طباعة
sada-elarab.com/712086
سيناء، شبه الجزيرة مثلثة الشكل هى فى أقصى غرب آسيا، وفى الحد الشمال الشرقى من أفريقيا، وهى الجزء الذى يعطى لمصر بُعدًا آسياويًّا، وهى ذاتها الرابط الأوحد بين قارتى آسيا وأفريقيا، وتبلغ مساحتها قرابة 60088 كيلو متر مربع، بما يمثل نسبة 6% من مساحة مصر، يحدها شمالًا البحر الأبيض المتوسط، وغربًا خليج السويس وقناة السويس، وشرقًا فلسطين المحتلة وخليج العقبة، وجنوبًا البحر الأحمر، ويصل عدد سكانها ما يقارب مليون وأربعمئة ألف نسمة.
كما تمثل سيناء خمس محافظات هى سيناء شمالًا وجنوبًا، وثلاث مدن من محافظات القناة هى: بورفواد التابعة لبورسعيد، والقنطرة شرق التابعة للإسماعيلية، والجناين الذى يتبع السويس.
وجغرافيا سيناء لها من ثراء التنوع ما بين المرتفعات كالجبال والهضاب والتلال إلى الاستواء كالسهول والوديان، وفى كلا الطبيعتين مزية لا شك تتعدد أوجهها ما بين الاقتصادية وبالتالى القابلية للعمران، وما بين الحاكمية المسيطرة على شرقها وغربها وبالتالى يسهل الدفاع عنها بدعم كبير من الطبيعة التى منحنا الخالق بها أسوار وحصون من الجبال والهيئات الحاكمة (اصطلاح عسكرى).
فضلًا عن كون شبه الجزيرة محاطة إجمالًا بالمياه، مما يحفظها من العدوان باستثناء من الشرق (الاتجاه الاستراتيجى)، الذى اعتادت سيناء أن تأتيها رياح العدوان من ناحيته فى التاريخ القديم والحديث، إلا أنها على نحو آخر تمتلك ناصية العالم القديم (الأكثر كثافة من السكان والموارد أيضًا).
يقول الشهيد (!) جمال حمدان فى مؤلفه الرائع (سيناء فى الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا): "… فسيناء أيضًا مدخل قارة برمتها مثلما هى مدخل مصر".
ويعود الشهيد حمدان فى ذات كتابه للحديث عن جغرافيا سيناء من حيث الأفضلية التى حباها بها الله: "… بلغ مجموع سواحل سيناء 700 كم من 2400 كم هى مجموع سواحل مصر، فسيناء (61 ألف كم مربع)، تشكل 6.1% من مساحة مصر، وتستأثر بنحو 29.1% من سواحل مصر، لهذا ينخفض معامل القارية فى سيناء كثيرًا إذا ما قورن بنظيره فى مصر ككل، ذلك إن سيناء تمتلك كيلو مترًا ساحليًّا لكل 87 كم2 من مساحتها، مقابل كيلو مترًا لكل 417 كم2 فى مصر عمومًا".
ومن هنا نجد أن جغرافية سيناء منحتها مناخًا وأرضًا صالحين للعمران بصفة دائمة، فإما الأمطار على جبالها أو المياه المخزنة فى وديانها وسهولها؛ الأمر الذى جعل معظم تربتها صالحة للزراعة، وليس ببعيد أن استغلت مصر فى نسختها الحديثة (الجمهورية الجديدة) جغرافية سيناء فى إضافة دلتا ثالثة لمصر تربو عن النصف مليون فدان فى وسط سيناء، إضافة إلى مساحات المثلث الأخضر فى شمالها ببئر العبد فى قرى قاطية وأقطية والمريح والجناين وغيرها، وكذلك فى أخصب بقاع الأرض قاطبة (رفح)، التى تنزرع على أراضيها أشجار الزيتون واللوز والتين والرمان وغيرها من المحاصيل التى وصفت -لأنها مزروعة فى رفح فحسب- بالمحاصيل النقدية أو ذات العوائد الدولارية، وسيأتى الحديث عن سيناء القدرة الاقتصادية الجبارة قريبًا إن شاء الله.
ونعود لجغرافية سيناء التى روج عنها كذبًا وخطأً العدو بأنها طاردة للسكان، بل هنا استعير جملة لجمال حمدان الذى يرجع «حمدان» ضعف عدد سكان سيناء إلى أنها أصبحت مطمعًا للمستعمرين فقال: "كان هناك عدو يشكك بطريقة ما فى مصرية سيناء، ويطمع فيها بصورة ما بالضم أو بالسلخ أو بالعزل، ولكن أعود وأكرر «التعمير.. التعمير» هو الرد العملى على أطماع نزع الهوية عن سيناء وأيضًا لحمايتها".