منوعات
"صدي العرب" ترصد قصص وحكايات أغرب من الخيال عن "فدان الجنة" في قنا
الأحد 21/نوفمبر/2021 - 07:18 م
طباعة
sada-elarab.com/614759
لمحة تاريخية
ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، أﻥ ﺍﻟﻤﻘﻮﻗﺲ ﺣﻴﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻟﻠﺼﺤﺎبى ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻋﻦ ﻣﺼﺮ ﻃﻠﺐ ﺍلاﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﻌﺪﺓ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻭهى " ﺍﻟﻘﺮﺍﻓﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ " ﻭﻗﺮﻳﺔ ﻫِﻮّ ـ ﺑﻜﺴﺮ ﺍﻟﻬﺎﺀ ﻭﺗﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻮﺍﻭ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺴﻜﻴﻦ - في ﺻﻌﻴﺪ ﻣﺼﺮ وتحديدًا بمركز نجع حمادي شمال قنا، ﻭﺍلتى ﻳﻌﻨﻰ أﺳﻤﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮنى "ﻃﻴﺒﺔ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ"، ﺍلتى ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﻣﺪﻳﻨﺔ " ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ " ، ﺑﻴﻨﻤﺎ أﺳﻤﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﻳﻘﺘﺮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﻌﺎﻳﺪﺓ ﺑﺎﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﺸﺎﺳﻌﺔ ، ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﺤﻮﻻﺕ ﻣﺼﻨﻊ ﺍﻷﻟﻤﻮﻧﻴﻮﻡ ﺑﻤركز ﻧﺠﻊ ﺣﻤﺎﺩى ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻗﻨﺎ ﺟﻨﻮﺏ ﻣﺼﺮ .
ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﺗﺒﺪﺃ ﺟﺒﺎﻧﺔ " ﻫِﻮّ " ﺍلتى ﺗﺒﻠﻎ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ نحو ٣٠٠ ﻓﺪﺍن ، ﺗﺪﻓﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 150 ﻗﺮﻳﺔ موتاهم ، ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺤﻤﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻮﺗﻰ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻨﻌﺶ فى ﺟﺮﺍﺭﺍﺕ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺮﺑﺎﺕ ﻧﻮﻉ ﻛﺒﻮﺕ ، أما الآن هناك سيارات مخصصة لتكريم الموتي ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ ﺍلتى ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ فى ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎضى ﺑﺄﻧﻬﺎ " ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﺣﻴﺚ ﺗﺄﺧﺬ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺳﻮﻡ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺍﻟﺰﺧﺎﺭﻑ ﺍلتى ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﺍلاﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭنوعه " ﺫﻛﺮ ﺃﻡ أﻧﺜﻰ " .
الفدان الخفي في الجبانة
ﻳﻮﺟﺪ فى ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻓﺪﺍﻥ خفى ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ، ﻭﺍﻟﻤﺤﻈﻮﻇﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺩﻓﻦ ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺤﻮﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ الشعبي ﺍﻟﺮﺍﺳﺦ ﻣﻦ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻷﺯﻝ ﻋﻦ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺪﺍﻥ ﻫﻮ " ﻓﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ " .
روايات الأجداد وحكاية الشيخ الخطاف
يقول خليفة الهوي ، أحد أهالي قرية " هو " المتاخمة للجبانة ، أن ﺣﻔﺎﺭي ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ بالجبانة " التُربية " يؤكدون أن الجبانة ﺑﺤﺮ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭ ﻭﻣﺤﺮﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻷﻥ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﻘﺎﺑﻊ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻗﺪ ﻳﺄﺧﺬﻧﺎ ، ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﻜﺎﻩ ﺃﺟﺪﺍﺩﻧﺎ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺃﺧﺬﺗﻬﻢ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻮﺩﺍ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﺎﻟﻴﻬﻢ " ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﺩﻭﻡ ﻋﺘﻴﻘﺔ ﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻟﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺟﺒﺎﻧﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﺍلتى ﺗﺤﻮﻯ ﻣﻮﻣﻴﺎﻭﺍﺕ ﻧﻮﻉ ﺩﺭﺟﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ، ﻭﺑﻴﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺮبى فى ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺷﻬﺪﺕ ﻛﺜﻴﺮًا ﻣﻦ ﺇﺭﺍﻗﺔ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﻴﻦ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ فى ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻌﺮبى ، وﻭﻗﻔﺖ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺨﻄﺎﻑ ﺍﻟﺬى ﻛﺎﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻠﺮﻭﻣﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻓﺎﺭﺱ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺨﻄﻒ ﺍﻷﻋﻨﺎﻕ ، ﺛﻢ اﺳﺘﻤﺮﺕ ﺭﺣﻠﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ ﺍﻟﺸﺎﺳﻌﺔ .
