طباعة
sada-elarab.com/608360
في كل عام تتجدد ذكريات شهر الانتصارات.. فنعود بالتاريخ لنستذكر العبر وبعض الصفحات الناصعة البيضاء، التي كانت منعطفاً تاريخياً في حياتنا.
مع انتصارات أكتوبر المجيدة، نتذكر نظرة الجندي المقاتل إلى نفسه حين استعاد ثقته بقدرته على أخذ المبادرة والانتصار مهما كان نوع العدو وإمكانياته وعدّته وعديده.
أيام مجيدة استيقظ معها الكبرياء في ساحات الشرف، وعلى عتبات الوطن المجروح، الصامد والمنتصر دائمًا بالتضحيات والدماء الزكية التي قدّمها أبناؤه قرباناً على مذبح عزة الوطن وعليائه، فكان لهم ما أرادوا، وانتصروا لعزة تتجدّد من سنوات طويلة، في حرب الكرامة التي خاضتها قواتنا المسلحة الباسلة.
إن أهم ما حدث في حرب أكتوبر هو انتصار الإرادة.. انتصار على الخوف والأوهام التي وضعت في عقولنا في المرحلة التي تلت حرب 1967 والتي سبقت حرب 1973، ليبدأ الانتصار الحقيقي من خلال توحيد المجتمع، لأن وحدة هذا المجتمع هي التي ستعطي القوات المسلحة العامل الأكبر لتحقيق الانتصار بأسرع وقت ممكن.
في الذكرى المتجددة لانتصار أكتوبر العظيم نستعيد أياماً من ذلك الزمن الجميل، حين خاض الجيش معركته الحقيقية ضد الصهاينة المعتدين، مؤمناً بأرضه وكرامته، وأخذ قراراً شجاعاً جريئاً بإعلان الحرب على العدو الإسرائيلي الغاصب.
تلك الذكرى الغالية على قلوبنا في شهر انتصار أكتوبر نستعيد فيها الأيام التي لقنّت فيها مصر، العدو الإسرائيلي دروساً قاسية في القتال، ليكتب التاريخ مجدداً كل عام بحروف الشجاعة والتضحيات، ما قمنا به لاستعادة كل شبر من أرضنا الطاهرة.
نصر أكتوبر أكد أن الأصل في أي انتصار هو امتلاك الحق أولاً والثقة والإيمان بهذا الحق ثانياً، ومصر كانت وما زالت صاحبة الحق الذي تؤمن به ويؤمن به كل جندي مقاتل في صفوف جيشها، فلا يكلّ ولا يملّ من الدفاع عن أرضه ضد الغزاة والمعتدين، ليقدّم للعالم صورة واضحة عن إرادة الشعوب عندما تصمّم على استعادة حقوقها المغتصبة.
أهمية حرب أكتوبر العظيم أنها أصبحت منهاجاً في الأكاديميات العسكرية حول العالم بفضل نتائجها التي تجلت في تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي ادعى أنه لا يقهر والإعداد المدروس والمنظم لمسرح العمليات والتعامل مع القطعات العسكرية المنتشرة على مساحات واسعة وتأمين الإمداد إضافة إلى توفير الاتصالات مع جميع الجبهات رغم الظروف الصعبة.
لقد أحدثت حرب أكتوبر بانتصاراتها المبهرة والمدوية، آثاراً ونتائج كبيرة للغاية هزت العالم أجمع، من مغربه إلى مشرقه، وأصبحت نظرة المجتمع الدولي إلى مصر تختلف عن نظرته السابقة إليها، لأنهم عرفوا وتيقنوا أن بها "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه".