رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

منوعات

أثري يرصد ملامح التقديس المسيحي منذ القرن الرابع الميلادى ونشأته وارتباطه بمصر

السبت 07/أكتوبر/2017 - 01:47 م
صدى العرب
طباعة
أ.ش.أ

 أكد الدكتور عبدالرحيم ريحان ، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحرى بوزارة الاثار أن استخدام لفظ الحج المسيحي فى الإعلام غير دقيق والأصح هو التقديس المسيحي لأن الحج للمسلمين ، ويطلق عليه " حاج " ، والتقديس للمسيحيين ويقال له "مقدس ".

ورصد ريحان ، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم ملامح التقديس المسيحى منذ القرن الرابع الميلادى ونشأته وارتباطه بمصر ، موضحا أن فكرة الرحلة المقدسة نشأت منذ عهد الإمبراطور قسطنطين أول الأباطرة المسيحيين (323 – 337م) الذى أوقف الاضطهاد الذى لحق بالمسيحية وقامت والدته الإمبراطورة هيلانة بزيارة القدس من أجل الكشف عن رفات السيد المسيح والحصول على كافة متعلقاته ودعّم قسطنطين اكتشافها ببناء كنيسة "القبر المقدس" ومنذ ذلك الحين صارت الرحلة المقدسة إلى تلك البقاع تقليدًا قائمًا لدى المسيحيين حتى الآن .

وقال إنه منذ القرن السابع الميلادي وبعد الفتوحات الإسلامية ونتيجة سياسية المسلمين فى التسامح الديني تجاه الأماكن المقدسة زاد عدد المسيحيين المرتحلين إلى بيت المقدس ، وهناك وثيقة تاريخية تدل على مدى تسامح المسلمين تجاه قضية رحلة المسيحيين إلى بيت المقدس تعرف باسم "مفكرة بكنائس بيت المقدس" وتحوى حصرا لكنائس وأديرة مدينة القدس والمناطق المجاورة لها كتبت فى ظل العلاقات الودية بين الخلافة العباسية والإمبراطورية الكارولنجية ومن غير المعروف على وجه الدقة التاريخ الذى قضى فيه القانون الكنسى لأول مرة بجعل هذه الرحلة كفارة وهو ما يعرف بالتقديس التكفيرى الذى يقوم به الشخص الذى يرتكب جرمًا فيبعد بذلك فترة عن مكان الخطيئة .

واضاف أن أغلب المسيحيين الذين يذهبون إلى القدس كانوا يضعون مصر فى برنامجهم وذلك من خلال كتابات عديدة للمرتحلين المسيحيين إلى القدس عبر العصور فبين أعوام (381 – 384م) جاءت الراهبة إجيريا أو إثيرى قادمة من أوروبا إلى منطقة الجبل المقدس بسيناء عازمة على اتخاذ نفس الطريق الذى سلكه بنو إسرائيل فى رحلة الخروج من مصر إلى فلسطين عبر سيناء ووصفت صعودها إلى جبل موسى فقالت" إنها وجدت على قمته كنيسة صغيرة حيث أقيم قداس تلاه توزيع خيرات الله وشاهدت هناك كنيسة ومغارة سكن فيها النبى إيليا". 

وكشف عن عدد من الرحالة المقدسين عبر سيناء ومنهم المقدس بوستوميان من أهالى ناريون بجنوب فرنسا وقد جاء إلى مصر عام 400م بعد أن عبر البحر المتوسط فى أربعين يوما إلى الإسكندرية ثم توجه للقدس عن طريق سيناء وكان معه عدة مرافقين ، ووصف رحلته ، وجاء القديس أنطونين من إيطاليا إلى الجبل المقدس وذكر "أن عددًا هائلًا من النساك جاءوا لمقابلته ينشدون التراتيل وأنه كان لكل دير ثلاثة رؤساء أحدهم يجيد اللاتينية والثانى الإغريقية والثالث القبطية".

وأشار إلى أن المسيحيين القادمين من أوروبا كانوا يقيمون لعدة أيام بدير أبو مينا (مارمينا) بمريوط غرب الإسكندرية وكان به عدة حجرات كانت تستخدم مكاتب خاصة لشئونهم مما يدل على كم المسيحيون القادمون من أوروبا إلى سيناء وكان المقدّس يجهز نفسه روحانيًا ويرتدى ثوب التقديس ويضع الصليب الأحمر على الثوب ورداء الرأس ويأخذ نقودًا كافية ثم يتجه إلى البندقية أو جنوة أو مارسيليا إلى الإسكندرية .

وتابع أن الراغبين فى التقديس إلى جبل سيناء ودير سانت كاترين كان لهم الحق فى الإعفاء من الرسوم وهى 23 دوقة وتجهز قافلة المقدّسين بالجمال إلى سيناء، وللمقدّسين سواءً كانوا من الشرق أو الغرب الحرية فى قراءة القداس طبقًا لطقوسهم الخاصة فى كنيسة لاتينية خاصة قرب سكن الضيوف بدير سانت كاترين.

ووصف ريحان رحلة المقدس فى صعوده لجبل موسى حيث يصعد ثلاثة آلاف درجة ويعبر بوابتين من الصخر، الأولى يجلس فيها القديس اسطفانوس ليستمع لاعترافات المقدّسين ويتسلم شهادات إعترافهم قبل أن يسمح لهم بالصعود إلى البوابة الثانية حتى يصلوا إلى قمة جبل موسى ثم يهبط المقدسون إلى دير سانت كاترين و يأخذوا طريقهم للعليقة الملتهبة عن طريق الجناح المخصص لذلك وهو الجناح الشمالى بالكنيسة الرئيسية، وبعد زيارة العليقة الملتهبة يكمل المقدس رحلته بالتحرك للخلف عن طريق الجناح الجنوبى، وبذلك يأخذ تحركهم شكل حرف U"" حول ظهر شرقية الكنيسة.

وأكد أن الكثير من الملوك والأمراء كانوا على اتصال دائم بدير سانت كاترين ويمدونه بالهدايا ومنهم من ملوك فرنسا شارل السادس ولويس الحادى عشر والرابع عشر وإيزابيل ملكة أسبانيا والإمبراطور مكسيمليان الألمانى وقياصرة روسيا ولا تزال هداياهم بالدير حتى الآن ، موضحا انه أثناء زيارة المؤرخ نعوم بك شقير لدير سانت كاترين عام 1905 شاهد مقدسون روس قادمون للدير عن طريق السويس إلى ميناء الطور ومنه بريًا إلى سانت كاترين بعد زيارة الأماكن المقدسة بالطور ، كما ترك المقدّسون الأرمن نقوشهم الصخرية على هضبة حجاج التى تقع فى طريق رحلة التقديس .

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads
ads