اقتصاد
مدير مكتب وزارة السياحة بالإسكندرية: بدء الاستعدادات الخاصة باستقبال فصل الصيف من خلال تكثيف الرقابة على الفنادق والمنشآت السياحية للتأكد من جاهزيتها
هناك مطاعم وكافيتريات تتأهل لزيادة الطاقة الإيوائية وبعض الفنادق بدأت التفكير خارج الصندوق بتطوير استخدامات بعض الأماكن بها
نتطلع إلى تعظيم موارد النقد الأجنبي من خلال استجلاب السياحة الوافدة التي تحقق دخل من العملة الأجنبية
ادعم الشباب الذين يستخدمون التسويق بالأساليب غير النمطية في الترويج السياحي
نأمل أن يكون للإسكندرية حصة سوقية أعلا من السياحة الأوروبية الوافدة خلال الشتاء القادم
من جديد يقترب الموسم السياحي الذهبي لعروس البحر الأبيض المتوسط الذي تتألق فيه صيفًا لاستقبال ضيوفها من المحافظات المجاورة أو الوافدين من الدول العربية والأجنبية للتمتع بأجمل الشواطئ السياحية على الإطلاق والشمس الساطعة والمناطق الأثرية العريقة والسياحية المتميزة، وتقوم وزارة السياحة ببدء استعداداتها لتجهيز الثغر لاستقبال زائريها وفق خطط معدة لاستيعاب نسب التشغيل الكاملة خلال فصل الصيف، يحدثنا عن تلك الاستعدادات عبد الوهاب محمد مدير مكتب وزارة السياحة بالإسكندرية.
هل بدأ مكتب وزارة السياحة بالإسكندرية استعداداته لاستقبال فصل الصيف؟
بالفعل بدأنا العمل في خطة الاستعداد لفصل الصيف خلال الفترة الانتقالية ما بعد انتهاء إجازة العيد حتى فترة اداء الامتحانات، والتي تكون فترة توقف أو هدنة حيث تعود خلالها نسب الاشغال إلى أقل من المعتاد؛ نظرًا للانشغال بالتجهيز والاعداد لامتحانات آخر العام على مستوى جميع المراحل التعليمية.
ونستغل تلك الفترة في تأهيل الفنادق لاستقبال فصل الصيف وموسم الإجازات، من خلال تنفيذ خطتنا السنوية المعتادة ببدء تكثيف عمليات التفتيش على الفنادق التي تخضع لإشراف ولاية وزارة السياحة، حيث يتم تقسيمها على أسبوعين أو ثلاثة على الأكثر بحيث ننتهي من مسحها جميعا والاطمئنان أنها بحالة جيدة.
ونركز خلال تلك الفترة على الاهتمام بشقين الأول التأكد من سلامة المبنى والمرافق والمطبخ والغرف والتشديد على إنهاء كافة أعمال الترميم والتطوير خلال فترة زمنية محددة قبل بدء الصيف، بالإضافة للشق الثاني وهو الموارد البشرية من العاملين وأعمال الإعداد والتأهيل للكوادر داخل الفنادق من خلال الدورات التدريبية والتي تهتم الوزارة بعقدها في تلك الفترة أيضًا.
كما نقوم في شهر مايو من كل عام بعقد دورات بالتعاون مع الاتحاد الدولي للغوص والإنقاذ في الاسكندرية برئاسة كابتن سامح الشاذلي، من خلال خطة معلنة للتدريب في أحد الفنادق، لتأهيل مسئولي إنقاذ مدربين لتأمين الشواطئ وحمامات السباحة بالفنادق بشهادة معتمدة، وبالفعل أتت ثمار تلك الدورات حيث حققنا نسبة صفر حوادث لفترة طويلة لتأكيدنا على وجود عامل أو اثنين من عمال الإنقاذ مدربين ومؤهلين ومتواجدين بصفة يومية بالشواطئ وحمامات السباحة التي تمتلكها الفنادق السياحية.
كما بدأت بعض الفنادق بالتفكير خارج الصندوق، وذلك بعد اعطائهم الضوء الأخضر لاحتياجنا لمثل تلك التجارب، عن طريق إعادة تأهيل أماكن بها من خلال تغيير أماكن المرافق واستخدام الحدائق كقاعات للأفراح والمناسبات بشكل أكثر ملائمة للعصر لتكون مناسبة خلال فصل الصيف، وتأهيل المطاعم والكافيتيريات لتستقبل عدد أكبر من حيث الطاقة الإيوائية.
وما هي أهم الملفات التي تشغل اهتمام وزارة السياحة بالإسكندرية حاليًا؟
نركز خلال الفترة الحالية على فكرة استجلاب السياحة الوافدة التي تحقق دخل من العملة الأجنبية، بجانب السياحة المحلية بالطبع، ولكن نتطلع بشكل كبير إلى تعظيم موارد النقد الأجنبي، وطبقًا للشهر الحالي لدينا إخطار من مصلحة الموانئ يفيد بوصول أربع سفن عملاقة على متنها عدد يتراوح ما بين 2200 سائح إلى ألف سائح من مختلف الجنسيات بإجمالي تقريبًا 6 آلاف سائح خلال الشهر الحالي على أيام متفاوتة بميناء الإسكندرية، وهي خطة متزايدة خلال فصل الصيف.
