طباعة
sada-elarab.com/84981
يستعد العالم خلال الأيام المقبلة للاحتفال باليوم العالمي للمرأة والذي يصادف الثامن من مارس ويرتبط بأكثر من واقعة، منها أمريكية وأخرى فرنسية، حيث ربطه الأمريكان بعام 1908 وتظاهرات الآلاف من عاملات النسيج في شوارع مدينة نيويورك للمطالبة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع، بينما اعتبرت فرنسا العام 1945 انطلاقة الحدث، وذلك حين عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي بباريس.
وهنا أود الإشارة إلى ما طالبت به عاملات النسيج في الواقعة الأولى من تخفيض ساعات العمل، وربما كانت المبادرة النسائية في تحديد ساعات العمل هي الأولى في هذا الشأن، وتم التأسيس عليها فيما بعد لوضع إطار ساعات العمل، وكذلك أيضا تشغيل الأطفال، فدائمًا ما تكون المرأة صاحبة مبادرات غير مسبوقة ويستفيد منها الرجال أيضا.
وإذا تطرقنا للمبادرات النسائية، لن أجد مثالًا حيًا وواقعيًا أكبر من الذي قدمته صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، في مجتمعنا وغير الكثير من المعادلات المجتمعية وبات للمرأة البحرينية السبق في مواقع عمل لم تتطرق إليها في المجتمعات القرينة، فضلا عما حققته المرأة أيضا في مجال التمكين السياسي والذي نقلها لفضاء جديد عبر فترة زمنية تعتبر قصيرة في تاريخ الأمم وما يستلزمه تحقيق هذه المبادرات من حقب زمنية كبيرة، إلا أننا في البحرين أنجزنا الكثير في زمن قصير.
ولعل من أبرز المبادرات والجوائز التي ينظمها المجلس الأعلى للمرأة حاليًا هي جائزة صاحبة السمو الأميرة سبيكة لتمكين المرأة البحرينية في المؤسسات، باعتبارها شريكا يحظى بفرص متكافئة في الحياة العامة، وتلك الجائزة أوجدت معايير علمية وموضوعية لقياس جهود المؤسسات في القطاعين الرسمي والخاص لتحقيق أوجه تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة.
وهناك أيضا جائزة سموها لتمكين المرأة في الجمعيات السياسية والمهنية لتعزيز دورها في مؤسسات المجتمع المدني السياسية والمهنية، لتكون ضمن الآليات الفعالة لزيادة مشاركتها في الحياة العامة، من خلال تحفيز مؤسسات المجتمع المدني لمنح المرأة الفرصة للمشاركة في صنع القرار ولتكون المرأة أكثر استعدادًا وقدرة لخوض الحياة السياسية، وجعل المجتمع أكثر قبولًا لتواجدها في هذا المجال، وقد منحت تلك الجائزة لجمعيتين إحداهما مهنية وهي جمعية العلاقات العامة البحرينية والأخرى سياسية وهي جمعية الفكر الوطني الحر.
ولم يكن الشباب بعيدًا عن فكر المجلس الأعلى للمرأة حيث استحدثت جائزة باسم المغفور لها بإذن الله تعالى صاحبة السمو الشيخة حصة بنت سلمان آل خليفة، للعمل الشبابي التطوعي، وكذلك مبادرة «امتياز الشرف» لرائدة الاعمال البحرينية الشابة والتي تهدف لدعم وتعزيز الكفاءات الشابة البحرينية في مجال ريادة الأعمال، والوقوف على رؤية هذه الفئة، وإبراز جهودها ودورها في هذا المجال الحيوي الهام. ويواصل المجلس الأعلى للمرأة أيضا العمل في أمور أخرى كثيرة لا تتوقف عند المبادرات والجوائز، فقد كان آخرها موافقة الحكومة على تعديل قانون محكمة التمييز وإحالة مشروع القانون إلى السلطة التشريعية، ليسمح بالطعن أمام المحكمة على الأحكام الشرعية وليستكمل منظومة أحكام قانون الأسرة التي أقرت أيضا من شهور قليلة، ولم يكن هذا ليحدث إلا بجهود المجلس ورئيسته حفظها الله. في الختام أوجه التهنئة للمرأة بيومها العالمي وأدعوها لترى ما حققته المرأة البحرينية في قرابة عقد ونصف من الزمن ولنا الفخر بأننا بحرينيون ولدينا قيادة حكيمة وواعية.