تقاليد المهنة في جبانة " هـو "
وعن تقاليد المهنة فى ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ : يقول " الهوي " : ﻳﺆﻛﺪ ﺣﻔﺎﺭﻭ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ " التُربية" ﺃﻥ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ فى ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺎﺕ ﺍلتى ﺗﻤﻠﺊ ﻣﺼﺮ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ، ﻓﺤﻔﺎﺭ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ، ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺗﻘﺎﻥ ﺣﻔﺮ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍلخفى ﺍﻟﺬى ﻳﺸﺎﻫﺪﻩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﻠﻢ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻟﻠﻘﺒﺮ ، ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻨﺎﻧﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﺰﺝ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﻳﺸﻜﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬى ﻳﺮﻳﺪﻩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ فى ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻣﺎﺕ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻭﺭﺳﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﻷﻧﺜﻰ ﻭﻫﻰ ﺭﺳﻮﻣﺎﺕ ﺗﺤﺪﺩ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ، ﻓﺎﻟﻘﺒﻮﺭ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﺮﻣﺰ ﻟﻬﺎ ﺑﺮﺳﻢ ﺍﻟﺠﻤﻞ ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ المتوفي ﺭﺟﻞ ﻳﺮﺳﻢ ﻟﻪ " ﺟﻤﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﺪﻭﻥ ﻧﻘﺼﺎﻥ " .
رُسمات قبر المرأة العجوز والشابة
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﺎﻟﺠﻤﻞ ﺍﻟﺬى ﻳﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮﻫﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺎﻗﺼًﺎ ﺃى " ﺑﺪﻭﻥ ﺭﺃﺱ" ، ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻧﻮﻉ " ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ / ﺍﻟﺤﺠﺎﺯﻱ" ﻓﻬﻮ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍلتى ﺗﻌﺪﺕ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻟﺬى ﻻﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻢ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺑﺎﻟﺰﺧﺎﺭﻑ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ التي ﺗﺪﻓﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯى ، ﻓﻴﺮﺳﻢ ﻟﻬﺎ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺗﺪﻝ على ﺃﻧﻮﺛﺘﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺍﻟﻤﺸﻂ ﻭﺍﻟﻤﻘﺺ ﻭﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻭﻫﻰ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍلتى ﺗﺨﺘﺺ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻧﺜﻰ.
رُسمات قبر الشاب والرجل العجوز
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻓﻴﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻫﻰ " ﻣﺴﺒﺤﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ - ﺇﺑﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ - ﻭﺷﻤﺴﻴﺔ ﻭﻋﺼﺎ - ﻭﻫﻰ ﺭﻣﺰ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﺬى اﻓﺘﻘﺪ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ " ، أﻣﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ، ﻓﻼ ﻳﺮﺳﻢ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ فى ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻳﺮﻣﺰﻭﻥ ﻟﻪ ﺑﺮﻣﺰ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﻓﻘﻂ ، ﻭﻫﻰ ﺗﻌﺒﻴﺮًا ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ .
أنواع القبور بالجبانة
تتنوع ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ فى ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ، فهى ﻣﻘﺴﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻮﺭ "ﻓﺴﺎقى " ﻭإﻟﻰ ﻗﺒﻮﺭ "ﺍﻟﻨﺸﻮﺭ" ﻭﺍلتى ﺗﺴﻤﻰ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﻌﺎﻳﺪﺓ باﺳﻤﻴﻦ ﻗﺒﻮﺭ " ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ " ﺃﻭ ﻗﺒﻮﺭ " ﺍﻟﺤﺠﺎﺯى" ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺃﺗﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯﻳﺔ ﺍلتى أﺳﺘﻮﻃﻨﺖ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ.