وبالطبع يتم توجيه شركات السياحة وشركات الملاحة المسئولة عنهم لتوزيع المزارات على جميع الأماكن السياحية وتحقيق الاستفادة لجميع المطاعم وتنظيم برامج متنوعة تغطي جميع المزارات السياحية.
وماذا عن ملف الترويج السياحي في ظل الوسائل المستحدثة حاليًا؟
بالفعل حدثت قفزة فيما يخص التسويق وأصبحنا نتحدث عن التسويق الاليكتروني فكلمة التسويق فقط لا تكفي حاليًا بل تقترن دائما بالوسائل الاليكترونية، وفوجئت بقطاع الشركات السياحية أن عدد كبير من الشباب الذين يتعاملون مع السوق السياحي حاليًا يستخدمون فكرة التسويق الاليكتروني أكثر من التسويق بالطريقة النمطية، وقد استضفت عدة شباب منهم بالمكتب لاقترب من وجهة نظرهم ووجدت أنهم صنعوا أفلام ترويجية جميلة للغاية لجميع المزارات السياحية لعدة محافظات على نفقتهم وذلك من خلال هواتفهم باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة ونشرها عبر صفحاتهم.
وقد أعجبت بتلك الفكرة للغاية باستخدام التسويق من شخص لشخص، وداعم لهم بشدة وشجعتهم على الاستمرار ونشر تلك الأفلام الترويجية ومساعدتهم في حال حاجتهم لدعم من خلال بيانات أو معلومات أو تسهيل نشرها على صفحات معتمدة وموقع الهيئة المصرية لتنشيط السياحة.
هل حققت السياحة الأوروبية الإقبال الكثيف المتوقع خلال الشتاء الماضي؟
بالطبع، وقد كانت الحرب الروسية الأوكرانية كظرف دخيل على العالم بأكمله وبالتحديد مصر أحدث تأثير في وجود السوق الأوربية بمصر ولكنه تأثير إيجابي، إلا أن الإسكندرية لم تنل منه النصيب الأكبر لعدم انتهاء أعمال التطوير بها مثل المتحف اليوناني الروماني ومتحف الإسكندرية القومي وغيرها من أماكن أثرية وسياحية وبالتالي المقومات كانت غير كافية، ولكن إذا تحدثنا عن مصر بأكملها فقد استفادت للغاية من هذا الإقبال وكان موسم شتوي ناجح للغاية على مستوى السياحة الأوروبية الوافدة بدليل المدن الشتوية الدافئة مثل مرسى علم والعين السخنة وشرم الشيخ وساحل البحر الأحمر بأكمله كانت طوال الشتاء مكتملة نسب التشغيل.
ونأمل في أن يكون للإسكندرية خلال الشتاء القادم حصة سوقية أعلا من السياحة الأوروبية الوافدة.
وما الجديد فيما يخص خطط الوزارة لاستجلاب سائحي شرق أسيا؟
بدأت الشركات بالفعل في استقبال وفود من سائحي شرق أسيا، صحيح ليس بعدد كبير جدًا ولكن معقول، ولعل المواطن السكندري قد لاحظ خلال تجوله الأيام السابقة بمحطة الرمل وجود حافلات بها سائحين من جنوب شرق أسيا، وقد جاء ذلك بعد السماح عودة حركة الطيران بدول مثل الصين التي قامت بفتح مجالها الجوي بعد جائحة كورونا، وبالمناسبة عودة حركة سياحة شرق أسيا ليست للإسكندرية فقط بل لجمهورية مصر العربية بأكملها.
هل أحدث تطبيق الطيران الداخلي منخفض التكاليف أثر واضح على القطاع السياحي؟
الطيران الشارتر يظل الاختيار رقم واحد في خفض تكاليف الطيران فهو سلاح مؤثر وفعال، لأنه يحقق الهدف المرجو منه وهو الوصول للمقصد بأقل التكلفة، ما ينقصه فقط هو عدم الترتيب للخطة الزمنية لذا يسمى طيران عارض تخضع له ولا يخضع لك، وتلك هي المشكلة الوحيدة التي تواجه السائح، إلا أنه لا يزال يحقق أهدافه في منطقة البحر الأحمر عموما وجنوب سيناء حيث تجد جزء كبير من السياحة قائم على الطيران العارض، والدولة تدعمه بشدة وتضع له تسهيلات كثيرة ليقوم بدوره في دعم القطاع السياحي.
