طباعة
sada-elarab.com/720499
كانت مواقف الرجال يشهد لها بالتميز خصوصًا عندما يطلب منهم العون والمساعدة ونصرة المظلوم، والوقوف تجاه الحق والعدل والإنصاف، نسمع بعد أن سمح لنا بمخالطة الرجال مواقف كان يقفها رجال من مجتمعنا ورجال من أشقائنا وأصدقائنا في حلهم وترحالهم وأسفارهم طلبًا للرزق الحلال والسهر على مصالح دنياهم مع إيمانهم بالعقيدة السمحة التي تحثهم على البذل والعطاء والسماحة، وتوطيد العلاقات بينهم... تعقدت الحياة وتشعبت التحديات وبات العالم يتأثر بكل هذه المتغيرات التي باتت صعبة خصوصًا من لم يستعد لها ويأخذ بزمام المبادرة... سنظل ننشد الخير لنا ولأوطاننا ولمن يقفون معنا في الشدة والرخاء، فلا نستطيع أن نعيش منفردين، تتقاذفنا الأنواء وتعصف بالمقومات التي بنيت بسواعد الأجداد والآباء رياح التغيير التي ينفخ فيها أولئك الذين لا يريدون الخير إلا لأنفسهم ولا تهمهم مصلحة الآخرين، فالتسابق والحرص على الحصول على كل ما من شأنه تقوية اقتصادهم وتأمين حدودهم، بل السعي لتمديد خرائطهم وليأمنوا الحصول على كل ما يجعلهم في المقدمة.
لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي، ننتظر أن يتصدق علينا الآخرون بما تجود به نفوسهم المريضة، فلقد خبرنا، وخبر غيرنا تقلبات الأزمان، ومن لم يحافظ على قيمة، وعناصر القوة في مجتمعه يتعرض لمهب الريح التي لا ترحم...
علينا أن نحافظ أيضًا على أجيالنا ومصالحهم وأن نؤمن بأن الأبناء والأحفاد ينتظرهم المستقبل بكل ما فيه من ظروف، وتحديات وفرص وفوات الفرص، كلنا نعيش في هذا الزمن تعدد منابر التعليم من مدارس ومعاهد في مختلف التخصصات، بالإضافة إلى وجود المدارس الحكومية التي تبذل الجهود المقدرة لحماية النشء والتعليم النظامي الذي يحمي مستقبلهم ويضمن تلقيهم المعرفة والعلم وأن يشقوا طريقهم للمستقبل الذي يأمن لهم العيش الرغيد ويضمن تلقيهم المعرفة الواجبة، والمسؤولية الملقاة على عاتق الجهات الرسمية جسيمة وتتطلب البذل الكثير من أجل ضمان إن المدارس الخاصة تحقق الأهداف المرسومة لمجتمعاتنا مع الحرص على تحقيق ليس فقط الحد الأدني، وإنما تحقيق ما هو فوق ذلك تمهيدًا لإلتحاقهم بالجامعات والكليات المتخصصة، وبحيث لا يحرم الغير من الاستفادة بالعلم النافع الذي يحقق رخاء وتقدم المجتمع، فالمسؤولية جسيمة والتنافس للخير مطلوب وتجويد العلوم ومواكبة العصر أكثر رغبة في أن ينال الأجيال كل ما يجعلهم مستعدين لمواجهة المتغيرات.
كنا في بداية التعليم النظامي، وكان الاعتماد على المدرس والمدرسة كبيرًا، فأولياء الأمور وضعوا ثقتهم يمكن أن نقول مطلقة فيما يتعلم التلاميذ من المدارس والمدرسون الذين كانوا الأحرص على المستقبل، وبالتأكيد أن رسالة المدرس لازالت هي سواء في المدارس النظامية أو في المدارس الخاصة، لكن وسائل التعليم تتباين وكذلك الأولويات تختلف، غير أن الثقة في الكادر التعليمي كبيرة، ويظل المدرس كما هو التلميذ الحريص على مواكبة العصر، والتفاعل مع تقنيات العصر بكل ما فيها من تنوّع.
قد نقف عاجزين عن فهم واستيعاب تقنيات العصر لكننا شئنا أم أبينا، فالتغير واقع والتحدي ماثل، والمطلوب منا بذل الجهد من أجل استيعاب ما تواجهنا به الحياة من تقلبات وتغييرات فالمفاهيم تغيرت ومعطيات العصر أصبحت أكثر تقدمًا، والمطلوب منا مواكبة هذه المتغيرات والسعي من أجل تخصيص الميزانيات والرجال القادرين على هذه المواكبة، ولا يمكن أن يتحقق لنا ذلك ما لم نهيئ أنفسنا لتخصيص ما يلزم للتقدم والنهضة التي تطل علينا بكل تحدياتها ومعطياتها.
فنحن ننشد الخير لنا ولمجتمعنا ونعمل جاهدين لأن يكون أبناؤنا وأحفادنا عند مستوى المسؤولية التي باتت ملقاة على عاتقهم. وكنا نسعى لمعرفة توجهات التعليم في الدول الأجنبية بحيث يلتحق الأبناء بالجامعات التي كان لها صيت وكانت تتميز عن سواها بمستواها العلمي والمعرفي، بحيث يكون العمل متاحًا ومهيئًا لخريجي هذه الجامعات للعمل في تنمية اقتصاد بلادنا وتحقيق كل تقدم مطلوب ويحقق ما نصبو إليه، خصوصًا في مجال الطب والهندسة والعلوم التطبيقية والمعارف المتباينة، والحمد لله أن هذا العلم على اتساع قاعدته أصبح متاحًا في الجامعات الوطنية عندنا والجامعات الخاصة.
وما نحتاج إليه هو الوقت والبذل والعطاء للخير وتجاوز السلبيات والبناء على الإيجابيات لكل ما فيه الخير لأوطاننا ومواطنينا.
وعلى الخير والمحبة نلتقي..