عالم الجبانة
يتكون ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ ﺍلاﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺒﻠﻴًا ، ﻓﻠﻜﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ " دوارًا " ﻳﺪﻓﻨﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺗﺎﻫﻢ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺤﻮﻯ ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﺌﺮ ﺗﻢ ﺣﻔﺮﻫﺎ فى ﻋﻬﻮﺩ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻌﺮبى ﻟﻤﺼﺮ ، ﻭﻫﻰ ﺍﻵﺑﺎﺭ ﺍلتى ﻳﺠﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ إنشاء وإقامة ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ، ﻭﻫﻰ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﺑﺎﺭ ﺗﻘﺒﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺑﺎﺭ ﺧﻠﻒ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﺷﻴﻮﺥ أﺳﺘﺸﻬﺪﻭﺍ فى ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻋﻼﺀ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼمى فى ﺭﺑﻮﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ، ﻭﻧﻠﻤﺢ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﻣﻲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺭﻣﻮﺯﻫﻢ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ، ﻣﺜﻞ " ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺨﻄﺎﻑ " ﻭ" ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ " ، ﺑﻴﻨﻤﺎ " ﺍﻟﺪﻭاﺭ" ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻟﻜﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺗﺤﻮﻯ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ إلي 6 ﻗﺒﻮﺭ ، ﻭﻟﻬﺎ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﺍلاﺳﻢ ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ فى ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ " ﺍﻟﺪاﺭ "، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﺍﻹﺳﻼمى ﺍﻟﺬى ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺩﺍﺭًا ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ دارًا ، ﻭﻓﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺗﺘﻮﺍﺟﺪ ﺃﻧﻮﻉ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺍﻟﻔﺴﺎﻗﻰ ﺑﻜﺜﺮﺓ ، ﺣﻴﺚ تتحمل ﺍﻟﺪﺍﺭ 6 ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻓﻘﻂ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻧﻮﻉ " ﺍﻟﺤﺠﺎﺯى " فهي ﺗﺤﻤﻞ ﻓﺮﺩًﺍ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ﻓﻘﻂ .
ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻠﻴﻦ
يقول " الهوي " ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻠﻴﻦ ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪﻭﻥ ﺣﻔﺎﺭى ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻣﻬﻤﺘﻬﻢ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺤﻔﺎﺭ ، ﻓﺎﻟﻘﺒﻮﺭ ﺑﻌﺪ ﺍلاﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺧﻠﻄﻬﺎ ﺟﻴﺪﺍ ﺑﺎﻟﺮﻣﻞ ﻭﺍﻟﻄﻴﻦ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻨﻌﺎ ﻟﻠﻘﺎﺭﺿﺔ " ﺍﻟﺪﻭﺩﺓ " ﺍلتى ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻬﺪﻡ ﺍﻟﻘﺒﺮ فى ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ، ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻒ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﺤﺮﺹ ، ﻓﻌﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﺇﺫﺍ أﻧﻐﺮﺳﺖ فى ﺃﻳﺎﺩﻳهم ﻛﻔﻴﻠﺔ بإحداث ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺇﻳﻤﺎﻧﻨﺎ ﺑﺎﻷﺳﺮﺍﺭ ، ففى ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ، ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ، ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﺭﻭﻥ ﻭﺍﻟﺴﺑاﻠﻮﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻬﻢ فردًا فردًا ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻪ ﺃﺣﺪ ﺣﻔﺎﺭى ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ.
مسجد الأمير ضرار
ويتابع " الهوي " ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺼﻠﻰ فى ﻣﺴﺠﺪ " ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺿﺮﺍﺭ" ﺍﻟﺬى ﺃﺳﺮﻩ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﻭﺗﻘﺮﺃ ﺃﺷﻌﺎﺭﻩ ﺍﻟﺬى ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻷﺧﺘﻪ ﻭﻫﻮ فى ﺍﻷﺳﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻭﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ، ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺴﺘﻄﻌﻢ ﻃﻌﻢ ﻣﺎﺀ ﻳﺬﻛﺮﻙ ﺑﺼﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﺍلتى ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻜﺴﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ .
ﻓﺪﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍلخفى
ويتساءل " الهوي " ﺗًﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﻅ الذي ﻳﺪﻓﻦ فى ﻓﺪﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍلخفى ؟ ويشير إلي إجابة ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍنى ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻮﺍﺩى، الذي يقول " ﺇﻥ ﺍﻏﻠﺐ ﺭﺳﻮﻣﺎﺕ ﺟﺒﺎﻧﺔ ( ﻫِﻮّ ) ﺗﺮﻣﺰ ﻟﺮﻣﺰ ﺍﻟﺠﻤﻞ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ فى ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺍلذى ﻧﻄﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﻈﻢ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻴﻦ ، ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺼﻌﺎﻳﺪﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻮﺣﺪ ﻳﺼﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻳﻤﺪﺣﻪ ، ﻛﺬﻟﻚ ﺭﻣﺰ ﺍﻟﺠﻤﻞ أﻗﺘﺮﻥ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺒﻮﺭ ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﻳﺎ بعلى ، ﻛﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺎﺭﻙ فى ﻣﺮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺣﺎﻣﻼ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ .
ﻭﻳﻀﻴﻒ " ﺍﻟﺴﻮﺩﺍنى " ﺍلفنان الشعبى ﺣﻴﻦ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺠﻤﻞ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻣﻞ ، ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻣﺰ ﻟﻨﻘﺼﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬى ﻳﺮﺳﻤﻪ ﻛﺎﻣﻼً ، ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍلشعبى فى ﺟﺒﺎﻧﺔ ( ﻫِﻮّ ) أﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻧﻈﺮًا ﻷﻥ الجبانة ﻭﺍلتى ﺷﻬﺪﺕ ﻛﺜﻴﺮًاً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻭﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍلتى ﺣﺎﺭﺏ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﺮبى ، ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻫﻨﺎ ﺭﻣﺰًﺍ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ، ﻓﻌﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍلشعبى فى ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻹﻧﺴﺎﻥ ، أﻗﺼﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ فى ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﻋﺸﻘﻪ ﻟﻺﺧﻔﺎﺀ فى ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺭﻣﺰًﺍ ﻟﻠﺮﺟﻞ .
ويري ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻼﺀ ﺃﺑﻮﺍﻟﺤﻤﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ فى ﻣﻘﺎﺑﺮ ( ﻫِﻮّ ) هذى ﺭﻣﻮﺯ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻮﺭﻭﺛﺎ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎ ، ﻓﻜﻞ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﺭ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ هدى ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻟﻠﺮﻣﻮﺯ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮنى ﻳﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﻣﻌﻪ ﻟﻘﺒﺮﻩ ، ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﻥ فى ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ ﺃﺧﺬ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻯ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺙ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮنى ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ، ﻧﻈﺮﺍً ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺎﺭﺑﺎ ﻟﻠﻤﺪﺍﻓﻦ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﺍلتى أﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ.
ﻭيتابع ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﻤﺪ : ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑأﻥ ﺟﺒﺎﻧﺔ ( ﻫِﻮّ ) ﺑﻬﺎ ﻓﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﻓﻬﻮ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻃﻞ ﻭﻳﺴﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺮﻭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﺠﺒﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﺄﺧﺬ ﺟﺒﺎﻧﺔ ﻣﻴﺮﺍﺛﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺇﻻ ﺟﺒﺎﻧﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﻓﺔ فى ﻣﺼﺮ ، ﺣﻴﺚ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﻮﻗﺲ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺒﻂ ﺃﺭﺍﺩ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎبى ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ، ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺇﻟﻰ سيدنا ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺬى ﻃﻠﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻤﻘﻮﻗﺲ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﻻ ﺯﺭﻉ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﻣﺎﺀ ، ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﻮﻗﺲ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﻓﺔ ﺑﻬﺎ ﻏﺮﺱ ﺟﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ، ﻓﺮﺩ سيدنا ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺃﻻ ﻳﺒﻴﻌﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﻳﺪﻓﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨين ، ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﺒﺎﻧﺔ ( ﻫِﻮّ ) ﺑﻬﺎ ﻓﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﺩﻟﻴﻞ ﺗﺎﺭيخى ﻳﻘﻄﻊ ﺑﺬﻟﻚ ، ﻟﻜﻦ ﻻ أﺣﺪ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﺇﺭﺛﺎ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴًﺎ ﻳﻤﺰﺝ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﺎقى .