عربي وعالمي
الشاعر: الرئيس الروسي يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته
الإثنين 11/ديسمبر/2023 - 01:49 م
طباعة
sada-elarab.com/708857
أكد الكاتب ومحلل السياسي رامي الشاعر أنه و بشأن الاتصال الهاتفي بين الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن ما جرى بين بوتين ونتنياهو له أهميته وضروراته نتيجة للوضع الراهن في غزة. وكما أعلن الكرملين، فإنه لا يجوز أن تستمر العواقب الوخيمة على المدنيين العزل في القطاع نتيجة للعملية العسكرية التي تقوم بها إسرائيل. وقد ركز الرئيس بوتين على الوضع الإنساني الكارثي في غزة، واستعداد روسيا تقديم كل المساعدات الممكنة من أجل تخفيف معاناة المدنيين، ووقف تصعيد الصراع، كما عبر عن اهتمام روسيا بمصير المواطنين الروس وأسرهم وإجلاء من يرغب منهم من قطاع غزة.
و أضاف الشاعر أنه تم التطرق خلال المحادثة الهاتفية كذلك إلى موضوع المواطنين الإسرائيليين المحتجزين في غزة، لكني أود لفت الانتباه هنا إلى أن بيان الكرملين لم يتعرض نهائياً لذكر حركة حماس، وهو ما يحمل معنى ودليل دامغ أن روسيا تعتبر أن القضية فلسطينية، لا يجوز اجتزاءها من سياقها، والاقتصار على أحداث 7 أكتوبر على انفراد دون ربطها بقضية الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية على أرضه، وهو ما يؤكد أيضاً على أن الأحداث التي تمر بها المناطق الفلسطينية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية ليست سوى ردود أفعال على الاضطهاد والقمع اليومي الذي يعاني منه الفلسطينيون لعقود.
واعتبر الشاعر إن تاريخ الثورات وحركات التحرر الوطني يعج بأمثلة كثيرة على وقوع ضحايا مدنيين جراء عمليات فدائية، وفي الحالة الفلسطينية بشكل خاص، لا يمكن التخلص من ذلك إلا من خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهو ما أعلنه الرئيس بوتين في اليوم الثاني بعد أحداث 7 أكتوبر، وأود التركيز هنا على أن الاتفاق الذي ذكر في بيان الكرملين بخصوص متابعة ومواصلة الاتصال الثنائي لا يمكن أن يهدف إلا إلى ذلك ، وأكبر دليل على ذلك هو ما ذكره بيان الكرملين من استياء نتنياهو من مواقف مندوبي روسيا لدى الأمم المتحدة المناهضة لإسرائيل، والتي أعربوا عنها في عدد من المحافل الدولية، وهو ما يؤكد الموقف الروسي، وسياسة الدولة المبدئية بشأن حقوق الشعب الفلسطيني وتنفيذ كافة قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة .
واعتبر الشاعر أنه من الواضح أن نتنياهو قد استوعب خلال المكالمة موقف روسيا، وأظن أنه في موقف صعب للغاية، ويبحث عن مخرج لإنقاذ وضعه، لا سيما بعد أن رفض العالم بأغلبيته الساحقة سياسة الإبادة العرقية التي تتبعها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، واستحالة القضاء على حماس، أو تصوير ما يقوم به الجيش الإسرائيلي بأنه "حرب على الإرهاب"، بل وتكفي النتيجة التي أسفر عنها التصويت في جلسة مجلس الأمن الأخيرة، بينما صوت 13 لصالح مشروع قرار الإمارات بوقف إطلاق النار، وامتنعت بريطانيا، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وحدها هي من صوت بحق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار. من الواضح أن نتنياهو قد فهم أنه خسر، ولولا هذه الخسارة لما جرت المكالمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأكد الشاعر على أنه يطمئن الجميع أن أي اتصالات تقوم بها القيادة الروسية، أو أي أدوار وسيطة تسعى إليها مع أي من الأطراف لا يمكن أن تكون سوى بهدف تخفيف المعاناة الإنسانية، ووصول المساعدات، وتجنب وقوع ضحايا بين المدنيين، وبالطبع الوصول إلى ما يطمح ويناضل من أجله الشعب الفلسطيني وهو التمتع بدولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.