طباعة
sada-elarab.com/734181
قال أمير الشعراء المصري أحمد شوقي يرحمه الله:
قف دون رأيك في الحياة مجاهدًا
إن الحياة عقيدة وجهاد
إن علاقة مملكة البحرين بجمهورية مصر العربية علاقة وثيقة أرساها الأجداد والآباء وحكام البلدين الشقيقين، والثقافة والأدب والتعليم هي أسس الكثير من جوانب التعاون الاقتصادي والتجاري والعسكري والإنساني؛ فقد كان رموز الشعر والأدب والتاريخ الأدبي والرواية والصحافة علامات كان الحضور بين الشعبين يتمثل في التعاون الوثيق الأركان وعزز ذلك من خلال الإعلام أيام الإذاعة في برنامجها العام وإذاعة صوت العرب التي كانت لكل العرب ولاتزال ثم جاء التليفزيون بقنواته المتعددة وبرامجه المنوعة والمسلسلات والتمثيليات المرئية إلى إعادة بث القناة الفضائية المصرية من خلال قنوات تليفزيون البحرين أواخر السبعينات.
كان الاحتفال بشوقي أمير الشعراء مناسبة لأن يرسل حاكم البحرين آنذاك المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين وفدًا أدبيًا من أدباء وشعراء البحرين مع هدية عبارة عن نخلة من الذهب الخالص وثمارها على شكل رطب من لؤلؤ البحرين المشهور فكان شوقي رحمه الله مأخوذًا بهذه الهدية التي تعبر عن عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين والتكريم كان تحت رعاية الملك فؤاد الأول 1868-1936 بحضور سعد باشا زغلول في كرمة ابن هانئ، وقد ذكر الشاعر في قصيدته بهذه المناسبة وقال المؤرخ البحريني مبارك عمرو العماري «إن الإحتفال كان سنة 1927 وتولى توصيل الهدية محمد علي الطاهر رئيس تحرير مجلة الشورى وألقى القصيدة الأديب محمد التفتازاني ذكر فيها شوقي هذه الهدية في قصيدته بهذه المناسبة».
وكان المؤرّخ البحريني المرحوم صقر المعاودة قد أصدر كتابًا عن هذه المناسبة واحتفال أدباء البحرين بتنصيب شوقي وتم تدشينه في بيت شوقي حيث الآن المكتبة العامة على كورنيش نهر النيل بالجيزة في بداية العام 2000م بحضور لفيف من الأدباء والشعراء والمهتمين والصحافة من جمهورية مصر العربية ومملكة البحرين.
نحتاج في زماننا لأن نذكر بالمناسبات الثقافية والأدبية والفكرية التي تمر على أوطاننا وننزل الأدباء والشعراء والمفكرين المكانة التي يستحقونها، فمع التقدم الحضاري والنبوغ في تقنيات العصر، تبقى الثقافة والفكر تعبر عن وجدان الشعوب وترسم طريقًا للفكر المبني على تأكيد الهوية والأصالة التي نحرص جميعًا على إرسائها والبناء عليها... لايمكننا أن ننسى القول المأثور بأن الشعر هو ديوان العرب فقد كان الشعر ولايزال يعبر عن وجدان الأمة ويغرس فينا الحب والبذل والعطاء، ونحن بالتأكيد بحاجة إلى مثل هؤلاء الأفذاذ الذين حفل بهم تاريخنا الأدبي والثقافي في جميع بلداننا العربية من المحيط إلى الخليج العربي؛ فقد عشنا ونحن في مقتبل العمر نستمع إلى الغناء العربي بكل نجومه من مطربين وملحنين وكتاب كلمات وكانت حفلات أم كلثوم وغيرها من الفنانين العرب والمصريين يتم الترقب بشوق في جمهورية مصر العربية والشام سوريا ولبنان والأردن حيث مهرجان جرش والعراق والخليج العربي في مسارح دولة الكويت والمراكز الثقافية بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في أبوظبي، ودبي، والشارقة، ومملكة البحرين من خلال الأندية الثقافية كنادي البحرين بالمحرق ونادي العروبة بالمنامة والنادي الأهلي بالمنامة ونادي الخريجين بالمنامة. وأندية القرى.
ومع أهمية النشر في بلادنا العربية للكتب الفكرية والأدبية والدواوين الشعرية فنحن بحاجة ماسة إلى المجلات الأدبية والثقافية الفصلية وكان آخرها مجلة البحرين الثقافية ومجلة التراث الشعبي، ولا يمنع أن تصدر هذه المجلات بطابعها التقليدي الورقي مع الحرص على الإستفادة من تقنيات العصر غير الورقية، فلكل وسيلة فعاليتها المؤثرة ولايمكننا أن نقف ضد تيار التطور في الطباعة والنشر، فالفكر ليس ببعيد عن تقنيات العصر، وكل ما يفيد فنحن لا نقف ضده بل نؤكد على كل المعطيات العصرية ولكل ما يفيد المجتمع ومثقفي هذا العصر.
عشنا في زمن كنا نحضر رغم صغر سنّنا هذه المنتديات الثقافية وكان الآباء على بساطة إطلاعهم وثقافتهم إلا إنهم وجدوا في مثل هذه الملتقيات ما يفيد الأبناء والأحفاد ويغرس فيهم حب المعرفة والإطلاع، وأتذكر ان الوالد يرحمه الله إبراهيم بن محمد صالح الذوادي كان كل أسبوع يحضر إلينا من المكتبة الوطنية لصاحبها إبراهيم عبيد بالمنامة مجلة المصور وآخر ساعة والأهرام والهلال وغيرها من الصحف العربية والخليجية وعلى رأسها مجلة العربي الكويتية التي كانت للعرب جميعًا من الخليج العربي إلى المحيط وكانت في استطلاعاتها المميزة عن أوطاننا العربية خير دليل على أهمية النشر في حياتنا وتثقيفنا عن وطننا العربي وكان رئيس تحريرها المفكر والأديب والعالم أحمد زكي عاكف (1312-1395ه)، (1894-1975م) وتعاقب على رئاسة تحريرها الأدباء العرب والمفكرين كأحمد بهاء الدين والدكتور محمد غانم الرميحي وغيرهم، ونحتاج إلى وقفة وفاء لهذه المجلة الرائدة وبقية المجلات والدوريات كمجلة الدوحة الثقافية وغيرها التي كان لها المردود الطيب على الثقافة والفكر العربي، وما أحوجنا اليوم لإثراء مكاتبنا وبيوتنا بهذه الإصدارات المعمقة التي تثري الفكر وتشحذ الهمم لكل ما فيه الخير لأوطاننا ومواطنينا.
وعلى الخير والمحبة نلتقي..
قف دون رأيك في الحياة مجاهدًا
إن الحياة عقيدة وجهاد
إن علاقة مملكة البحرين بجمهورية مصر العربية علاقة وثيقة أرساها الأجداد والآباء وحكام البلدين الشقيقين، والثقافة والأدب والتعليم هي أسس الكثير من جوانب التعاون الاقتصادي والتجاري والعسكري والإنساني؛ فقد كان رموز الشعر والأدب والتاريخ الأدبي والرواية والصحافة علامات كان الحضور بين الشعبين يتمثل في التعاون الوثيق الأركان وعزز ذلك من خلال الإعلام أيام الإذاعة في برنامجها العام وإذاعة صوت العرب التي كانت لكل العرب ولاتزال ثم جاء التليفزيون بقنواته المتعددة وبرامجه المنوعة والمسلسلات والتمثيليات المرئية إلى إعادة بث القناة الفضائية المصرية من خلال قنوات تليفزيون البحرين أواخر السبعينات.
كان الاحتفال بشوقي أمير الشعراء مناسبة لأن يرسل حاكم البحرين آنذاك المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين وفدًا أدبيًا من أدباء وشعراء البحرين مع هدية عبارة عن نخلة من الذهب الخالص وثمارها على شكل رطب من لؤلؤ البحرين المشهور فكان شوقي رحمه الله مأخوذًا بهذه الهدية التي تعبر عن عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين والتكريم كان تحت رعاية الملك فؤاد الأول 1868-1936 بحضور سعد باشا زغلول في كرمة ابن هانئ، وقد ذكر الشاعر في قصيدته بهذه المناسبة وقال المؤرخ البحريني مبارك عمرو العماري «إن الإحتفال كان سنة 1927 وتولى توصيل الهدية محمد علي الطاهر رئيس تحرير مجلة الشورى وألقى القصيدة الأديب محمد التفتازاني ذكر فيها شوقي هذه الهدية في قصيدته بهذه المناسبة».
