منوعات
مساجد ومنشآت تعليمية ومنشآت تجارية وتكايا.. الحضارة الإسلامية وعظمتها بقبرص
قال الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان أن الفتح الإسلامي لأوروبا كان بمثابة النور الذي أضاء مشعل الحضارة بهذه القارة وحمل إليها فى عقر دارها العلماء المسلمون وعلومهم التي شكّلت جذور نهضتها الحديثة وما زالت تدّرس بكبرى جامعاتها حتى الآن.
وأوضح الدكتور ريحان أن من آثار الحضارة الإسلامية فى قبرص منشآت دينية من مساجد وتكايا ومنشآت تجارية من خانات وبادستانات وأسواق ومنشآت تعليمية من مدارس ومكتبات ومنشآت مائية من حمامات وقناطر مياه وجسور وعيون مائية ومنشآت حربية من تحصينات للمدن وقلاع ومنشآت سكنية عايشها وعاش بين أحضانها لسنين الباحث المتميز الدكتور بدر عبد العزيز بدر أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة بور سعيد ليسجلها فى رسالة دكتوراه حصل عليها من كلية الآثار جامعة القاهرة بمرتبة الشرف الأولى تحت عنوان " العمارة الإسلامية فى قبرص" دراسة آثارية حضارية تضمنت الدراسة الوصفية والتحليلية للعمائر الإسلامية فى جزيرة قبرص وتسجيلها وتوثيقها توثيقًا علميًا دقيقًا وأشرف عليها كبار علماء الآثار الإسلامية وهما أ.د آمال العمري أ.د رأفت النبراوى.
جزيرة قبرص
وقال ريحان عن جزيرة قبرص يشير الدكتور بدر عبد العزيز أنه من خلال البحث والدراسة والزيارات الميدانية على الطبيعة للعمائر والمنشآت الإسلامية فى جزيرة قبرص تأكد اقتصارها على العصر العثمانى وأن قبرص هي ثالث أكبر جزائر البحر الأبيض المتوسط بعد صقلية وسيردينا وتبلغ مساحتها 9.251كم2 ويبلغ أقصى طول لها 240كم من الشرق إلى الغرب أما أقصى امتداد للجزيرة من الشمال للجنوب فيبلغ 100كم وتقع الجزيرة فى النهاية الشمالية الشرقية لحوض البحر الأبيض المتوسط الشرقي وتبعد عن مصر بمسافة 380كم وتبعد عن غرب سوريا بمسافة 105كم وتبعد عن جنوب تركيا بمسافة تبلغ 75كم وتبعد عن اليونان 800كم وتبعد عن أقرب الجزر اليونانية وهى رودس وكرباتوس بمسافة 380كم غرباً
الآثار الإسلامية بقبرص
ويُضيف الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان يتجول بنا الباحث الدكتور بدر عبد العزيز فى جذور الحضارة الإسلامية بأوروبا فى المدن القبرصية لنتعرف على معالمها الأثرية التي رصدها لنا فى دراسته الفريدة والجديدة على المكتبة العربية ومنها.
مدينة نيقوسيا
هي عاصمة جزيرة قبرص وتعتبر من أهم مدن الجزيرة حيث يبلغ عدد سكانها 197.800 نسمة طبقًا لتعداد السكان الصادر سنة1420هـ - 1999م وقد نشأت مدينة نيقوسيا منذ ألف عام وتتميز مدينة نيقوسيا القديمة بموقعها الجغرافي حيث تتوسط الجزيرة كما تتميز بتخطيطها الدائري و يحيط بها أسوار دائرية وتحصينات قوية أقامها البنادقة فى القرن العاشر الهجري - السادس عشر الميلادي.
مدينة ليماسول
تعد مدينة ليماسول أكبر مدن قبرص بعد نيقوسيا حيث يبلغ عدد سكانها 157.600 ألف نسمة وهى تقع على الساحل الجنوبي للجزيرة وتعتبر ميناء قبرص التجاري الأول ومنتجعًا سياحيًا هامًا ويصل إلى ميناء ليماسول سنويًا 1500 باخرة 468 مركبًا شراعيًا وفى خلال العصور الوسطى شهدت قلعة ليماسول الزواج التاريخي لملك إنجلترا الشهير ريتشارد قلب الأسد والملكة برنجاريا والتي توجت بعد ذلك ملكة على إنجلترا ويتميز القسم الإسلامي من مدينة ليماسول القديمة بالشوارع الضيقة مثل شارع غاذى باشا وشارع عصمت باشا ويوجد بها الكثير من البيوت العثمانية والتي تتميز بوجود الشرفات بالطابق الأول منها كما يوجد بها مسجد الأرناؤط والمسجد الكبير وبالقرب منه يوجد الحمام التركي
مدينة لارناكا
تقع مدينة لارناكا فى جنوب شرق جزيرة قبرص وتتميز بآثارها التي تعود إلى مختلف العصور ومن أهم الآثار الإسلامية بلارناكا قلعة لارناكا التي تقع بالجزء الغربي من المدينة والتي شيدت إبان القرن الحادي عشر الهجري - السابع عشر الميلادي والمجموعة المعمارية الخاصة بالصحابية الجليلة السيدة أم حرام زوجة سيدنا عبادة بن الصامت رضي الله عنهما والتي تضم الجامع والقبة الضريحية والتكية الخاصة بهذه وبالمدينة قناطر المياه التي ترجع إلى القرن الثاني عشر الهجري - الثامن عشر الميلادي.
مدينة بافوس
تقع مدينة بافوس في الجزء الجنوبي الغربي من قبرص وتشتهر بتحصيناتها الحربية التي تعود إلي عهد أسرة لوزنيان ومن أهمها البرج المربع الذي تم ترميمه من قبل العثمانيين عام 987هـ - 1579م وقلعة بافوس التي شيدها أحمد باشا حافظ سنة 1001هـ - 1592م.
مدينة فاماجوستا
تقع بالساحل الشرقي من الجزيرة وكانت ميناء هام للجزيرة قديمًا وموقعها قد تغير عدة مرات ما بين إنكومى وألاسيا وسلاميس المدينة اليونانية القديمة ويوجد بها العديد من المنازل العثمانية التى ترجع إلى القرن التاسع عشر الميلادي ومن أهم مساجد المدينة جامع "لالا مصطفى باشا".
مدينة كيرينيا
هي مدينة ساحلية صغيرة تقع علي بعد 26 كيلو متر إلى الغرب من نيقوسيا العاصمة كما أنها تعد أحد الموانئ التي تقع علي الساحل الغربي للجزيرة ومن أهم ما يميز مدينة كيرينيا القلعة الحصينة التي تعرف باسم "قلعة كيرينيا" التي أقامها الرومان ثم أعاد بنائها فيما بعد البيزنطيين ثم أسرة لوزنيان الفرنسية والبنادقة الإيطاليون دخلها صادق باشا قائد الأسطول العثمانى عام 978هـ - 1570م وله قبر بالمدينة وبها جامع جعفر باشا.
وختم الدكتور ريحان قائلًا لقد قام الدكتور بدر عبد العزيز بحصر الآثار الإسلامية بقبرص والتي شملت 39 منشأة دينية 26 تجارية 13 علمية 49 مائية 15 سكنية وخمس منشئات حربية.