ملفات
"الجزاره في مصر".. زيادة أسعار وخسائر وختم مضروب وإحتكار وهرمنه
أصبحت ثقافة إنتقاء الغذاء منعدمه لدى العديد من المصريين وذلك لما نعانيه من ظروف إقتصاديه تكاد تكون هى الأصعب ، وطبقا للنظريات العالميه التى تؤكد أن الصحه السليمه تبدأ من الثقافه الغذائيه ، نستعرض في التقرير التالى معلومات قيمه عن اللحوم ومهنة الجزاره طرق الغش والأضرار المنتظره بعد أكل لحوم فاسده ، هذا بخلاف الأسعار التى أرهقت المواطن وحولته من منتقى للغذاء، إلى فرد ينتظر الفرصه للحصول عليه بأقل سعر متاح دون النظر الى الجوده والمواصفات.
*مربى أغنام:زيادة الأسعار تسببت في الركود والخسائر..
إلتقت "صدى العرب" بـ"عمرو أبو شامه" والذى يعمل بمهنة تربية الأغنام والجزاره بأبيس بالإسكندريه ليؤكد لنا أنه يعمل على تربية الأغنام طوال العام ويوفر أنواع من اللحوم البريه التى تعدت أسعارها 85 جنيهاللكيلو في الخروف الحى ويعتبر هذا السعر عالى جدا بعد أن كان الكيلو في العام الماضى يتراوح بين 43 -45 جنيها للكيلو الحى ، ليرتفع على إثرها أسعار المذبوح منها من 85 جنيها للكيلو في العام الماضى إلى أكثر من 130 جنيها للكيلو في العام الحالى ، وأرجع " أبو شامه" السبب الرئيسى تلك الزيادات إلى إرتفاع أسعار الأعلاف مما أدى إلى ضعف الإقبال وتسبب الخساره لكثير من التجار .
*جزار سكندرى: تفاوت الأسعار سببه إختلاف الجوده
فيما أرجع "عبده المنزلاوى " الجزار بمحطة مصر تلك الإرتفاعات في الأسعار إلى إختلاف في الجوده ، فالبقرى أفضل من الجاموسى ، لأنه يأخذ أقل وقت في الطبخ ، ليستقر البقرى عند 150 جنيها للكيلو ، والجاموسى عند 100 جنيها للكيلو ، كما تضرر "المنزلاوى" من الظروف الإقتصاديه والتى تمر بها مصر والتى أدت إلى زيادات في أسعار تلك السلع الغذائيه الإستراتيجيه بنسب مرعبه ، وإختتم حديثه قائلا "انا بدبح يوم الوقفه بس قدام المحل اما الشوادر في الشوارع لازم يطلع الرخصه من الحي بتقدم الورق و خلاص ع كده "
*مدير مجزر الزراعه بأبيس يكشف "حيل" الجزارين ويطالب بحملات على محلاتهم
لولا إختلاف الأذواق لبارت السلع ..تلك الجملة التى بدأ بها الدكتور "محمد رمضان محمود" مدير مجزر كلية الزراعة المشرف عليها دكاترة الأطباء البيطريين بأبيس ، حيث يوجد جميع الأنواع بأعمارها المختلفة الكبيرة و الصغيرة من جاموسى كبير ، وشمبري، وعجول جاموسي ، وخرفان ، وماعز، ويؤكد علي أن الذبح له إشتراطات معينه بداية من الأعمار مرورا بالمواصفات وسلامة الماشيه طبيا ، حسب تشريعات القانون سواء للإناث الكبيرة أو العجول الشمبري . كما أوضح "محمود" أن اللحوم المستورده يتم ذبحها بالعين السخنه أو في المجزر الآلى بختم بنفسجى يختلف عن الختم المربع أو المثلث المتعارف عليه . وعن أنواع اللحوم الموجوده بالمجزر فهى البلدى بأنواعه ، أما في السوق فالوضع مختلف فكل شئ هناك يباع وله ثمنه ، ويتم تحديد سعر اللحوم من البورصه والسوق ، وعن الشروط الصحيه والتموينيه للماشيه قبل دخولها للمجزر فتتمثل في ألا تكون "عُشرا" ، ولا تحمل أى أمراض جلديه أو كسور مفتعله ، وأوضح أن الإناث يتم ذبحها عند سن 6 سنوات ولكن مايحدث أن تاجرا يريد ذبح جاموسه صغيره فيلجأ إلى كسر قدمها ليتم الموافقه على الذبح ولكننا لن تفوتنا تلك النقطه الهامه ونستطيع التفريق بين الكسره المفتعله وغيرها ، ويتم الكشف في المجزر على مراحل قبل الدخول وبعد الذبح وساعة الذبح ، فالأطباء البيطريين متواجدون بالعنبر لإكتشاف الأشياء الأخرى أثناء الذبح مثل "طحال متضخم" أو "السل" ليتم التأكد من سلامة اللحوم ثم ختمها ، كما ناشد"رمضان" بضرورة وجود حملات على الجزارين الذين يغرقون الشوارع بالدماء دون وجود تراخيص ، وطلب مواجهة إنتشارتزوير الأختام .
