادى المشترك فى الآونة الأخيرة.
وتابع الدمرداش قائلاً: أن الفترة المقبلة تشهد ضخ استثمارات جديدة فى مشاريع اقتصادية متنوعة ستسهم فى تحقيق التنمية الشاملة للبلدين، وتؤدى إلى مزيد من التعاون والتلاحم بين الشعبين، اللذين تربطهما علاقات تاريخية على جميع المستويات، وهو ما شجع عدداً كبيراً من رجال الأعمال السعوديين على الاستثمار فى المدن الساحلية، بعدما طرحت البلدان عدداً كبيراً من الفرص الاستثمارية.
وأوضح الخبير الاقتصادى، أن لجنة تضم ممثلين عن وزارة التجارة السعودية ومجلس الغرف وجمعية رجال الأعمال فى البلدين نجحت خلال فترة قصيرة فى حل الكثير من المشاكل العالقة، والإعداد لاجتماع اللجنة الوزارية المشتركة التى يترأسها وزيرا التجارة فى البلدين.
كما قال اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير الاستراتيجى، إن زيارة ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة، تأتى فى ظل أوضاع عربية تحتاج إلى تنسيق متكامل بين أكبر دولتين فى المنطقة العربية فى كل الجهات لأن الغرب ودول إقليمية كإيران وتركيا وإسرائيل يحاولون اختراق الدول العربية.
وأضاف كاطو، فى تصريحاته، أن التعاون المصرى السعودى استراتيجيا يحمى المنطقة وكل الدول العربية من اختراق الأعداء، كما أن هذا التنسيق على المستوى الاستراتيجى يأخذ أوجه عديدة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا واجتماعيا، وهو تعاون مستمر بين القاهرة والرياض وقد شهدت زيارة الملك سلمان إلى مصر قبل عامين اتفاقيات عديدة لتعميق هذا التعاون.
وأوضح الخبير الاستراتيجى، أن الحروب الدائرة فى المنطقة فى اليمن تؤثر على المملكة السعودية وكذلك سوريا وليبيا وتلاقى شعوب هذه الدول مرارة شديدة وتؤثر أيضا على دول الشرق الأوسط كلها، مضيفا أن الاختراق الإيرانى لليمن يؤثر على أمن المنطقة وهذا يوجب اتخاذ قرارات للحماية.
وأشار كاطو، إلى أن التنسيق المصرى- السعودى فى مجال مكافحة الإرهاب ليس جديدا بل قائما منذ سنوات ومتفق عليه وهناك تعاون مصرى مع السعودية فى حربها ضد الحوثيين فضلا عن تعاون سعودى مع مصر فى حربها ضد الإرهاب وسيتم التأكيد خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى وولى العهد السعودى على هذا التعاون فى المباحثات المرتقبة بينهما.
وحول زيارة الأمير سلمان للأزهر.. قالت الدكتورة هدى زكريا، استاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة الزقازيق، أن زيارة «بن سلمان»، للأزهر لها دلالات كثر، حيث أن تلك الخطوة أكبر دليل على التحول الثقافى والاجتماعى داخل المملكة والذى يرعاه ولى العهد.
وأضافت زكريا، لـ«السوق العربية»، أنه من الطبيعى أن يزور «بن سلمان» أكبر منارة دينية فى مصر، إلا أن زيارته للكاتدرائية من أجمل العلامات والتى توحى بالتحول الفعلى والإيجابى للأمة العربية، وأنه لم يعد هناك جمود كما فى السابق، وأن المملكة تسير بخطى ثابتة لتحطيم ذلك الجمود.
وأشارت استاذ علم الاجتماع، أن تلك الزيارة تأخرت قليلًا ولكنها تحمل معانى طيبة وجميلة من المملكة تجاه مصر والمصريين، لافتة إلى أن زيارة بن سلمان فى الوقت الراهن، تؤكد أن مصر لعبت دورها فى المنطقة على أكمل وجه، واسهمت فى لم الشمل مرة أخرى ولذلك تجنى ثمار مجهوداتها خلال الفترة الماضية وذلك لصالح كل الأطراف.
فيما قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة ولى العهد السعودى لمصر شهدت حرصه على رؤية ما تحقق من إنجازات فى مصر، لتأسيس شراكة استراتيجية بين البلدين على أسس جديدة.
