رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

ملفات

" القودة " القربان البديل للخصومات الثأرية في الصعيد

الأحد 17/سبتمبر/2017 - 08:19 م
صدى العرب
طباعة
محمد فتحي


يزخر صعيد مصر بالعديد من الأعراف الاجتماعية ذات الخصوصية التي تمثل الصعيد ذاته ومن بين تلك الأعراف     " العائلة أوالقبيلة " و" الثأر " ذلك العُرف الاجتماعي المذموم والذي بسببه أُسيلت دماءً ورملت نساءً ويُتيم أطفالا هذا من جانب فضلا عن إسهامه في زعزعة الأمن والاستقرار وتوقف خطط التنمية في تلك المناطق المبتلاة بالخصومات الثأرية وأيضا" القودة " ذلك القربان البديل الذي يتم من خلاله ردم حُفرة دم .

القودة أو الجودة 

"الجودة" أو"القودة" كما يسميها أهالي الصعيد المفتاح السحري في نزع فتيل جرائم الثأر الذي تستغرق في كثير من الأحيان عشرات السنين وتتلخص صورة "القودة" في حمل القاتل أو أحد أفراد عائلته أو عدد منهم الكفن أمام جمع من العائلتين في مشهد يضم وجهاء وأعيان المكان طالبا لعفو ولي الدم في حضور الآلاف من الأهالي خلال جلسة الصُلح.

طقوس القودة

لـ"القودة" طقوس متشابهة  فى معظم قرى الصعيد وبرغم تشابه ظروف القودة في معظم قري الصعيد إلا أنها تختلف الآن عن فترة سابقة حيث ظهرت في مصر طريقة جديدة للقودة منذ الثمانينيات ففي أول دراسة تتحدث عن مدارس القودة في الصعيد للباحث الصحفي محمود الدسوقي والتي تري أن القودة تعني اقتياده إليك فأهب له الموت أو الحياة وهى الحياة التي تأخذ شكل الأمل والاستمرار فى الرضوخ لأحكام من يقبل الصلح وهى هيئة الموت المتعمد الواضح وهناك أيضا في نفس الموضوع "الجودة" التي تكون بتعطيش الجيم و هي طريقة الموت الخطأ حين لا يستدل على القاتل الحقيقي فى مشاجرة لذلك على العائلة المعتدية أن تقدم شخصا يرتضى أن يحمل " الجودة " ويسمى الحامل للكفن جودة لأنه أجاد بنفسه لردم الدم بين العائلتين.

مدارس القودة 

يقول الباحث والصحفي محمود الدسوقي خلال الدراسة التي تتحدث عن مدارس القودة بأن القودة اليوم تختلف في طريقتها عن السابق وأن الطريقة الحالية تسمي المدرسة الرابعة للقودة.

مدرسة العبابدة 

المدرسة الأولي مدرسة العبابدة نسبة إلى قبائل العبابدة وهى مدرسة تجبر القاتل على أن يحمل القودة وهو عريان وأن يكون ملفوفا بالكفن وأن يكون حافي القدمين حليق الرأس وأن يكون مجرورا من رقبته وهذه المدرسة كان لها شيوع فى صعيد مصر من الأربعينيات حتى نهاية الستينيات من القرن الماضي وهى كانت مدرسة قاسية لاتراعى الوضع الإنساني للقاتل بل تجبره على أن يسير مسافة 3 كيلو متر مشيا على الأقدام حتى وصوله إلى ديوان بيت القتيل وهى مدرسة تجبر القاتل على التخلي عن قبيلته والانضمام إلى قبيلة القتيل نظرا لأنه هو المتسبب فى إخلاء القبيلة من ولدها لذلك عليه أن يملأ فراغ القتيل بل يجبرونه على الزواج منهم ويعطونه ما يتعايش منه ويصبح هذا الشخص ملكهم وإذا مات يدفن فى مقابرهم ويقيمون له سرادق العزاء بل إذا قٌتل يؤخذ بثأره.

 مدرسة  إقليم إدفو

المدرسة الثانية وفق دراسة " الدسوقي" هي مدرسة إقليم ادفو بمحافظة  وبعض قرى جنوب  قنا هذه المدرسة تجبر القاتل على أن يرتدى الجلباب الأسود القصير أي فوق الركبة ويكون حافي القدمين حليق الرأس مجرور الرقبة وهذه المدرسة لايوجد فيها زواج للقاتل من أهل القتيل نظرا لأنها مدرسة أخذت حيز مكاني لقبائل لا تسمح لبناتها للزواج من غريب ولكن توجد فيها إقامة للقاتل عند أهل القتيل ولكن دون اختلاط بهم.

مدرسة  الأسرة الدندراوية 

المدرسة الثالثة هي مدرسة  الأسرة الدندراوية  وهى التي أرساها الأمير العباس الدندراوى وهى مدرسة تُجبر القاتل على أن يقدم القودة وهو مرتدى الجلباب الأسود المقلوب وأن يكون مجرورا من رقبته وحافي القدمين وهذه المدرسة تقوم بإعدال الجلباب الأسود للقاتل حين يقف أمام أهل القتيل وفلسفة هذه المدرسة تقوم على أساس أن إعدال الجلباب للقاتل نوع من إعدال هيئته وحاله من الممات الذي كان ينتظره إلى الحياة والأمل فى البقاء فى الدنيا.

المدرسة الأخيرة 

المدرسة الأخيرة التي أصبحت أكثر احترام للوضعية الإنسانية لمظهر القاتل الحسي الظاهر للعيان وهو يحمل القودة قطعة القماش الكفن بدلا من مظهره الذي لا يحترم إنسانية من يقدم كفنه في المدارس القديمة وتقوم المدرسة الرابعة علي هيئة لجنة التحكيم وهى لجنة تُشكل بعدد فردى من قضاة الدم فهي لاتقل عن ثلاثة ولا تزيد عن إحدى عشر قاضيا وهى لجنة تتحقق من الحقيقة ويتم من خلالها أخذ إقرار كتابي يزيل عن طريق محكمة شرعية ويسلم للشرطة بالقودة الجبرية وهذه اللجنة يكون عليها إقرار عقوبة لمن ينقض القودة أو لا يقبلها فالقانون العرفي يعطى الحرية لأهالي القتيل أكثر ما يعطى الحرية لأهالي القاتل وإذا ارتضت قبيلة القتيل حمل القودة إليها ورفضته قبيلة القاتل على اللجنة أن تحكم بإهدار دم القاتل فى مكان عام وبالتالي تكون عائلة القاتل مجبرة علي القودة ويساعد علي هذا تدخل الأمن للانتهاء من هذه النزاعات.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر