عربي وعالمي
منتدى المرونة العالمي ينطلق اليوم في دبي للتركيز على دور الحكومات المحلية
الجمعة 06/أكتوبر/2023 - 09:35 ص
طباعة
sada-elarab.com/701386
انطلق اليوم منتدى المرونة العالمي، الذي تنظمه شرطة دبي بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث ومركز المرونة في دبي ومبادرة مدن مرنةMCR203، في فندق هيلتون دبي الحبتور سيتي، بحضور معالي عبد الله البسطي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، ومعالي الفريق عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، وسعادة رزان خليفة المبارك، رائدة الأمم المتحدة للمناخ لمؤتمر
الأطراف COP 28 ورئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وسعادة علي راشد النيادي، مدير عام الهيئة الوطنية لادارة
الطوارئ والازمات الكوارث، والسيدة مامي ميزوتوري، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للحد من مخاطر
الكوارث، ورئيسة برنامج الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث.
وتركز النسخة الأولى من الفعالية المستمرة حتى الغد على دور الحكومات المحلية في تعزيز مرونة المدن وزيادة القدرة
على التكيف مع تغير المناخ، بمشاركة ما يزيد على 150 من كبار الشخصيات وصناع القرار و500 خبير و35 متحدثاً
من جميع أنحاء العالم.
وفي هذه المناسبة، أكد معالي الفريق عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، أن منتدى المرونة العالمي، يأتي في
وقت تتكاتف فيه الجهود الدولية العالمية، لمواجهة تحديات ومخاطر التغيرات المناخية، وما تفرضه هذه التغيرات على
المدن والحكومات من اتجاهات جديدة تتطلب المرونة والقدرة على الصمود، وتعزيز البنية التحتية والخدمات الأساسية
بأحدث الحلول والأدوات التكنولوجية المبتكرة الداعمة للمرحلة القادمة.
وأضاف معاليه: إن المنتدى يهدف إلى بحث ومناقشة ودعم الجهود الدولية في هذا الشأن الحيوي، وفتح الباب واسعاً
أمام فرص الابتكار والتعاون وتعزيز روح التآزر والقدرة على التكيّف، خاصة وأنه يأتي في عام الاستدامة،
وبالتزامن مع استضافة دولة الإمارات أعمال الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية
بشأن تغير المناخ (COP28)، نهاية شهر نوفمبر القادم.
وتوجه معاليه بالشكر والتقدير إلى الخبراء والمتخصصين وصناع القرار من مختلف الجهات ذات الاختصاص، والذين
أثروا جلسات ومناقشات المنتدى الأول من نوعه في العالم، ودور القطاعين العام والخاص في التصدي لآثار التغير
المناخي.
وألقت سعادة رزان المبارك، رائدة الأمم المتحدة للمناخ، كلمةً افتتاحية أشارت خلالها إلى أهمية الإدارة السليمة للحدّ من
تفاقم أزمة المناخ العالمية، بالقول: تجسّد المرحلة الراهنة توقيتاً مثالياً لترسيخ فهمٍ عالمي حول مفهوم المرونة بينما نبذل
قصارى جهدنا لمواجهة مخاطر تغير المناخ، إذ نحيا اليوم في عالمٍ صغير نسمع ونقرأ فيه طوال الوقت أخباراً حول
التحديات التي تفرضها أزمة المناخ. وقد أصبحت هذه المخاطر أكثر شدةً وضرراً، فعلى الصعيد الإقليمي يشهد المناخ
زيادة في درجات الحرارة بمعدلٍ أسرع مرتين من المتوسط العالمي، ونتوقع أن يزيد الطلب على التبريد بنسبة 20% في
المائة بحلول عام 2050، مع زيادة تقديرية في التكاليف تصل إلى 800 مليون دولار أمريكي سنوياً.
وأضافت سعادة المبارك: شهدنا حالات جفاف مروعة اجتاحت مناطق عديدة في إيران والعراق، فضلاً عن الفيضانات
الأخيرة في الصومال وليبيا والمغرب، وليست هذه سوى أمثلة قليلة عن تداعيات أزمة تغير المناخ. لذا يُمكن القول بأنّ
التحلّي بالمرونة لم يعد أمراً جيداً فحسب بل ضرورة ملحّة، ويتطلّب منّا إرساء بناء بنية تحتية قوية ووضع أنظمة
اجتماعية وأنظمة حوكمة للعمل معاً في مواجهة هذه التحديات. ويُعدّ لقاؤنا اليوم أحد أشكال التعاون المطلوبة لضمان
استعدادنا والاستجابة بطريقة فعالة ومنسقة أثناء حالات الطوارئ، ممّا يسمح لنا بالتعافي بسرعة
أكبر وبأقل قدرٍ ممكن من الأضرار.
كما شهدت الجلسات الصباحية مشاركة بارزة من قبل مامي ميزوتوري، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للحد
من مخاطر الكوارث رئيسة مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، والتي تحدثت عن الالتزام المشترك لتعزيز
مستويات المرونة على الصعيد العالمي والإقليمي والوطني.
وقالت ميزوتوري: أعرب عن تقديري العميق لدولة الإمارات العربية المتحدة لتفانيها في معالجة مخاطر المناخ، والتي
تعد منارة أمل في هذه الفترة التي تتعرض فيها جميع الدول والمدن لهجمات يومية من حالات الطوارئ المتعلقة بالمناخ.
لكن لا يكفي أن يجتمع الحكام المحليون والوطنيون ورؤساء بلديات المدن، إذ نحتاج اليوم إلى شراكاتٍ أكثر اتساعاً مع
القطاع الخاص وميادين العلوم التكنولوجيا والأوساط الأكاديمية. ولهذا السبب يعد هذا المنتدى في غاية الأهمية، حيث
يجمع مختلف الجهات المعنية في الفترة التي تسبق انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) مع دعوة
للعمل على توسيع نطاق المرونة الحضرية في مواجهة تغير المناخ.
وجاء في ختام الجلسات كلمة للمهندسة الكينية وعالمة البيئة نزامبي ماتي، التي تُعدّ مؤسسة شركة جينجي ميكرس
المختصة بالحدّ من النفايات البلاستيكية في كينيا عن طريق تحويلها إلى مصدرٍ لمواد البناء المتميزة لتعزيز شبكات
الأرصفة والطرق في نيروبي. وقامت شركة ماتي حتى اليوم بإعادة تدوير أكثر من 150 ألف طن من النفايات
البلاستيكية لتحويلها إلى مواد بناء، مما أدى بدوره إلى توليد 112 فرصة عمل للنساء والمنظمات الشبابية وجامعي
النفايات.
وأوضحت ماتي: عادة ما تسود أجواءً سلبية حول النقاشات الخاصة بتغير المناخ، إلّا أنّ التغييرات الإيجابية كفيلة
بإحداث فارقٍ حقيقي وفعال. وأنا اليوم هنا لأؤكد للجميع بأن الأمل لا يزال قائماً ونستطيع معاً التمهيد للمستقبل الذي
نريده. ولا تمثل النفايات البلاستيكية مشكلة في كينيا فحسب بل في جميع أنحاء العالم، حيث تؤثر على الجميع بطريقة أو
بأخرى. وإذا أردنا أن نبدأ التغيير، فنحن بحاجة إلى أن يلعب الجميع دورهم ولا يُمكننا فعل ذلك بمفردنا. وأدعو اليوم
الحضور إلى الانضمام لنا في رحلة بناء المستقبل المستدام، إذ نمتلك اليوم القدرة على إنشاء حوالي 300 ألف حجر
طوب باستخدام النفايات البلاستيكية، وقد قمنا حتى الآن ببناء أو تحديث 20 طريقاً في كينيا. وانطلاقاً من ذلك لكم أن
تتخيلوا ما الذي يمكننا تحقيقه عند حصولنا على الدعم المناسب الذي بإمكانه أن يبدأ هنا.
ويستعرض المنتدى على مدى يومين مواضيع رئيسية، بما في ذلك إدارة المخاطر واتباع منهجية اجتماعية شاملة للحد
من المخاطر، فضلاً عن التعاون مع القطاع الخاص ومزودي الحلول التكنولوجية والمبتكرين لوضع حلول للحد من
المخاطر.
وتتضمن قائمة المتحدثين الرئيسيين المؤكدين معالي اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء؛ والدكتور محمد دومان،
الأمين العام لمنظمة المدن المتحدة والحكومات المحلية في منطقة الشرق الأوسط وغرب أفريقيا؛ والدكتورة باتريشيا
مكارني، المديرة التنفيذية ورئيسة المجلس العالمي لبيانات المدن؛ والدكتورة نهال حنفي، نائب المدير الإقليمي للاتحاد
الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ وجينو فان بيغن الأمين العام
لمنظمة الحكومات المحلية من أجل الاستدامة.