رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

منوعات

عصر المغول

الخميس 01/سبتمبر/2022 - 03:07 ص
صدى العرب
طباعة
صدى العرب
امتد عصر المغول بين عامي 1206- 1368م، وقد شهدت هذه الفترة على ثاني أكبر امبراطورية في التاريخ من حيث المساحة بعد الامبراطورية البريطانية، والامبراطورية الأكبر في التاريخ التي تمتد في قارة واحدة (بالسيطرة على معظم قارة آسيا).

عصر جنكيز خان وتأسيس الامبراطورية المغولية:
شهد عام 1206م على بداية أعظم رعب بتاريخ أوراسيا، من خلال تأسيس الإمبراطورية المغولية وانطلاق عصر المغول، وذلك بعد أن توحدت بعض القبائل التركية والمغولية في المنطقة التي تعرف حالياً بدولة منغوليا.
سيطر تيموجين على حكم منغوليا بالعام 1206م، وأطلق عليه الاسم الذي اشتهر به وهو "جنكيز خان".
منذ عام 1207م بدأت عمليات التوسع والغزو التي كانت من خلال السيطرة قسم من التبت، ومناطق واسعة من شمال غربي الصين.
واصل المغول بقيادة جنكيز خان غزواتهم واندفاعهم تجاه العديد من المناطق فدمروا مملكة جين وألحقوها بإمبراطورتيهم.
كما ضموا العديد من المناطق الأخرى وأبرزها الدولة الخوارزمية في آسيا الوسطى ودمروها بالكامل، وفي العام 1223م أبادو الجيش الروسي السلافي لتزداد سطوة المغول وقوتهم أكثر من أي وقت مضى.
وفي عام 1227م مع موت جنكيز خان الذي أطلق عصر المغول كانت الامبراطورية قد وصلت لمساحة ضخمة تقارب الـ26 مليون كم2، من بحر قزوين إلى المحيط الهادئ، وهي مساحة تبلغ أربع أضعاف امبراطورية الاسكندر الأكبر أو الامبراطورية الرومانية.
علماً أن امبراطورية المغول في أوج قوتها وصلت إلى مساحة 33 مليون كم2 (وهو ما يعتبر أغلب مناطق العالم القديم، وما يقارب ال22% من مساحة اليابسة).

توسع المغول باتجاه أوروبا:
بعد أن مات جنكيز خان بعامين تولى ابنه الثالث "أوقطاي خان" دفة الحكم ليواصل الغزو الذي بدأه والده، وقد وصل إلى مناطق واسعة من روسيا وبلغاريا، ووصل المغوليون إلى كييف في العام 1240 وعملوا على تدميرها ونهبها.
كما احتل المغوليون هنغاريا وكرواتيا بعد سحقهم لجيوش الدولتين، وقد أجبروا سكان تلك المناطق على دفع جزية سنوية، وإظهار التبعية والخضوع للحكم المغولي، ليصلوا إلى قلب أوروبا ويدمروها وينهبوا المدن التي دخلوا إليها.
في نفس الوقت الذي شهد على غزو الجيش المغولي لمناطق واسعة في القارة الأوروبية، كانت قطع أخرى من الجيش تواصل سيطرتها على مناطق واسعة في آسيا وبالخصوص في الصين وكوريا.

جرائم المغول في العراق والشام:
توجه القائد المغولي هولاكو باتجاه بغداد التي كانت تحت الحكم العباسي الذي كان في أضعف أيامه (تحت قيادة المستعصم بالله) ليدخل المغول بغداد في العام 1258م، التي شهدت على مجزرة من أفظع المجازر عبر التاريخ.
فقد استبيحت المدينة وأهلها الذين قتل المغوليون معظمهم بوحشية (قتل ما يقارب 800 ألف إلى مليون إنسان)، كما قام المغوليون بتدمير المدينة والتخلص من الكتب التي اشتهرت فيها بعد إلقائها في نهر دجلة التي يقال أن لونه تغيير من لون الحبر للمصاحف والكتب التي ألقيت فيه.
بعد أن سقطت بغداد بيد المغول توجهوا إلى حلب شمال سوريا، والتي دخلوها في عام 1259م، فدمروها وقتلوا الكثير من سكانها بعد مجزرة بشعة استمرت لخمسة أيام ، وقاموا بسجن الأولاد وسبي النساء وسرقة الأموال والممتلكات.
واصل المغول زحفهم باتجاه دمشق التي وصلوا إليها في العام 1260م، وقد استسلم أهلها خوفاً من ملاقاتها مصير يشبه مصير حلب، وعلى الرغم من ذلك فقد عاث المغول فساداً فيها دون أن يصل حجم المجازر والإجرام فيها إلى ما يشبه ما واجهته حلب وبغداد.
معركة عين جالوت وبداية التراجع:
بعد سيطرتهم على بغداد وحلب ودمشق أكمل المغول زحفهم باتجاه غزة، لكن تنظيم جيش المماليك والخطة العسكرية المحكمة التي وضعوها، سمح لهم بقيادة سيف الدين قطز بإلحاق الهزيمة بالمغول في معركة عين جالوت بالعام 1260م.
تحررت دمشق بعد ستة أشهر من احتلالها نتيجة هذه المعركة، وبدأ عصر المغول مرحلة الانحدار بعد توقف زحفهم في معظم مناطق العالم فلم يصلوا إلى شمال إفريقيا وباقي الدول الأوروبية.
موت قوبلاي خان وتفكك الامبراطورية:
بعد أن مات قوبلاي خان في عام 1294م تمزقت الامبراطورية المغولية بسبب الصراع على السلطة بين خانات الجاكاتاي والقبيلة الذهبية، فباتت الامبراطورية أربع امبراطوريات أو أربع خانات، لكل خانة منها مصالح واهتمامات خاصة.
نقل خانات عائلة يوان الكبار العاصمة من قراقورم إلى منطقة خان بالق (التي أصبحت بكين لاحقاً).
بينما تمتعت الخانات الغربية الثلاثة باستقلال تام ولكل منها نموه وازدهاره، واستمر هذا الأمر حتى نهاية القرن الرابع عشر الذي كانت فيه معظم خانات امبراطورية المغول قد انتهت وتحللت، بينما استمر حكم عائلة يوان إلى القرن السابع عشر الميلادي.
وبذلك انتهى عصر المغول الذي شهد على إحدى أكبر الامبراطوريات في التاريخ، لكنه شهد كذلك على الكثير من المجازر وبحر من الدماء، وتدمير حضارات وثقافات كبيرة.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads
ads
ads