اقتصاد
الأسباب وراء انخفاض اليورو
الأربعاء 06/أبريل/2022 - 04:36 ص
طباعة
sada-elarab.com/633940
في الآونة الأخيرة انخفض سعر اليورو مقابل الدولار الأمريكي لأسباب مختلفة، وكان انخفاض سعر اليورو مصدر لسعادة كلا من محافظين البنوك المركزية في الدول الأوربية، هذا بالإضافة إلى أوروبا نفسها، ولكن كان هذا الإنخفاض مصدر ضرر لكلاً من المستوردين ومن يقوم بجولة سياحية خارج قارة أوروبا، ومن المعروف أنه انخفاض سعر اليورو ينعش الاقتصاد الأوروبي ولكن يوجد له الكثير من المخاطر التي يخبأها في طياته.
هل انخفاض سعر اليورو فرصة لاقتصاد أوروبا أم مخاطرة؟
لم يكن انخفاض سعر اليورو في سوق تداول العملات الأجنبية وليد الصدفة أو فجأة، ويرجع السبب في ذلك في أن نظام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي كان يتجه إلى رفع نسبة الفائدة وفي الوقت نفسه كان البنك المركزي يعمل على الكثير من التسهيلات من أجل التيسير في عملية السياسة النقدية، ويرجع السبب في ذلك في أن الاقتصاد في الولايات المتحدة الأمريكية كان قد وجد زخم ضخم ، بينما كان مازال النمو الاقتصادي لسعر اليورو ذو معدل ضعيف.
وقام الخبير الاقتصادي للمصرف الألماني شتيفان شنايدر بأن الكثير من المحللين الاقتصاديين يتوقعوا أن ينخفض سعر اليورو ويكون مساوياً للدولار الأمريكي، وإن لم يكن ذلك فإن اليورو في وقتها سيكون مقارب لدولار واحد فقط على الأقل.
وإنما يرى شنايدر أنه يجب عدم القلق فيما يخص انخفاض سعر اليورو مقابل الدولار الأمريكي، إنما العكس ما هو يجب ينبغي أن يكون، ويرجع السبب في ذلك في أن انخفاض سعر اليورو سوف يكون سبب في جعل المشتريات في أوروبا أكثر جاذبية من ذي قبل، هذا بالإضافة إلي أنه يجعل الدول المصدرة والتي من أمثلتها ألمانيا تستفيد من هذا كثيراً، كما سيتسبب انخفاض سعر اليورو في جعل الشركات الأوربية أكثر قدرة من ذي قبل على منافسة اليابان والتي قامت في الآونة الأخيرة بتخفيض سعر العملة.
ومما لا شك فيه أن انخفاض سعر اليورو يتناسب تماماً مع خطط وسياسات البنك المركزي، وصرح رئيس البنك المركزي لأحد الصحف الألمانية أنه بالرغم من أن سعر اليورو ليس له دور فعال وكبير في سياسة البنك المركزي إلا أن استقرار سعره له دور كبير وفعال في استقرار الأسعار والنمو.
ولكي نضمن استقرار الأسعار ومتابعة المواصلة مع إدارة التضخم فإنه يوجد الكثير من الاستعدادات لتدابير إضافية يمكن استغلالها وتطبيقها عند الحاجة إليها في وقت الضرورة، وذلك وفقاً لم صرح به ماريو دراغي، وحلل الكثير من الخبراء الاقتصاديين ما صرح به ماريو دراغي والذي فسروه على أن ذلك يعني استعداد البنك المركزي الأوروبي لشراء كمية كبيرة من السندات الحكومية وذلك على نطاق واسع لا مثيل له.
هذا وتعتبر المضاربات سبب في زيادة سخونة سعر اليورو، والتي تعد مثلها مثل الخوف من انتهاء حالة التقشف في اليونان، أو من أنها قد تنسحب من منطقة اليورو، وقبل إجراء الإنتخابات البرلمانية في اليونان بثلاثة أسابيع يأتي حزب سيريزا اليساري في الصدارة وذلك بناء على الاستطلاعات في الرأي.
ومن المعروف أن هذا الحزب يرغب في القضاء على التقشف في اليونان، هذا بالإضافة إلى أنه ينادي ويطالب الدائنين الدوليين بإسقاط الديون على اليونان، والذي يعتبر فسخ للاتفاقيات مع الجهات المانحة .