وكان المؤرّخ البحريني المرحوم صقر المعاودة قد أصدر كتابًا عن هذه المناسبة واحتفال أدباء البحرين بتنصيب شوقي وتم تدشينه في بيت شوقي حيث الآن المكتبة العامة على كورنيش نهر النيل بالجيزة في بداية العام 2000م بحضور لفيف من الأدباء والشعراء والمهتمين والصحافة من جمهورية مصر العربية ومملكة البحرين.
نحتاج في زماننا لأن نذكر بالمناسبات الثقافية والأدبية والفكرية التي تمر على أوطاننا وننزل الأدباء والشعراء والمفكرين المكانة التي يستحقونها، فمع التقدم الحضاري والنبوغ في تقنيات العصر، تبقى الثقافة والفكر تعبر عن وجدان الشعوب وترسم طريقًا للفكر المبني على تأكيد الهوية والأصالة التي نحرص جميعًا على إرسائها والبناء عليها... لايمكننا أن ننسى القول المأثور بأن الشعر هو ديوان العرب فقد كان الشعر ولايزال يعبر عن وجدان الأمة ويغرس فينا الحب والبذل والعطاء، ونحن بالتأكيد بحاجة إلى مثل هؤلاء الأفذاذ الذين حفل بهم تاريخنا الأدبي والثقافي في جميع بلداننا العربية من المحيط إلى الخليج العربي؛ فقد عشنا ونحن في مقتبل العمر نستمع إلى الغناء العربي بكل نجومه من مطربين وملحنين وكتاب كلمات وكانت حفلات أم كلثوم وغيرها من الفنانين العرب والمصريين يتم الترقب بشوق في جمهورية مصر العربية والشام سوريا ولبنان والأردن حيث مهرجان جرش والعراق والخليج العربي في مسارح دولة الكويت والمراكز الثقافية بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في أبوظبي، ودبي، والشارقة، ومملكة البحرين من خلال الأندية الثقافية كنادي البحرين بالمحرق ونادي العروبة بالمنامة والنادي الأهلي بالمنامة ونادي الخريجين بالمنامة. وأندية القرى.
ومع أهمية النشر في بلادنا العربية للكتب الفكرية والأدبية والدواوين الشعرية فنحن بحاجة ماسة إلى المجلات الأدبية والثقافية الفصلية وكان آخرها مجلة البحرين الثقافية ومجلة التراث الشعبي، ولا يمنع أن تصدر هذه المجلات بطابعها التقليدي الورقي مع الحرص على الإستفادة من تقنيات العصر غير الورقية، فلكل وسيلة فعاليتها المؤثرة ولايمكننا أن نقف ضد تيار التطور في الطباعة والنشر، فالفكر ليس ببعيد عن تقنيات العصر، وكل ما يفيد فنحن لا نقف ضده بل نؤكد على كل المعطيات العصرية ولكل ما يفيد المجتمع ومثقفي هذا العصر.
عشنا في زمن كنا نحضر رغم صغر سنّنا هذه المنتديات الثقافية وكان الآباء على بساطة إطلاعهم وثقافتهم إلا إنهم وجدوا في مثل هذه الملتقيات ما يفيد الأبناء والأحفاد ويغرس فيهم حب المعرفة والإطلاع، وأتذكر ان الوالد يرحمه الله إبراهيم بن محمد صالح الذوادي كان كل أسبوع يحضر إلينا من المكتبة الوطنية لصاحبها إبراهيم عبيد بالمنامة مجلة المصور وآخر ساعة والأهرام والهلال وغيرها من الصحف العربية والخليجية وعلى رأسها مجلة العربي الكويتية التي كانت للعرب جميعًا من الخليج العربي إلى المحيط وكانت في استطلاعاتها المميزة عن أوطاننا العربية خير دليل على أهمية النشر في حياتنا وتثقيفنا عن وطننا العربي وكان رئيس تحريرها المفكر والأديب والعالم أحمد زكي عاكف (1312-1395ه)، (1894-1975م) وتعاقب على رئاسة تحريرها الأدباء العرب والمفكرين كأحمد بهاء الدين والدكتور محمد غانم الرميحي وغيرهم، ونحتاج إلى وقفة وفاء لهذه المجلة الرائدة وبقية المجلات والدوريات كمجلة الدوحة الثقافية وغيرها التي كان لها المردود الطيب على الثقافة والفكر العربي، وما أحوجنا اليوم لإثراء مكاتبنا وبيوتنا بهذه الإصدارات المعمقة التي تثري الفكر وتشحذ الهمم لكل ما فيه الخير لأوطاننا ومواطنينا.
وعلى الخير والمحبة نلتقي..