الشارع السياسي
مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف
![صدى العرب](/upload/photo/news/6/4/600x338o/432.jpg?q=2)
أبرز كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة، اليوم السبت، عددا من الموضوعات المحلية جاء في مقدمتها احتفالات مصر بالذكرى الـ 44 لانتصارات أكتوبر 1973.
ففي عموده بصحيفة (الجمهورية)، قال الكاتب يحيي علي، إن الشعوب دائما.. تصنع التاريخ.. وتصوغ الانتصارات وتتخطى الأزمات وتتحول في لحظات إلى وقود للثورات ومواجهة التحديات.
وقال إنه وعلى مر التاريخ كان الشعب المصري هو المحرك الرئيسي لكل الثورات وحركات التحرر وتجاوز الأزمات ويبقي السر دائما في كل الانتصارات هو الإنسان المصري.. تحطمت على صخرته كل الحركات الاستعمارية.. وهو وقود نصر السادس من أكتوبر 73 والذي أعاد الكرامة المصرية والعربية واستعاد هيبة وصلابة وقوة الجندي المصري الذي تعرض لظلم كبير في حرب الأيام الستة في 5 يونيو 67.
وأكد أنه استطاع في سنوات معدودة أن يتجاوز الأزمة ويقف بقوة وصلابة خلف قيادته للنهوض من الكبوة حتى تحقق نصر السادس من أكتوبر واستعاد المصريون أرضهم كاملة بالتفاوض بعد الحرب وفي 30 يونيو 2013 استطاع الشعب بوحدته وإرادته أن ينقذ بلاده من الحكم الفاشي والهيمنة على مقدراته وقيادة البلاد نحو الهاوية لكن وعي الشعب ووحدته وتلاحم كل فئاته وطوائفه كان طوق النجاة في تصحيح مسار الثورة الشعبية وحماية الوطن من الدخول في النفق المظلم والصراع الطائفي الذي لا ينتهي إلا بسقوط البلاد.
وأشار الكاتب إلى أنه ومن هنا يبقى الشعب المصري كلمة السر في كل الثورات والانتصارات، ويبقى هو الرهان على عبور الأزمات وعندما اشتد وطيس حرب الشائعات وترويج الأكاذيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي واستغلال وسائل الإعلام الممولة لتمزيق الشعوب وإسقاط الأوطان.
وأضاف أن وعي الشعب بحجم التحديات وخطورة المؤامرات التي تحاك ضد وطنه هو الذي ينقذ البلاد.. والوعي هو الضمانة الوحيدة لعدم الانزلاق وراء الشعارات الجوفاء والأكاذيب البراقة باسم الحرية والديمقراطية ودس السم في العسل لإيهام البسطاء بأنهم رافعو لواء العدل والحرية وهموم الناس وهم يمضون بمن يتبعهم نحو الهاوية ولا هدف لهم إلا إسقاط الدول وتفتيت الأمة ووعي الشعوب بهذه الأهداف وهذا المخطط يحبط كل المحاولات ويحبط كل الأراجيف التي تروج عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد أن وحدة الشعب المصري وتلاحم طوائفه هي سر قوته وسر عظمته.. وعندما اجتمع بن جوريون مؤسس دولة إسرائيل لبحث مستقبل وطنه وآمنه بين دول الأمة العربية قال إننا نسعى ليس للبقاء وإنما نكون الأقوى ولكي نكون الأقوى علينا أن نفتت ونمزق أهم ثلاث دول حول إسرائيل "العراق وسوريا ومصر".
وتابع إن العقبة الكبرى مصر لتماسك شعبها وقوة وحدته وتلاحم نسيجه ويستعصي تمزيقه وفشلت كل محاولات غرس الفتنة بين فئات الشعب المصري وكلما حاول المغرضون ضرب وحدة المسلمين والمسيحيين الوتر الوحيد الذي يملكه أعداء الأمة فشلوا في ذلك.. وفي كل حادثة يخرج الشعب أكثر تلاحما وأكثر قوة وأقوى ترابطا.. إنه الشعب المصري كلمة السر في كل الانتصارات وتجاوزه الأزمات.
وفي عموده بصحيفة (الأهرام)، قال الكاتب والشاعر فاروق جويدة، إن الرئيس الراحل أنور السادات لم يأخذ حقه التاريخي أمام نصر أكتوبر وربما كان السبب في ذلك أن كامب ديفيد ظلمت السادات ومعه الحدث الأكبر في تاريخ العرب الحديث وهو نصر أكتوبر.
