ملفات
وزير التجارة والصناعة يعلن إطلاق استراتيجية لتعزيز التنمية
الاستراتيجية للتطوير الصناعي وزيادة الصادرات وترشيد الواردات
تهيئة مناخ أعمال يدعم الاقتصاد القومي
استقرار ونمو متوازن لكل المؤشرات الاقتصادية
التنمية الصناعية قاطرة التنمية الاقتصادية
الاحتوائية والمستدامة في مصر
أعلن المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة اطلاق إستراتيجية الوزارة لتعزيز التنمية الصناعية والتجارة الخارجية لمصر حتى عام 2020 والتي تتواكب وتتكامل مع كافة التوجهات العالمية والإقليمية والمحلية ، حيث ترتكز الإستراتيجة علي عدد من المحاور منها حركة التطور الصناعي وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وزيادة الصادرات وترشيد الواردات وتعزيز الابتكار وترشيد الطاقة وتطوير التعليم الفني والمهني وتهيئة مناخ اعمال يدعم الاقتصاد القومي ويضمن استقرار ونمو متوازن لكافة المؤشرات الاقتصادية
جاء ذلك فى سياق كلمة الوزير التى ألقاها
اليوم خلال المؤتمر الموسع الذى عقدته الوزارة للإعلان عن إطلاق الاستراتيجية وطرحها
للنقاش من جانب الخبراء وكافة الجهات المعنية بقطاعات الصناعة والتجارة فى مصر وذلك
بحضور عدد كبير من ممثلى منظمات الأعمال وعلى رأسها إتحاد الصناعات المصرية، والإتحاد
العام للغرف التجارية بالإضافة إلى عدد كبير من رجال الصناعة والمصدرين ورؤساء عدد
من اللجان بمجلس النواب، هذا فضلا عن مشاركة كل من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية
"UNIDO"، ومنظمة العمل الدولية ILO""،
ووكالة التعاون الإنمائى الألمانية " GIZ"،
والقائم بأعمال المفوضية الأوروبية بالقاهرة.
وأشار قابيل الي أن رؤية الإستراتيجية تتلخص
فى أن تصبح التنمية الصناعية قاطرة التنمية الاقتصادية الاحتوائية والمستدامة في مصر
والتي تلبي الطلب المحلي وتدعم نمو الصادرات لتصبح مصر لاعباً فاعلاً في الاقتصاد العالمي
، وذلك من خلال توفير المناخ الملائم للنمو الصناعي القائم على تعزيز التنافسية والتنوع
والمعرفة والابتكار لإحلال الواردات وزيادة الصادرات وتوفير فرص العمل اللائق والمنتج
الجيد.
وقال الوزير ان الاستراتيجية تستهدف تعزيز
التنمية الصناعية والتجارة الخارجية حتي عام 2020 من خلال استحداث آليات وخطط عمل للنهوض
بقطاعات التجارة والصناعة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتحقيق الاستفادة القصوي من
الفرص المستقبلية ورفع معدل النمو الصناعي الي 8% ومساهمته في الناتج المحلي الإجمالي
الي 21% بدلاً من 17.7% واسهامات القطاع الخاص والمشروعات الصغيرة والمتوسطة الي
10% وخفض العجز بنسبة 50% وتحسين الأداء المؤسسي وتوفير 3 ملايين فرصة عمل لائقة ومنتجة
واضاف قابيل أن الخطوط والأهداف الرئيسية
للاستراتيجية الجديدة تم وضعها فى إطار تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة بإعداد
استراتيجيات عمل خلال خمس سنوات قادمة حيث تم تشكيل فريق عمل لإعداد الاستراتيجية الجديدة
من بعض الكفاءات بالوزارة والجهات المعنية ذات الصلة بالمراجعة الدقيقة لكافة السياسات
الصناعية والتجارية والمالية والنقدية المحلية والإقليمية والدولية ، وكذا تم تكليف
الجهات التابعة للوزارة بتقديم خطة تنفيذية لكل جهة تشمل الإطار الزمنى والميزانيات
المطلوبة للتنفيذ وفقا للمشروعات المتعلقة بها، كما قام الشركاء المعنيين بتحديد قائد
لكل محور من الاستراتيجيات القطاعية يلتزم بتيسير الإعداد والتنفيذ والمتابعة والإخطار
عن تقدم العمل في تنفيذ هذه الاستراتيجيات الأفقية والقطاعية.
وأوضح الوزير أن السياسات العامة المنظمة
لعمل الاستراتيجية تركز على الاستفادة من الفرص المتاحة والتغلب على التحديات الراهنة،
والبناء على السياسات التجارية والصناعية المتكاملة التي أثبتت نجاحها وحققت طفرات
اقتصادية في مراحل زمنية سابقة في الاقتصاد المصري وفي دول ذات ظروف اقتصادية مماثلة
لمصر، إلى جانب التركيز على السياسات الهادفة لخلق فرص عمل مرتفعة القيمة من خلال زيادة
الاستثمارات سواء المحلية أو الأجنبية وخاصة في القطاع الصناعي غير التقليدي بما يعمل
على إحداث تنمية حقيقية تسهم فى التحول الهيكلي للاقتصاد المصري من اقتصاد تقليدي إلى
اقتصاد صناعي متطور قائم على المعرفة وقادر على المنافسة محلياً وإقليميا ودولياً.
كما اكد الوزير أنه تم الاعتماد على الحقائق
والمعطيات الرئيسية المتوقعة للمؤشرات الاقتصادية للدولة خلال فترة الاستراتيجية والتى
تشمل زيادة سكانية مرتقبة قد تصل إلى 102 مليون نسمة بحلول عام 2020 وفقاً لتقديرات
الخطة الاستراتيجية القومية للسكان 2015-2030 والتي بالتبعية تستوجب تحقيق زيادة مباشرة
في الطلب على الوظائف، وزيادة في الطلب المحلي على كافة القطاعات الأساسية كقطاعات
البناء والتشييد والإسكان، والصناعات والمواد الغذائية، وقطاع الملابس والمنسوجات،
إلى جانب زيادة البنية التحتية والطلب على الغذاء واستهلاك الطاقة والتى يتم الاستعداد
لها حالياً من قبل أجهزة الدولة الآخرى المعنية وتتطلب استجابة سريعة من قبل القطاعات
الصناعية ذات الصلة كالأسمنت والحديد والأسمدة، وكذا الاستعداد الصناعى السريع فيما
يتعلق بتطوير الآلات والمعدات وترشيد استخدام الطاقة في المصانع بما يتوافق مع التوجهات
العامة للدولة نحو الاعتماد بنسبة 20% على الطاقة الجديدة والمتجددة ويضمن توفير الطاقة
اللازمة للاستهلاك الصناعي وغير الصناعي.
وأشار قابيل الى ان المحور الأول من محاور
الاستراتيجية هو" التنمية الصناعية "حيث تستدف الوزارة الوصول تدريجياً بنسبة
النمو الصناعي الى 8% وزيادة نسبة مساهمة قطاع الصناعة في الناتج المحلى الإجمالي من
18% الى 21% بحلول عام 2020 وذلك من خلال زيادة معدلات الاستثمار الخاص من 43 مليار
جنيه حاليا الى ما يقرب من 100 مليار جنيه عام 2020 مشيراً الى ان الوزارة تستهدف تنفيذ
عدد من التدابير الداعمة للتنمية الصناعية والتي تتمثل في تدابير تشريعية واجرائية
ومؤسسية وتدعم مناخ الاعمال بشكل عام مثل مراجعة التشريعات المنظمة للاراضى الصناعية
والتراخيص وتبسيط الإجراءات وإعادة هيكلة الكيانات المعنية بهذا الشأن لضمان انسيابية
التنفيذ وفصل التشابكات في الاختصاصات لافتاً
الى انه سيتم التركيز على الصناعات التي تدعم تقليل البطالة وترشيد الواردات وتغيير
هيكل الصادرات المصرية كما سيتم التركيز على الصناعات الداعمة لسلاسل التوريد المحلية
مثل صناعات التدوير والتعبئة والتغليف والصناعات الكيماوية والصناعات البلاستيكية والصناعات
التعدينية والصناعات الهندسية وصناعات الأثاث والجلود والطاقة المتجددة والغزل والنسيج.
وأضاف الوزير ان هذا المحور ينطوي على عدة
مشروعات رئيسية مثل مشروع الإصلاح التشريعي والإجرائي ومشروع توفير الأراضي الصناعية
ومشروع توفير التجمعات الصناعية فضلاً عن مشروع خريطة الاستثمار الصناعي بالمحافظات
ومشروع تحسين جودة الصناعة ومشروع تنمية الابتكار وربط الصناعة بالبحث العلمي واخيراً
مشروع تنمية صناعات الاقتصاد الأخضر ومشروع دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
ولفت الوزير الي ان المحور الثاني يشمل
تحويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الاعمال الي أداة رئيسية لزيادة الناتج الصناعي
وتوفير فرص العمل وزيادة الصادرات مشيراً الى انه يوجد في مصر 2.5 مليون منشأه صغيرة
ومتوسطة ومتناهية الصغر يعمل بها 75% من إجمالي القوى العاملة ويقوم 17% منها بالتصدير
للخارج وينتمي 20% منها للقطاع غير الرسمي لافتاً الى ان هذا المحور ينطوي على عدة
مشروعات أساسية تتضمن المشروع التشريعي والمؤسسي وانشاء منصة الكترونية للدعم وتقديم
الخدمات وتشجيع ريادة الاعمال فضلاً عن مشروعات لمتابعة وتقييم تنفيذ برامج ومشروعات
الخطة الاستراتيجية المعنية بتطوير هذا القطاع الهام.