وأضاف العرابى، فى تصريحاته، أن الزيارة تعتبر محطة هامة فى العلاقة المصرية والسعودية، ويترتب عليها تطورات كثيرة فى مصر من ناحية العمل العربى المشترك والتعاون الاقتصادى والترتيبات الأمنية والسياسية بين البلدين.
وتابع قائلاً: أن الزيارة ناقشت كل الملفات العربية الشائكة المطروحة، وخرجت بنتائج محددة يتم نقلها لبريطانيا وأمريكا، وهذا يعنى كل المسائل الموجودة الشائكة ستكون محل بحث، تخرج بنتائج محددة تنقل لإنجلترا وأمريكا، وهذا يعنى تحول الدول العربية من مفعول به إلى دول فاعلة.
كما رحبت النائبة سيلفيا نبيل، رئيسة اللجنة الفرعية المشكلة من لجنة الخطة والموازنة لمتابعة تنفيذ «استراتيجية 2030»، وموازنات البرامج والأداء، بزيارة ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان إلى مصر.
وأضافت نبيل، فى تصريحات لـ«السوق العربية»، أن زيارة الأمير محمد بن سلمان لمصر فى أول زيارة خارجية له، يدل على قوة العلاقات بين البلدين، والدور المؤثر الذى تلعبه مصر فى المنطقة.
وأوضحت النائبة، أن الزيارة لها محورين الأول سياسى وأمنى يشمل التنسيق والتعاون بين البلدين فى مختلف القضايا، والثانى اقتصادى وهو ما ظهر فى توقيع مذكرات التفاهم وإنشاء الصندوق السعودى المصرى للاستثمار، وكذلك الاتفاق حول إنشاء برنامج تنفيذى للتعاون المشترك لتشجيع الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة فى جمهورية مصر العربية، بالإضافة إلى الاستثمارات فى سيناء ومشروع «نيوم».
كما أشارت إلى أن زيارة «بن سلمان» للكاتدرائية، ولقاءه بالبابا تواضروس الثانى، تحمل الكثير من المعانى والرسائل، خاصة وأنها أول زيارة رسمية لمسؤول سعودى رفيع المستوى إلى الكاتدرائية. وتؤكد الزيارة على اتخاذ المملكة لخطوات جادة فى الإصلاحات التى ينتهجها ولى العهد، وسياسة الانفتاح الجديدة بالمملكة.
وأكدت سيلفيا، أن توجيه بن سلمان الدعوة للبابا تواضروس الثانى لزيارة المملكة خطوة تدعم أواصر الصداقة بين الكنيسة القبطية والمملكة العربية السعودية، والتأكيد على التسامح الدينى والمحبة التى تجمعنا بالأشقاء فى السعودية.
وأيدها فى الرأى الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، لافتًا إلى أن الأمير محمد بن سلمان يندرج من جيل حديث يرفع شعار السياسة المنفتحة مع الأديان والثقافات المختلفة وجاء إلى الكنيسة المرقسية ليؤكد سياسته.
وبحسب تصريحات «اللاوندي»، لـ«السوق العربية»، فإن الزيارة الحالية تعد خطوة مهمة فى إطار تعزيز العلاقات بين البلدين باعتباره خلفًا لوالده بالمملكة السعودية، بالإضافة إلى تنسيق التعاون مع مصر فى الحرب على الإرهاب وغيرها من القضايا المشتركة.
وعلى نفس الصعيد.. قال الكاتب الصحفى والإعلامى السعودى نايف العتيبى، إن زيارة ولى العهد السعودى محمد بن سلمان إلى مصر، تعكس العلاقة الوطيدة بين البلدين على مر التاريخ.
وأضاف العتيبى، فى بيان له، أن اختيار ولى العهد مصر كبداية لجولته بالدول العربية والغربية، يدل على أن هناك أجندة سياسية دسمة مليئة بالموضوعات الشائكة والخطيرة، التى لا بد وأن تعمل الدولتان على حلها.
وأشار، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يبذل جهودا مضنية فى لم الشمل العربى، الذى يساعد الدول على نبذ العنف والوقوف ضد الإرهاب.