وجاء تقرير في أحد المجالات بأن الحكومة الألمانية تعتبر أنه لا يوجد أمام اليونان والتي أثقلتها الديون سوى الانسحاب من الاتحاد الأوروبي وذلك إذا حاولت اليونان التخلي عن التقشف بعد إجراء الإنتخابات البرلمانية الخاصة بها.
وفي أحد اللقاءات مع كبير الخبراء الاقتصاديين فولكر هيلماير صرح بأن النقاش فيما يخص اليونان هو نقاش نفسي بالإضافة إلى أنه يمثل عبئاً ثقيلاً، والذي ينعكس أثره على أسواق المال.
وأضاف فولكر بأنه كل هذا يناسب خطط ماريو دراغي بلا شك ، وذلك لأنه يرغب في خفض سعر اليورو والذي يترتب عليه انعكاس إيجابي في مجال الاقتصاديات أوروبا ولا سيما جنوب أوروبا.
مخاطر أزمة جديدة
والضرر الذي يترتب على انخفاض سعر اليورو مقابل الدولار الأمريكي لا يتوقف على ما يعانية المسافرون إلى الولايات المتحدة الأمريكية فقط، بل يشمل أيضاً المنتجات التي يتم استيرادها من الخارج إلى أوروبا والتي لا شك أنها ستصبح مكلفة أكثر من ذي قبل بشكل كبير، والتي يتمثل أهمها في استيراد أجهزة الكمبيوتر الواردة من آسيا، ولكن يمكن أن يكون انخفاض سعر النفط في حال وجود يورو قوي إلى تأدية انخفاض بشكل أكبر في البنزين في المحطات الخاصة بتعبئة الوقود في منطقة اليورو.
هذا بالإضافة إلى أنه لا يمكن الإغفال عن المستثمرون الأجانب في منطقة اليورو يحققوا في الوقت الحالي خسائر فادحة، صرح كريستوف تسفيرمان محلل السوق المالي بأنه يخشى بأن يحقق اليورو انخفاض أكبر من الذي هو عليه في الوقت الحالي، كما أنه صرح في احد الصحف بأن اليورو قد يشهد انخفاض أكبر من الذي يتوقعه ويحبه المرء، وقد يكون بشكل أسرع، وفسر كريستوف السرعة في انخفاض اليورو بأن قوته تتلاشى بشكل سريع وتفقد الثقة بها، وقال كريستوف أن فقدان الثقة باليورو أكبر من التعايش مع يورو قوي، ويرجع السبب في ذلك في أن المصدريين الألمانيين الكبار يحققوا مكاسب أكبر وأقوى في ظل يورو مرتفع، والذي تعادل قيمته 1.40 دولار أمريكي، والذي يجعل لديهم قوة وقدرة مناسبة في مختلف الأوقات على المنافسة.
أسباب ضعف اليورو
صرح الخبراء والمحللين الاقتصاديين أنه يوجد الكثير من الأسباب وراء انخفاض سعر اليورو أمام الدولار الأمريكي، وفيما يلي سنذكرها:-
هو أن زوج اليورو وهوالدولار الأمريكي انخفض بنسبة كبيرة منذ شهر سبتمبر الماضي أما الأزواج الرئيسية، وذلك بنسبة 1.6% .
زوج اليورو ما زال بعيد كل البعد عن تحقيق أدنى مستوياته منذ عام كامل.
في الفترة الماضية صرح خبراء الاقتصاد بأن أداء اليورو كان على غير المتوقع، ولكن ليس بالشكل الكبير.
تسبب أداء اليورو الضعيف في الفترة الأخيرة إلى حدوث فرق في الأسعار الحقيقة المنخفضة، أو قد تسبب في انخفاض النمو الاقتصادي الأوروبي، أو تسبب في حدوث التدفقات في التحوط على حقوق الملكية.
وفي الفترة الأخيرة انخفض سعر اليورو مقابل الدولار الأمريكي بشكل كبير وواضح، والذي يتم تداوله الآن بسعر يقارب 1.1525 ، ويعد هذا أدنى مستوى لليورو منذ شهر يوليو لعام 2020 ، وقد يتعرض اليورو لكثير من الانخفاض في الوقت الحالي وذلك بسبب قوة الدولار الأمريكي.
فيما سبق قدمنا لكم كل ما هو متعلق بانخفاض سعر اليورو مقابل الدولار الأمريكي، وذلك من خلال ذكر الأسباب ، وتفسير وتحليل الخبراء الاقتصاديين هذا الانخفاض.
