اخبار
مصر تضع اللمسات الأخيرة على "المتحف الكبير" استعدادا لافتتاحه قريبا
بات افتتاح المتحف المصري الكبير قاب قوسين أو أدنى، بينما تضع الحكومة اللمسات الأخيرة قبل الافتتاح الكامل الذي طال انتظاره بعد تأخيرات كبيرة بسبب جائحة كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية.
حيث انتهت أعمال البناء في المتحف المصري الكبير بالكامل، في حين يجري التركيز حاليا على الانتهاء من مشروعات البنية التحتية الرئيسية في المناطق المحيطة لتجهيز الموقع للعمل بصورة رسمية، وفق ما قاله اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على المتحف. ويجري حاليا تحديث الشبكة الكهربائية وإنشاء شبكات جديدة لتصريف مياه الأمطار في المناطق المحيطة، بحسب مفتاح، الذي أضاف أن العمل جار لاستكمال بناء الممشى السياحي الذي يربط المتحف بمنطقة مينا هاوس.
كانت الحكومة أعلنت في وقت سابق من هذا العام عزمها الانتهاء من جميع الأعمال الجاري تنفيذها بالمتحف بنهاية فبراير، ليكون جاهزا للافتتاح بشكل رسمي.
المتحف مفتوح بشكل جزئي منذ فترة، واستضاف عددا من الفعاليات والمعارض بالفعل، لكن قاعات العرض لم تفتح بعد أمام الزوار.
و يمتد المتحف المصري الكبير على مساحة 300 ألف متر مربع، وهو مشروع ضخم. وتغطي مساحة العرض الخاصة بالمتحف وحدها 45 ألف متر مربع، في حين خصصت مساحة إضافية تبلغ 55 ألف متر مربع لتطوير منطقة تجارية بالشراكة مع شركات القطاع الخاص - نصفها تقريبا يعمل بالفعل، بحسب مفتاح. وقد استخدم المشروع أحدث التقنيات والتخطيط الدقيق - وحصل على شهادة إيدچ المتطورة للمباني الخضراء من مؤسسة التمويل الدولية، ليصبح أول متحف في المنطقة يحصل على هذه الشهادة.
بالأرقام: "يساعد تصميم وبناء المتحف المصري الكبير، الموفر للموارد التصميم الذكي الموائم للمناخ، على توفير أكثر من 60% من تكاليف الطاقة في المتحف وتقليل استخدام المياه بنسبة 34% مقارنة بمبنى تقليدي مطابقة له في الاستخدام والمساحة"، وفقا لمؤسسة التمويل الدولية.
وقد أنشئت محطة طاقة شمسية مخصصة بقدرة 1 جيجاوات لتزويد المتحف بالطاقة، مع خطط لزيادة قدرة المحطة إلى 10 جيجاوات في ظل نمو الطلب على الطاقة، وفقا لمفتاح. يتميز المتحف أيضا بخزان ضخم لجمع مياه الأمطار بسعة 300 متر مكعب، مما يسمح بترشيح مياه الأمطار المجمعة وإعادة استخدامها، مما يقلل من الاعتماد على مصادر المياه البلدية.
وأيضا صفر كربون؟ قال المشرف العام على المتحف لإنتربرايز إن المتحف بني بآليات خفض انبعاثات الكربون المثبتة إلى مستوى يناهز الصفر. يشمل ذلك استخدام مواد صديقة للبيئة، والاعتماد على الطاقة الشمسية للإضاءة، واستخدام عربات الجولف الكهربائية لخفض الانبعاثات. يستهدف المتحف المصري الكبير أن يصبح أول متحف في العالم يحصل على شهادة صفر انبعاثات كربونية، مع خطط للحصول عليها بعد وقت قصير من تشغيل المتحف، وفقا لمفتاح.
و تخطط الحكومة لإصدار شهادات الكربون للمتحف بمجرد بدء تشغيله، بحسب مفتاح. خلال الشهر الماضي، أطلقت مصر رسميا أول سوق طوعية للكربون في أفريقيا. وتسمح السوق للشركات بإصدار وتداول شهادات الكربون الطوعية في مصر وأفريقيا، والتي يمكن بعد ذلك شراؤها من قبل الشركات الأخرى الراغبة في تعويض انبعاثاتها.
و تعمل وزارة النقل على إنشاء محور يربط المتحف المصري الكبير بهضبة الجيزة، مما يخلق اتصالا سلسا بين اثنين من أكثر المواقع شهرة في مصر. سيضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، منها نحو 20 ألف قطعة ستكون متاحة للعرض، أما البقية ستخزن بشكل آمن في مرافق تخزين علمية حديثة لدراستها وحفظها. كما تعد وحدات التخزين المتخصصة للمواد العضوية مثل الخشب والجلد، وكذلك المعادن والأحجار، جزءا من البنية التحتية الشاملة للمتحف.
هذا، و لم يتبق سوى بعض المهام الفرعية، مثل وضع اللمسات الأخيرة على المناطق المحيطة للمتحف، بحسب مفتاح، الذي أشار إلى الانتهاء من جميع الأعمال التي تخص المتحف نفسه ومساحاته الخارجية والحدائق وتركيب الأنظمة الكهروميكانيكية وأنظمة الاتصالات والأمن الذكية.
بالوقت نفسه، لم يتأثر المشروع بتعويم الجنيه في مارس: حيث أن أعمال البناء والبنية التحتية اكتملت قبل أن ينعكس تعويم الجنيه في مارس على تكاليف البناء - ارتفعت قيمة المشروع بشكل كبير بسبب الارتفاع المستمر في التكاليف.
فالمتحف المصري الكبير على وشك إحداث ثورة في جاذبية القاهرة كوجهة سياحية بمجرد تشغيله،. وفي الوقت الحالي، يقضي معظم السياح "ليلة أو ليلتين فقط في القاهرة قبل الشروع في جولاتهم إلى وجهات سياحية أخرى مثل البحر الأحمر أو الأماكن السياحية الترفيهية الأخرى. ومع ذلك، فإن الهدف هو زيادة متوسط مدة زيارة القاهرة لتتراوح بين ثلاث إلى خمس ليال مع افتتاح المتحف وتطوير المناطق المحيطة، إلى جانب التركيز على السياحة الثقافية والبيئية".