طباعة
sada-elarab.com/712315
تقديم دولة الإحتلال كمتهم لأول مرة أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي علي يد دولة جنوب أفريقيا..الهجمات الأمريكية البريطانية علي مواقع الحوثيين في اليمن..يوم واحد وحدثين يستحقان التوقف أمامهما والتأمل فيما يدور حولنا.
تحمل أحداث لاهاي والبحر الأحمر قمة التناقض في المواقف عندما تختلف المصالح..حالة من الشيزوفرينيا يُعاني منها عالم يحكمه الكبار وهم فقط من يُحددون لغة الحوار داخل هذا العالم.
شارف الشهر الرابع من حرب الإبادة الجماعية والمجازر التي يرتكبها الكيان الصهيونى داخل قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة علي الإنتهاء.
لازالت القوي الفاعلة بالعالم في مِقعد المشاهد ولم تُحرك ساكناًحتي الآن رغم دموية الأحداث اليومية ولم تتخذ خطوة واحدة حقيقية تضمن للشعب الفلسطيني البقاء والحياة علي الأرض وسط شعوب العالم.
حالة من حالات سبق الإصرار والترصد للإبادة والإنكار المُتعمد لكل ماقدمة الشعب الفلسطيني الشقيق من مساهمات نحو الحضارة الإنسانية التي تحصد شعوب صُناع القرار العالمي وحدهم دون غيرهم ثمارها اليوم.
عالم ظالم أكتفي حتي الآن علي إستحياء ببعض كلمات الشجب والإستنكار للإستخدام المفرط للقوة من قبل إسرائيل ضد المدنيين بعد أشهر من القتل والتدمير المصحوب ببعض الزيارات الشكلية للمنطقة لم تُسفر عن شيء حقيقي ولم يتم ولو بمجرد التلويح بمنع إسرائيل عما ترتكبه ولو مرة واحدة.
التوقيع علي بيان خُماسي من قبل الجُناة الحقيقيين وراء هذه المجازر بعد أن بررت إسرائيل بهذا البيان كل مافعلته ولا زالت بالقطاع..هذا التصريح أعطاها شرعية القوة الدولية الظالمة تفعل ماتشاء بالأشقاء الفلسطينيين داخل قطاع غزة تحت ذريعة حقها في الدفاع عن نفسها.
عودة هذه الأطراف الدولية الفاعلة للمناورة من جديد الآن والحديث عن ضرورة تخفيف إسرائيل لضرباتها ضد المدنيين بالتأكيد لايعني تبرئتها من الدماء الفلسطينية التي أُريقت علي الأراضي الفلسطينية ولا يعني كذلك أنها أرتدت فجأة ثوب العِفة والشرف في عالم تحكمه المصالح وليس شيء آخر.
الأسابيع الأولي فقط من هذه المجازر كانت كفيلة بإستشهاد آلاف النساء والأطفال ولولا نجاح مصر وقيادتها السياسية في إقناع الجميع بضرورة دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلي قطاع غزة وباقي المُدن الفلسطينية كانت الأرقام أضعاف الأرقام الحالية من الضحايا.
جهود مُضنية وتحركات ضخمة بذلتها المؤسسات والأجهزة المصرية علي كافة المستويات مُنذ الساعات الأولي في محاولات دؤوبة للحد من الأضرار وتخفيف العبء عن الأشقاء الفلسطينيين وحفاظاً علي قضيتهم العادلة والوقوف بحزم كذلك في وجه أي نوايا خبيثة كانت تستهدف تهجيرهم خارج أراضيهم.
هذا العالم هو نفسه من إتخذ خلال أيام قرار داخل مجلس الأمن بإدانة الممارسات الحوثية داخل البحر الأحمر وتم بالفعل توجية ضربات جوية أمريكية بريطانية إليهم بمشاركة بعض الدول للقضاء علي بُنيتهم والحد من خطورتهم رُغم أن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن هو من رفع تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية خلافاً لقرار سلفه السابق دونالد ترامب.
الضربات الأنجلو أمريكية للحوثيين في اليمن تُحركها بالأساس المصالح الأمريكية والغربية ومسار التجارة الدولية رُغم ماقد يبدو من توافق يجمع بين الأهداف المُشتركة لأمريكا والغرب مع الدول العربية وتقليل للنفوذ الإرادني داخل مياة البحر الأحمر ويؤشر كذلك علي قيمة قناة السويس في مسار التجارة الدولية.
رغبة واشنطن في تكثيف التواجد الأمريكي البريطاني داخل مياه البحر الأحمر لايمكن فك الإرتباط بينها وبين رغبتها ب التواجد وحُلفائها من جديد بالقرب وبشكل أكثر فعالية حول مصادر الثروة والمصالح الدولية والقارة السمراء أحد أهم هذه المصادر.
رد فعل هذا العالم الشريف حول أثيوبيا ورغبتها المحمومة في تواجد غير شرعي علي البحر الأحمر لإقامة قاعدة عسكرية في إعتداء واضح علي القانون والقواعد الدولية بعد توقيعها إتفاقية بهذا الخصوص مع حركة إنفصالية!!هل يتوافق هذا مع القوانين والقواعد الدولية؟!
موقف هذا العالم الذي يدعي التحضر كل هذه السنوات بشأن سد النهضة وتهديده حياة مئات الملايين في مصر والسودان ماذا عنه؟!!هل يتفق مشروع النهضة الأثيوبي مع القوانين الدولية بهذا الشأن؟!!
بصرف النظر عن شكل ومضمون القرار الذي سوف يصدر عن المحكمة الدولية ودون وجود آلية دولية تضمن تنفيذه كل الشكر لدولة جنوب أفريقيا التي دفعت وحدها كُلفة باهظة جراء التفرقة العنصرية التي عانت منها طويلاً ولا عزاء للعرب الذين إعتادوا علي موقع المفعول بة في أي جملة من حوار الأحداث العالمية.