عربي وعالمي
مركز الشباب العربي.. تجارب للإبداع الشبابي تبدأ من الحرف والمحتوى لتصل حتى الفضاء
الأحد 12/فبراير/2023 - 12:57 م
طباعة
sada-elarab.com/674709
جلسات ملهمة في الاجتماع العربي للقيادات الشابة ضمن القمة العالمية للحكومات
تجارب للإبداع الشبابي تبدأ من الحرف والمحتوى لتصل حتى الفضاء
عمران شرف: لم نبدأ من الصفر بل من حيث انتهى الآخرون. وقد نجحنا ووصلنا بالعرب لأول مرة في تاريخنا إلى المريخ
هنادا طه: مهم أن نقف متجذرين في مكان وأن نقول نحن من هنا من هذه الأرض كعرب
محمد النغيمش: ربع من حصلوا على جائزة نوبل هم من الشباب
أحمد غندور: ليس كافياً أن تمتلك الحقيقة بل أنت بحاجة إلى شرحها
خالد غطاس: لا يمكن لأي سردية أن تنجح دون عاطفة. ويجب أن يكون الشباب هو ناقل السرد نفسه
هوامش الإبداع مفتوحة أمام الشباب والمهم أخذ زمام المبادرة
المشاريع الشبابية المبتكرة قد تبدأ بالتعبير عن الذات لتصل إلى مشاريع على مستوى الأوطان
قصص النجاح الفردية والجماعية تبني سردية إيجابية عن الهوية
قدّم مجموعة من الخبراء والمختصين الذين شاركوا في "الاجتماع العربي للقيادات الشابة" المنعقد ضمن أعمال "القمة العالمية للحكومات" سلسلة تجارب نوعية جمعت بين علوم الفضاء وصناعة المحتوى الرقمي المؤثر وتنمية السلوك الإنساني وفنون الإدارة والحوار وبحوث تعليم اللغة العربية، سلطت الضوء على قدرات الشباب وإمكاناتهم والفرص التي يمكنهم صناعتها إذا ما توفر لهم الدعم اللازم والموارد.
الحلم معاً
وعرض سعادة الدكتور عمران شرف، مساعد وزير الخارجية لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات، تجربة "مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ" (مسبار الأمل) الذي حمل العرب إلى المريخ، وأثبت أن الشباب العربي قادر وبجدارة على إثراء المعرفة والمساهمة في المجتمع العلمي العالمي.
وقال الدكتور عمران شرف: "في نهاية عام 2013 التقى معنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، طالباً أن نبدأ مشروعاً يبعث الأمل في الشباب العربي في منطقة كانت عبر العصور والحضارات مهداً للعلوم والبحوث."
وأضاف الدكتور: "في صيف 2014 أعلنت دولة الإمارات أنها سترسل مسباراً إلى دولة المريخ. وكانت أمامنا فقط ست سنوات لإطلاق المهمة الفضائية التي تحتاج عادة من 10 إلى 12 عاماً. والجميع قال إن الأمر مستحيل، لكننا خرجنا بنهج إماراتي عربي مبتكر استفاد من تجارب الآخرين من خلال فريق من 200 إماراتي. ولم نبدأ من الصفر بل من حيث انتهى الآخرون وتعاوننا مع المجتمع العلمي العالمي. وقد نجحنا ووصلنا بالعرب لأول مرة في تاريخنا إلى المريخ."
وختم الدكتور عمران شرف بالتأكيد على الأثر المضاعف والمتوسع للمبادرات الجريئة التي لا تعترف بالمستحيل قائلاً: "بفعل مشروع مسبار الأمل لاستكشاف المريخ والنجاح الذي حققه، تم لاحقاً إنشاء مجلس علماء الإمارات وثم إنشاء قطاع متخصص بوزارة الخارجية لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة."
عبّر بالعربية
من جهتها، نوّهت الدكتورة هنادا طه، مدير مركز زاي لبحوث تعليم اللغة العربية، بكون الاجتماع العربي للقيادات الشابة يركّز هذا العام على الهوية واللغة العربية.
وفي جلستها بعنوان "ثنائية اللغة والشباب"، قالت طه: "السؤال يجب أن يكون: ماذا تستطيع اللغة العربية أن تقدم للشباب؟"
وقالت الدكتورة طه إن هنالك توقعات بأن يتراجع عدد السكان في عدد من مناطق العالم، لكن بالمقابل قد يزيد عدد سكان المنطقة العربية إلى ثلاثة أرباع مليار إنسان خلال عقود، وهذا سيكون حدثاً وازناً في السردية العربية، ويمنحنا المزيد من الفرص لتحقيق أحلامنا.