"رمضان"عدم الرقابه على المستورد ينقل الأمراض ويهدد "البلدى"
وأرجع "رمضان"أن الإقبال على عجول البقر وخصوصا الصغيرة ومتوسطة السن يرجع لجودتها ولكن الصغيره تقف القوانين في طريق ذبحها داخل المجازر ، كما أن أغلب الماشيه المتوفره هى المصريه إلا إذا لجأت الحكومه للإستيراد من السودان مثلا وهذا يسبب مشكلات كثيره على رأسها أن كيلو القائم من السودان يكون أرخص كثيرا ويصل إلى ربع سعر البلدى وتتمثل المشكله أيضا في عدم وجود رقابه جيده أو حجر بيطرى ، ومن هنا تكون بداية نقل الأمراض من الماشيه المستورده إلى الماشيه البلديه مثلما حدث في عام 2012 في موضوع الحمى القلاعيه ، وأرجع إنخفاض أسعار الماشيه في السودان لكثرتها ، حيث يمثل عدد الماشيه هناك ضعف عدد السكان ، وليست السودان هى الدوله الوحيده التى نستورد من خلالها ، فنحن نستورد أيضا من البرازيل والهند لحوم جاهزه ، ولكن تكمن المشكله في عدم وجود لجان مشرفه على عمليات الذبح هناك فمن الرائج أن نأكل لحوما غير مذبوحه على الطريقه الإسلاميه .
"رمضان":الإحتكار والهرمنه وفساد الذمم أهم مايهدد الثروه الحيوانيه
وأما عن العجول المستورده "الحيه" قال أنه من المفترض أن تستمر عملية علفها عندنا هنا على الأقل 6 شهور لتغيير"مرعتها" قبل الذبح ولكن هذا لاينفذ مع الأسف لأن مكونات العلف لدينا مستورده أيضا وبطريقة الإحتكار فلا يصلح أن تسند تلك المهمه لرجل أعمال واحد في مصر يتحكم في إمدادات مصانع العلف وقتما يشاء.
وأكد"رمضان" أنه من الصعب التعرف على هرمنة الذبيحه لأنها تندرج تحت بند الغش التجارى وتسمى "restricted" أو محظوره لأن بها خطر وجود الماده الفعاله " boldenon" والتى تسبب العقم ، وطرق الغش هنا متعدده ، فهناك من يعطى هرمونات مباشره وهناك من يحقن الماء وهناك من يزيد من الملح في الأكل قبل البيع لتعطيش الذبيحه فتشرب الماء لتزداد وزنا وهمى ويأتى الضرر إذا لم توقف كل تلك العمليات قبل الذبح بـ28 يوما فيما يسمى بفترة السحب "" withdrawal time ، وعن اللحوم الفاسده والتى يتم وضعها بجانب اللحوم السليمه فمعظمها بسبب سوء التخزين أو عدم وضع مواد حافظه عليها أو إنفصال الكهرباء عن الثلاجات أثناء الشحن وفى عرض البحر أو أنها من الأساس كانت مستورده للقطط والكلاب وتم تغيير أوراق الشحنه داخل الجمارك لتصبح للإستهلاك الآدمى من خلال موظف فاسد ، وعن فساد المنتج المحلى من تلك الذبائح فيتمثل في جزارين "الوقيع" الذين يلتقطون الماشيه المريضه بأقل من ربع الثمن ويذبحونها خارج المذبح ويبيعونها على أنها سليمه ويصل الأمر إلى ختمها من قبل الجزار بختم مزور، وقد يؤدى تناول تلك اللحوم الفاسده إلى الإصابه بأمراض الكبد والقلب ووصول السموم والبكتريا إلى جسم الإنسان.
وعن مخلفات الذبح قال "رمضان" أنه لايوجد مخلفات من عملية الذبح فكل شئ يباع بثمنه بداية من الجلد والأرجل فلايتبقى غير المراره والمعده ويرميها الجزارين للكلاب والقطط المتواجده بجانب تلك المحلات أو المجازر.
ورغم تأكيد الدكتور "محمد رمضان" علي أن العمل في المجزر مستمر لأول وثاني أيام العيد إلا أن بعض الجزارين أجمعوا على أن المجزر يتم قفله يوم الوقفه ولمدة 20 يوما بعد العيد.