عربي وعالمي
زاخاروفا حول العلاقات مع إفريقيا: لدينا الكثير من الأسود في الدبلوماسية الروسية
الخميس 27/يوليو/2023 - 02:51 م
طباعة
sada-elarab.com/693099
علقت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على صورة قديمة لها وهي تحمل شبلا صغيرا في مقر الوزارة بأن الدبلوماسية الروسية لديها الكثير من الأسود.
جاء ذلك في حديث صحفي مع جريدة "كومسومولسكايا برافدا"، ردا على سؤال الصحفي ألكسندر غاموف عن السبب في وجود "شبل" في وزارة الداخلية، وما إذا كان ذلك مرتبطا بشكل أو بآخر بالقمة الروسية الإفريقية في بطرسبورغ.
تابعت زاخاروفا ضاحكة بحسها الساخر المعروف:
"أعتقد أن لدينا في الدبلوماسية كثيرا من الأسود. إنها صدفة. الحقيقة أنه كان من المفترض أن يأتي إدغارد زاباشني (مروض شهير) إلى وزارة الخارجية، فسألته مازحة: "هل ستأتي مع النمر؟" لأنه في جميع الصور دائما ما يكون مع حيواناته التي يروضها.
لكنه أخذ الأمر على محمل الجد، وكانت مفاجأة كبيرة لنا عندما جاء مع شبل أسد صغير.
هي صدفة، لكنها ربما تكون أيضا رمزية، لأنني الآن في طريقي إلى بطرسبورغ لحضور قمة روسيا-إفريقيا، وهو حدث مهم جدا، سيكون مضمونه ثريا حقا".
وردا على سؤال بشأن شطب 20 مليار دولار من ديون إفريقيا كنتيجة للقمة الروسية الإفريقية عام 2019، وحول ما إذا كانت تلك الديون سوفيتية أم روسية، قالت زاخاروفا إنه من المستحيل الفصل بين فترتي التعاون السوفيتي والروسي مع الدول الإفريقية، ولفتت زاخاروفا الانتباه إلى مقابلة السفير المتجول بوزارة الخارجية الروسية أوزيروف الذي قال إن الاتحاد السوفيتي "فعل الكثير ليس فقط لتحرير بلدان إفريقيا وآسيا من القمع الاستعماري، إلا أنه أيضا قدم الدعم الاقتصادي للحكومات الفتية في هذه البلدان، لقد ساعدهم حرفيا من الصفر في إنشاء اقتصادهم الخاص، وبناء أنظمة التعليم والرعاية الصحية، وسعى إلى استعادة الثروات والثروات الطبيعية والثقافية والقيمية المفقودة". وروسيا، والحديث لزاخاروفا، بصفتها خليفة الاتحاد السوفيتي، تلتزم بهذا المسار.
وقالت: "كما ترى، نحتاج إلى النظر بشكل أعمق وأوسع لرؤية المنظور، ورصد مستوى الدعم الذي نحصل عليه الآن من الدول الإفريقية، وهي دول تتمتع بعدد كبير من السكان، ومعدلات تنمية جيدة جدا، ولديها إمكانات هائلة، وقاعدة من الموارد. كل هذا لم يتم بناؤه في الوقت الحالي، وليس في يوم واحد، وهذا هو رد إفريقيا على ما قدمه الاتحاد السوفيتي وروسيا إلى هذه الدول"، مشيرة إلى أن القمة ستتضمن 5 وثائق جاهزة للتوقيع.
وحول الفكرة الأساسية لاجتماع القمة الحالية، أشارت زاخاروفا إلى أنها المساعدة في تعزيز سيادة الدول الإفريقية وأمنها بكل الأبعاد، والوثائق الخمس هي إعلان سياسي عام، يتضمن خطة العمل المشترك في الفترة من 2023-2026، إضافة إلى 3 وثائق بشأن مكافحة الإرهاب وعدم نشر الأسلحة في الفضاء الخارجي، وأمن المعلومات الدولي. إلى جانب التوقيع على وثائق ثنائية.
وتابعت: "نتوقع كذلك أن تكون هناك مجموعة قوية للغاية من الاتفاقات في مجالات مختلفة تماما، حيث من الممكن فعليا تلخيص نتائج القمة الأولى، عام 2019، والتي نقلت تفاعلنا مع الدول الفردية والقارة ككل إلى آفاق جديدة تماما، بأنها رفعت من مستوى الاتصالات السياسية، وبالطبع من حجم التجارة، الذي تم تسهيله من خلال إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية".
وأكدت زاخاروفا على اهتمام روسيا بتكثيف الجهود في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مثل الطاقة النووية، واستكشاف الفضاء، وإدخال التقنيات الرقمية، مشيرة إلى أن لدى روسيا وإفريقيا إمكانات هائلة لهذا الغرض.