وأوضحت الدكتورة طه: "عرفنا من استبيان مركز الشباب العربي بأن 72% من الشباب العربي يريدون أن يؤسسوا مشاريع خاصة بهم. ووجود 60% من الشعب العربي دون سن 30 سنة يعني أن هناك فرص هائلة للشباب ومن يفكر في مشاريع في المحتوى العربي مثلاً."
وأكدت طه: "مهم أن نقف متجذرين في مكان ما وأن نقول نحن من هنا من هذه الأرض كعرب. وسنفوز بأن نحوّل اللغة العربية إلى فرص ومشاريع وسلطة. اللغة العربية احتمالات مستقبلية.
تقريب البعيد
بدوره، قال الدكتور محمد النغيمش، الكاتب والباحث المتخصص في الإدارة الرئيس التنفيذي لـ "الروافد الاستشارية" في ثقافتنا العربية أشياء جميلة بسيطة قد لا ننتبه إليها كالمجلس الدائري أو الطاولة المستديرة الذي تمنح الجميع قيمة متساوية على الطاولة.
وتساءل النغيمش: "ألم يحن الوقت لإعادة تأهيل من يتولون أمر الشباب ليستطيعوا استكشاف المواهب والمبتكرين والمبدعين ومحبي العلوم؟ يجب أن يكون عندنا نظام الكشّاف عن الكفاءات، كالذي يبحث عن المواهب الرياضية."
وأضاف النغيمش: "ربع من حصلوا على جائزة نوبل هم من الشباب. وهذا يعني أن شباب هؤلاء كان زاخراً بالمعرفة والتحصيل والعلم."
واستشهد النغيمش بشدة انضباط نجيب محفوظ الذي كان يكتب ثلاث ساعات فقط في اليوم لا أكثر ولا أقل، مبيناً أن مثل هذا الروتين الممنهج هو ما يصبح عادة إيجابية تحقق الإنجازات.
وختم النغيمش جلسته بعنوان "نحن والآخر" باقتراح إطلاق مبادرة من الاجتماع العربي للقيادات الشابة بعنوان "بنك أفكار الشباب"
الأسلوب والمضمون
من جانبه عرض الإعلامي أحمد غندور لكيفية تطوير المحتوى لتعزيز الصورة، معدداً المكوّنات والتقنيات المطلوبة لإعداد المحتوى الرقمي المؤثر الذي يصل ويشرك الشباب.
وقال غندور المعروف لدى جمهور عربي عريض بالدّحيح إن عظمة نظرية النسبية هي أنها جامعة، لكنها غامضة بالنسبة للناس. لذلك فإن الحقائق تحتاج إلى حكاية تقرّبها إلى الناس.
وأضاف: "لو لم نمتلك سرديتنا سيحاول غيرها التحدث بدلاً عنا، وليس بالضرورة أن نتفق مع حديثه. فليس كافياً أن تمتلك الحقيقة، بل أنت بحاجة إلى شرحها."
وختم الغندور بالقول إلى العلم بحاجة إلى الإعلام كي يصبح شعبياً ومرغوباً ومطلوباً لدى الشباب.
مرونة بذكاء
من جهته، قدّم الدكتور خالد غطاس، المؤثر والمتخصص في السلوك البشري، تصوراً لقيمة السرد القصصي في تشكيل الهوية والسمعة للشباب العربي في عالم سريع التغيّر.
وأوضح أن سردية الشباب العربي يجب أن تروي قصته هو، وأن استيراد أي سردية لا يمكن أن يعيش. ونحن بحاجة إلى بحث إنساني دقيق لإنتاج سرد متفرد ينبع من مجتمعنا.
وبيّن غطاس أن الانقطاع في السرد يقتله، وأن الهوية مثل المعرفة شيء يتراكم. وأضاف غطاس: "لا يمكن لأي سردية أن تنجح دون عاطفة. ويجب أن يكون الشباب هو ناقل السرد نفسه."
الاجتماع العربي للقيادات الشابة
وتحت رعاية سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مركز الشباب العربي، تستضيف "القمة العالمية للحكومات" فعاليات النسخة الثانية من "الاجتماع العربي للقيادات الشابة" بحضور وزراء الشباب وقادة مؤسسات العمل الشبابي؛ ونخبة من القيادات الشابة في المنطقة والعالم. وتسلط هذه النسخة الضوء على ثنائية الهوية واللغة العربية، وأهمية تعزيز ارتباط الشباب بهما للارتقاء بسرد الحكاية وبصورة الإنسان العربي. كما سيعرض الاجتماع أفضل الممارسات والاستراتيجيات العربية في مجال تمكين الشباب والاستثمار في طاقاتهم لتعزيز إسهاماتهم في مختلف مجالات التنمية من خلال بناء قدراتهم ورفدهم بالمهارات.