وأوضح قابيل ان المحور الثالث يهدف الي زيادة حجم الصادرات المصرية وتقليل فجوة الميزان التجاري وذلك من خلال زيادة الصادرات غير البترولية بنسبة 10% سنوياً لترتفع من 18.6 مليار دولار عام 2015 الى ما يزيد عن 30 مليار دولار بحلول عام 2020 مشيراً الى ان هذا المحور يتضمن تنفيذ عدد من البرامج لطوير الإجراءات والتشريعات المنظمة للتصدير والاستيراد (Egy Trade ) وتعزيز تنافسية الصادرات وتحسين المواصفات والجودة والرقابة الخاصة بالتصدير والاستيراد فضلا عن تطوير مشروعات النقل اللوجستي وتفعيل الاتفاقيات الدولية وتذليل عوائق النفاذ وتفعيل برامج للترويج والتسويق للصادرات المصرية .
اما المحور الرابع من الاستراتيجية فيتضمن
تطوير التعليم والتدريب الفني والمهني والذي يستهدف توفير العمالة الماهرة والخبرات
الفنية والمهنية لتحسين جودة الإنتاج ، مشيرا الي ان هذا المحور يتم تنفيذه من خلال
برامج لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في تطوير منظومة التعليم والتدريب الفني والمهني
وتحسين جودة المنشأت التعليمية والتدريبية والتنمية المهنية للمعلمين والمدربين فضلا
عن برامج للتوعية بالعمل المهني وجمع المعلومات عن سوق العمل بالإضافة الي تفعيل وتطوير
منظومة الاطار القومي للمؤهلات المصرية في التعليم الفني والمهني والتدريب ومشروع رخصة
مزاولة المهنة لخريجي التعليم الفني والمهني .
وأضاف قابيل ان المحور الخامس يتضمن مشروع
الحوكمة والتطوير المؤسسي والذي يستهدف تعزيز كفاءة أداء المؤسسات التابعة للوزارة
وتنفيذ خطة متكاملة للتواصل الداخلي والخارجي مع الشركاء الرئيسيين لتحقيق اهداف الاستراتيجية،
مشيرا الي ان هذا المحور يتضمن مشروعات لتطوير منظومة رسم السياسات والمتابعة وإعادة
هيكلة الوزارة بهيئاتها ورفع كفاءة العنصر البشري فضلا عن تطوير منظومة التواصل الداخلي
والخارجي
كما إستعرض الوزير أهم الإنجازات المحققة
خلال العام الماضي والتي قامت الوزارة بتنفيذها وأهم الفرص الحالية والتحديات التى
يواجهها الاقتصاد المصري ومنها التقلبات الاقتصادية ومعدلات النمو المتدنية التي يشهدها
العالم حالياً وانخفاض أسعار البترول وما تبع ذلك من هبوط للطلب الكلي وازدياد التدابير
الحمائية وتباطؤ عمليات التحرير التجاري وتوقف حركة التجارة مع بعض دول الجوار وانعكاس ذلك علي الاقتصاد المصري
ومن جانبه أكد رينهولد برندر القائم بأعمال
سفير وفد الاتحاد الأوروبى بالقاهرة ترحيب الاتحاد الأوروبي باستراتيجية وزارة التجارة
والصناعة، والتى تهدف الى جعل الصناعة المصرية أكثر تنافسية بما يسهم فى زيادة الصادرات
وخلق مزيد من فرص العمل.
واضاف أن الاتحاد الأوروبى ملتزم بمواصلة
دعمه للوزارة وشركائها فى تنفيذ هذه الاستراتيجية، من خلال برنامج " تعزيز التجارة
والسوق المحلية" - الممول من قبل الاتحاد - وتوفير الدعم لتنمية المشروعات الصغيرة
والمتوسطة، لافتاً الى ضرورة تعاون الوزارة مع القطاع الخاص فى وضع الاستراتيجيات الخاصة
به.
وعبر برندر عن أمله فى أن يعمل اصحاب الاعمال
من اجل تحقيق نمو شامل فى الاقتصاد المصرى، والذى يعد هدفاً هاماً وحيوياً، مؤكداً
أن تنفيذ إطار استراتيجى متكامل دون أى تأخير من شأنه ان يسهم فى جذب استثمارات جديدة،
وهو ما يحتاج اليه الاقتصاد المصرى خلال هذه المرحلة .