ما هي آخر مستجدات مسودة التوصيات التي أصدرتها اللجنة التي تبحث أوضاع الفنادق غير المُقيمة سياحيًا وغير المرخصة؟
تم توزيع التوصيات على الفنادق غير المُقيمة سياحيًا وبدأ يتضح صداها حيث أبدت الكثير من الفنادق رغبتها في الانضمام تحت مظلة وزارة السياحة ومن بينهم من يستطيع تنفيذ الاشتراطات وهم الأعداد الأقل، والعدد الأكبر منهم غير المؤهل للدخول في مظلة وزارة السياحة لعدم قدرتهم تطبيق كامل التوصيات وبالتالي سيظلون حائرين ما بين عدم قدرتهم على الاستمرار أو تطبيق التوصيات؛ لذلك بدأنا بوضع خطة لتقليل المواصفات السياحية لتستوعب عدد أكبر من هذه الفنادق؛ نظرًا لتأثيراتهم السلبية.
وهناك بالفعل من تجاوب منهم وأقر بعدم استقبال سياحة أجنبية وسيكتفي بالسياحة المحلية فقط لا غير، وهناك جزء آخر بدأ يفكر في إعادة استثمار المكان في مشروع آخر؛ لذلك أكبر تحدي يواجهنا الآن هو عامل الوقت، لأن سياسة المقاومة والتحويل تتطلب وقت أكبر من عملية التأسيس، خاصة وأنها فنادق قائمة بالفعل من الستينيات والسبعينيات فنحن نتحدث في تاريخ كبير ونأمل في أن يكون هناك تحسن في هذا الملف.
بالنسبة لغير الملتزمين بشكل متعمد، هل هناك جهة مسئولة عن ملاحقتهم قانونيًا؟
بالطبع، ونظرًا لأن تبعية تلك المنشآت ليست للوزارة إنما تتبع الأحياء والمحافظة، وبالتالي ستكون المحافظة مع الإدارة المركزية للسياحة والمصايف هي جهة الملاحقة.
هل تم تحديد مواصفات الأماكن الجديدة من "شقق فندقية ومخيمات وغيرها" بقانون المنشآت الفندقية والسياحية الجديد؟
بالمناسبة بسبب الفنادق غير الخاضعة لإشراف وزارة السياحة تم وضع مصطلح الشقق الفندقية البسيطة أو منخفضة التكاليف من أجل اجتذاب الجزء الذي لا نستطيع جذبه من خلال السياحة، ليكن خاضع للرقابة، ويعكف حاليًا الزملاء القائمين على المشروع بالإدارة العامة بالقاهرة على وضع مواصفاتها، وسيتم الانتهاء منها واعتمادها من الوزير في أقرب فرصة.
ماذا عن آخر تطورات السياحية العلاجية بالإسكندرية؟
مثلما ذكرت لكي أن هناك فنادق قد بدأت إعادة تأهيل أماكن بها، وبعد فرض وجود عيادات خاصة بكل فندق بعد ظهور جائحة كورونا ترسخت فكرة وجود طبيب بالفندق واستطعنا الاستفادة منها عن طريق أن يقوم الطبيب بإعطاء ارشادات للمقيمين بالفندق وتنظيم كورس غذائي في قائمة الطعام عن طريق اختيار أصناف محددة.
وهو بالمناسبة انتشر في قوائم طعام معتمدة بشهر رمضان واستمر لبعدها حيث تم إتاحة أغذية صحية لمن يعانون من بعض الأمراض مثل السكر أو الحساسية من أنواع معينة من الطعام مثل الحليب أو يعانون من نسب أملاح مرتفعة أو قصور في الكلى أو الكبد أو من يتبعون أنظمة غذائية لإنقاص الوزن وغيرها بوضع بدائل صحية، وهو ما يندرج تحت السياحة العلاجية، وبدأت تتضح فكرة أن الحساسية من بعض أنواع الطعام أصبحت ضرورة وليست رفاهية، ومتاح بالفنادق خمسة نجوم، وهو مطلب اساسي خاصة للوافدين من دول أجنبية التي لا تتواجد بها أشعة الشمس طوال العام ويعانون من نقص في الفيتامينات وخاصة فيتامين "د" جراء ذلك.
كيف سيؤثر الانتهاء من أعمال تطوير الأماكن الأثرية والسياحية على نسب الإقبال؟
الانتهاء من التطوير سيؤدي على المدى القصير إلى تعدد المزارات وبالتالي سيكون هناك تنوع في طول فترة البرنامج وتعدد المزارات وبالتالي تعظيم المنتج السياحي، وبدلًا من تنظيم برنامج يستغرق يوم أو اثنين سيُتيح برنامج لعدة أيام وبالتالي زيادة فترة إقامة السائح، وعلى المدى الطويل سيكون لدينا في الخطة التسويقية القادمة عدد أكبر من الشركات التي تمتلك الحافز على القيام بعمليات تسويق لاستجلاب السياحة الأجنبية ليحقق من ورائها العائد المرجو، وهو ما نأمل في تحقيقه بالإسكندرية لتعود كما كانت تتصدر العدد الأكبر من سياحة الاستجلاب.