وفيما يتعلق بالأسمدة والحبوب، شددت زاخاروفا على أن هذه القضية هي قضية مفتعلة قام بتسخينها الغرب دون مراعاة للحقائق، كحملة علاقات عامة خاصة بالغرب. وتابعت: "أولا، مشكلة الجوع والدول المحتاجة في إفريقيا هي، ولسوء الحظ، مشكلة عميقة، ويجب حلها من خلال الجهود الجماعية، وليس من خلال حملات العلاقات العامة هذه.
ثانيا، لم يتم تصميم حملة العلاقات العامة في الغرب على الإطلاق لتزويد البلدان الأكثر فقرا واحتياجا بالأسمدة والأغذية. واليوم، رأيت تعليقات من ممثلي الدول الإفريقية الذين بدأوا في لوم أولئك الذين يقفون وراء هذه الحملة لأن البلدان التي تعاني من الجوع لم تحصل حتى على النصف، وإنما فقط على 3% فقط الإمدادات التي تم توفيرها".
وأكدت زاخاروفا إلى أن هذا هو ما يجب الحديث عنه، حيث يستخدم الغرب قضية الجوع لأغراض دعائية لحل أفكاره التجارية البحتة، وتابعت: "إنه مجرد نوع من النفاق الذي يقترب من السادية. لقد قاموا بالترويج لقضية الأمن الغذائي لمدة عام كامل. وبعد ذلك، اتضح أنهم ملأوا جيوبهم لدرجة أنهم تمكنوا من تدمير مزارعهم لأن الدول الغربية أصبحت مليئة بهذه الحبوب، ولم يتلق المحتاج أي شيء على الإطلاق، على الرغم من حقيقة أن روسيا أعدت الإمدادات حتى مجانا، للأغراض الإنسانية، إلا أن الغرب لم يسمح بذلك أيضا. بالمناسبة تم الحظر في كثير من الأحيان من قبل دول البلطيق.
سياساتنا مع القارة لا تستند إلى المساومة".
أشارت زاخاروفا كذلك على أن الأمم المتحدة تتعامل مع قضية الجوع والفقر وروسيا تأخذ ذلك على محمل الجد، إلا أنه عند مناقشة المساعدات الإنسانية لا يصح أن تكون المنفعة هي القضية رقم 1.
وتابعت: "لقد قالت إفريقيا للغرب "لا" بحزم لضغوط الغرب الذي يحاول ضمها إلى زمرة المناهضين لروسيا. وهم لا يفعلون ذلك لما قدمه الاتحاد السوفيتي لإفريقيا، وإنما هم يرون جوهر سياساتنا، التي لا تستند إلى المساومة. نحن نؤيد المساواة والمنفعة المتبادلة، لكننا ضد المساومة. مجرد مثال محدد حول قضية قد يسمعها البعض للمرة الأولى: إن الوضع صعب بشكل خاص في القرن الإفريقي، منطقة الصحراء والساحل، وذلك يعود إلى تغير المناخ ونزوح أعداد كبيرة من السكان نتيجة النزاعات. كثير من هذه النزاعات تثيرها قوى خارجية أو في سياق الاستعمار، ويبقى القضاء على الجوع هو أحد التحديات الرئيسية لإفريقيا، وستتم مناقشة ذلك في القمة".
وحول الوجود الروسي في القارة الإفريقية: لا يوجد سوى 60 ألف روسي في إفريقيا (معظمهم من النساء المتزوجات من أفارقة)، منهم 35 ألف في مصر، 6 آلاف في جنوب إفريقيا، و3 آلاف في المغرب. مقارنة بالصينيين الذين كانوا في دولة زيمبابوي وحدها، قبل 20 عاما 20 ألفا، والآن 80 ألفا. تساءل الصحفي: ألم يحن الوقت لاستكشاف إفريقيا على نطاق واسع؟ واستقبال مزيد من الطلاب من هناك؟
ردت زاخاروفا: "تقارن بالصين، وتعدادها أكثر من مليار نسمة. ولكن، التعليم هو بالتأكيد أحد القضايا المثيرة للاهتمام للغاية لتعاوننا. وكل من يزور إفريقيا يعرف أن اللغة الروسية مستخدمة هناك. هناك دول يمكنك فيها سماع اللغة الروسية في كل خطوة، بدءا من المطار. واللغة هي تطوير لصناعات بأكملها وخروج بالبلاد إلى مستوى جديد تماما في عدد من المجالات.
إن التنمية، بما في ذلك السياحة، هي عندما يعرف الناس بلدنا، ويعرفون كيفية جذب السياح، وتزداد شعبية القارة الإفريقية بين سياحنا.
أما بالنسبة لمواطنينا في الخارج، فأنتم على حق تماما، وجودنا الإنساني هناك ضروري".
وتابعت زاخاروفا: "لقد عقد المؤتمر الأول لمحبي روسيا في موسكو، كان هناك عدد كبير من هؤلاء من إفريقيا فقط. إنهم يحبوننا، ويعرفوننا، وينتظروننا، ويتصلون بنا كثيرا، ويأملون كثيرا في التواصل معنا. هم يدركون أنه في الأحداث الدرامية الراهنة، فإن روسيا لا تدافع فقط عن نفسها، بل عن العدالة والحقيقة للعالم بأسره".