وأعرب الكاتب عن اعتقاده أنه سيجىء الوقت الذي يأخذ فيه السادات مساحة كبيرة من التاريخ الحديث لأنه كان صاحب أكبر إنجاز فيه.. إن الحروب والمعارك العسكرية والدماء التي تسيل من أجل تحرير الأرض والإرادة لها مكانة خاصة في صفحات التاريخ لأنها قليلة ولأنها ترسم صورة المستقبل حتى وإن كان الماضي هو أهم ما فيها ولهذا فإن أنور السادات سوف يحتل مكانة خاصة يسبق بها الكثيرين في تاريخنا المعاصر.
وأكد أن العالم كله كان يقف أمام حقيقة مؤكدة أنه لا حرب بعد نكسة 67 وأن إسرائيل قد تفوقت فيها على العرب واحتلت أجزاء في أربع دول عربية مرة واحدة وحين عبر الجيش المصري قناة السويس ودمر خط بارليف وأصبح يحارب على أرضه ووقف العالم مذهولا أمام "جراءة" القرار وضخامة الخسائر في الجانب الإسرائيلي وقدرة المقاتل المصري في سيناء والجيش السوري في الجولان وهذه الوقفة التاريخية التي وقفتها الدول العربية ابتداء بالمشاركة في الحرب بالرجال والسلاح وانتهاء بقرار قطع البترول الذي غير حسابات كثيرة.
وقال إن الشيء المؤكد أن صورة السادات قبل حرب أكتوبر لم تكن هي نفس الصورة بعد أن عبر الجيش المصري قناة السويس وحقق إنجازا عسكريا فريدا ولولا تدخل أمريكا في الحرب مع إسرائيل كانت هناك حسابات أخرى.
وأكد أن انتصار أكتوبر سوف يبقى صفحة مضيئة في تاريخ أنور السادات صاحب القرار وقيادات الجيش التي شاركت في هذه اللحظة التاريخية الفريدة ولولا نصر أكتوبر ما كان اتفاق كامب ديفيد الذي أعاد لمصر كل جزء من ترابها المقدس في يوم من الأيام سوف ينصف التاريخ أنور السادات الذي لم يأخذ حقه حتى الآن.
وقال إن الرئيس أنور السادات استطاع أن يسترد سيناء في معركتين كانت الأولى هي انتصار أكتوبر وكانت الثانية هي كامب ديفيد والسلام مع إسرائيل والمهم في النهاية أنه أعاد سيناء إلى مصر.
وفي مقاله بصحيفة (أخبار اليوم)، قال الكاتب عبدالله حسن وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة، إن انتصارات حرب أكتوبر المجيدة ستظل محفورة في عقول المصريين مهما طال الزمن لأنه في مثل هذا اليوم عبرت مصر الهزيمة وغسلت عار النكسة التي تعرضت لها عام 67.
وأضاف الكاتب أن الأبطال كانوا في سباق مع الزمن وبدأت على الفور عمليات إعادة بناء القوات المسلحة استعدادا ليوم النصر .. مؤكدا أن الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية كلف في ذلك الوقت للفريق محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة في فترة الإعداد للحرب بإعداد دراسة سرية للغاية حول أفضل وقت لعبور قناة السويس واختيار اليوم والساعة المناسبة لبدء العمليات العسكرية واقتحام خط بارليف.
وأشار إلى أنه ولضمان المزيد من السرية كتب الفريق الجمسي هذه الدراسة بخط يده في كشكول صغير وسلمه يدا بيد للفريق أول أحمد إسماعيل الذي عرضه على الرئيس السادات والرئيس السوري حافظ الأسد، في اجتماعهما، في الإسكندرية قبل الحرب بأسبوعين.
وقال الكاتب إن الرئيسين السادات والأسد أشادا بهذه الدراسة وأطلق عليها الرئيس السادات "اسم كشكول الجمسي"، وتقرر في هذا الاجتماع وعلى ضوء هذه الدراسة تحديد الجبهتين المصرية والسورية، وتم اختيار يوم السبت السادس من أكتوبر الذي يوافق عطلة يوم كيبور وهو أحد أيام الأعياد اليهودية التي يتفرغ فيه اليهود لتأدية طقوسهم الدينية ولم يتوقع اليهود أن يكون هذا اليوم هو اليوم الموعود الذي ينطلق فيه الأبطال على الجبهتين المصرية والسورية لبدء الحرب، بينما كانت عمليات الخداع الاستراتيجي التي قادها الرئيس السادات بنفسه قد حققت أهدافها وقصفت الطائرات المصرية مراكز القيادة والسيطرة الإسرائيلية في قلب سيناء وعبرت القوات القناة في الوقت الذي بدأ فيه الهجوم على الجبهة السورية وكان النصر العظيم الذي تحتفل به كل عام في يوم من أمجد الأيام في التاريخ الحديث.