منوعات
كوني أعزب.. رؤية جديدة لمعالجة مشاكل الحياة
يناصر البعض حياة العزوبية من منظور الحرية المطلقة فيقول: أنا أعزب إذا أنا حر. وآخرون يهاجمونها بوصفها "منبع الوحدة" وبداية المسؤولية الجادة. ومتفائلون يرون في حياة العزوبية بداية للانتقال إلى "عش الزوجية" ومرحلة لابد منها. "وعزاب حتى الموت" يجدون في العزوبية مأوى حياتهم الأول والأخير بكل ما فيه من إيجابيات وسلبيات فهم أقرب إلى حياة الرهبنة.
وصلت نسبة الشباب
الأعزب في مصر وفقا لما
كشفته دراسةٌ أجراها جهاز التعبئة العامة والإحصاء المصري أن هناك نسبةً متزايدةً
لغير المتزوجين بين الشباب المصري بلغت 37% منهم.
فالعزوبية أسلوب حياة
وهى محطة أساسية في حياة معظمنا فمنا ما يجبره دراسته أو عمله على دخول عالم
العزوبية ليتعلم الكثير ويكتشف قيمة أمه عندما يقوم بدور ربة المنزل فيغسل ملابسه
ويعد طعامه و ما إلى ذلك من مهام, منا أيضا من لا يمر بهذه المرحلة من الأساس
فينتقل من كنف أمه إلى كنف زوجته.
فمرحلة الانتقال من
الحياة مع الأسرة أو العائلة للحياة بمفردك والتغيرات الطارئة على حياتك تتمثل في
الاعتماد على نفسك في كل الأمور سواء البسيط منها أو المعقد اختصارا يصبح المرء هو
المسئول الأول عن سد متطلباته واحتياجاته.
يقول أحمد يحيي 22 سنة
الذي يدرس كلية التجارة بجامعة الأزهر: "هو صحيح لما كنت مع أهلي لا كنت بحمل
هم أكل ولا شرب ولا أي حاجة من الأساس, بس أحسن حاجة أنى بعمل كل إلى أنا عايز
أعملة بخرج و بسهر براحتى حرية الصراحة هو
من الأخر كده أنا ماشي بمبدأ "أنا أعزب إذا أنا حر" ودي أهم حاجه".
شتان الفرق بين حياة
العزوبية والحياة مع الأسرة فالبعض يري في العزوبية منبع الشعور بالوحدة متمثلة في
بعده عن أهله مع الوضع في عين الاعتبار دور الأصدقاء "صديق العزوبية"
فهل الأصدقاء بشكل عام يساعدون في حل مشكلة الشعور بالوحدة والبعد عن الأهل في
محاولة للتأقلم على حياة العزوبية
الجديدة؟.
يقول مرتضى 21 عام
الطالب بكلية الإعلام جامعة القاهرة:
"عندما التحقت بالجامعة وجدت نفسي أمام اختبارا صعبا جدا وهو كيف
أستطيع العيش بمفردي بالمدينة الجامعية خصوصا
أن أمي كانت تقوم بكل شئ من أجلي ولا اعرف
شئ خاص بالأمور المنزلية سواء إعداد طعام أو غسيل ملابس ولكنى مع الوقت اعتادت على
الأمر خصوصا عندما أصبح لي أصدقاء وساعدوني كثيرا في الخروج من أكثر مشكلة خاصة
أنني دون أصدقائي ما فارقني إحساس الشعور بالوحدة.
الحياة العاطفية أيضا
تلعب دورا كبيرا في التقليل من الشعور
بالوحدة فيعتقد البعض أن ارتباطك بالفتاة التي تعتبرها زوجتك المستقبلية بمثابة
الأمل للخروج من كونك أعزب إلى كونك متزوج أو على الأقل مرتبط بها.
أحيانا يكون الشعور
بالوحدة أفضل من صديق سوء ولكن الشعور بالوحدة قد يصبح وحشا لا يمكن ترويضه أيضا
وفى محاولة للتعمق في عالم العزوبية الممتلئ بالخفايا والأسرار خاصة تأثير الوحدة
على العزاب جاء الشاب محمد فوزي 20 عاما
قائلا: "بعد فترة طويلة من الانتقال
لحياة العزوبية لإتمام دراستي الجامعية أصبحت
تراوضني في كثير من الأحيان بعض الرغبات الجنسية الشاذة"
ويضيف فوزي أن ما ساعده هو الذهاب إلى دكتور نفسي واستطاع أن يتخلص من
مثل تلك الأفكار والرغبات.
ومن الناس من يجد في
العزوبية الحل الأمثل لهم فربما مصاعب الحياة وظروفهم السيئة وتقاليد الزواج الباهظة
صنعت بينهم وبين فكرة الزواج والاستقرار و الانتقال من حياة العزوبية إلى حياة
الأسرية والزوجية حائل وحدهم من بيدهم قرار إزالته.
يقول مصطفى النجار 33 عاما : "هي الحياة كده
حلوه أوى ومفيش أحسن من العزوبية اهو على الأقل لو يوم مفشيش أكل هتبات لوحدك جعان
مش انته ومراتك وعيالك ده لو انته أصلا قدرت تجهز شقه ومهر وشبكه وفرح وتتجوز
وتجيب عيال عشان كده انا قررت اخدها من قصيرها وأفضل عايش حياتي لوحدى مبسوط أنا
كده"
لم تأت تلك النظرة
التشاؤمية من فراغ فالوضع الاقتصادي والنفسي والاجتماعي يحتاج الى الكثير من
الإصلاحات لكى يستطيع مثل هؤلاء ان يغيروا تلك النظرة.
ولم تخلو مواقع
التوصل الاجتماعي من الصفحات التي تناقش
فكرة العزوبية وكيفية التغلب على تقاليد الزواج المكلفة كحملة عزاب مصر الذي أسسها
مصطفى إبراهيم وشعارها "العزوبية اختيار حياة" شعار اتخذه مجموعة من الشباب ليجمعوا
"عُزاب مصر" سوياً في حملة جديدة أطلقوها لمعالجة مشاكل الزواج من كافة
النواحي.
"أنت
المسئول الوحيد عن نفسك" جملة تستحق التمعن في معنى الحياة فالحياة سواء أعزب أو مع أسرتك تستلزم المواجهة بغض
النظر عن كونك أعزب أو متزوج الأهم أن
تواجه لأنك مسئول.