منوعات
من هو ابن نباتة؟
الخميس 01/سبتمبر/2022 - 06:34 م
طباعة
sada-elarab.com/653396
مخطئ من يظن أن الشعر العربي لم يخرج أروعه وأفضله إلا من الجزيرة العربية فحسب. فلقد ساهمت الفتوحات الإسلامية من جهة وانتشار الإسلام من ناحية أخرى في انتشار اللغة العربية في أقطار عديدة، ليظهر من تلك الأقطار شعراء يتغنون بأجمل الأبيات الشعرية المتميزة.
وحديثنا اليوم عن أحدهم. إنه ليس المتنبي ولا أبو تمام ولا البحتري. فهذه الأسماء مشهورة بما يكفي ونظن أنها لا تحتاج إلى مقالنا لتعريف القراء الأعزاء بها. وغنما حديثنا سوف يكون عن ابن نباتة.
ذلك الشاعر المصري الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي مبدعا مجموعة من الدواوين والأبيات الشعرية الرائعة. وإليكم الآن عبر السطور القليلة القادمة أهم ما جاءنا عن سيرته.
ابن نباتة الشعر لديه هواية لا وظيفة
وربما هذا الأمر هو ما جعله متميزا في شعره عن المتنبي وأبو تمام وغيرهم ممن جعلوا الشعر حرفتهم. فهو لا ينتظر من شعره مكسبا ماديا ولا إعاشة. إذن فهو يكتب لحبه في الكتابة لذلك يكتب مشاعره الصادقة لا ليتقرب بشعره لهذا أو لذاك. فقد كانت له مناصب أخرى مثل نظارة القمامة في القدس وصاحب سر السلطان في القاهرة التي ولد بها ومات لهذا أخذ لقبه (المصري). وكون الشعر هواية لدى ابن نباتة فهذا لا يعني إطلاقا ركاكة هذا الشعر بل على العكس كان قوي الصياغة ومبهر التصوير.
ابن نباتة له تلامذة ومؤلفات كثر
إذ يمتاز هذا الشاعر بغزارة إنتاجه الشعري. فوصل لنا منه الكثير من المؤلفات. والتي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مطلع الفرائد وسرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون وتلطيف المزاج في شعر ابن الحجاج وديوان شعر قصائده مرتبة حسب الحروف الهجائية. كذلك لابن نباتة تلامذة كثر على رأسهم بالطبع صلاح الدين الصفدي الذي كان له بصمة أدبية قوية لا تقل قوة عن بصمة أستاذه. وهو ما يؤكد قوة ابن نباتة كشاعر حتى وإن كان الشعر ليس هو عمله الأساسي.
أما عدم الشهرة فيرجع إما لكون الشعر بالنسبة له هواية كما سبق وأوضحنا. أو لكونه عاش في حقبة المماليك المبهمة بالنسبة لكثير من الناس والمليئة بالعديد من الصراعات السياسية والتاريخية التي شغلت الكثيرين عن متابعة الحركات الأدبية والعلمية في تلك العصور.