منوعات
الحج سفر روحى يتوجه فيه الحاج إلى الله بوجدانه وحواسه
تتنوع الطقوس والمناسك فى الإسلام وتتعدد العبادات ، ويبقى لفريضة الحج "الركن الأعظم " فى الاسلام فى نفوس وقلوب المسلمين من عمار البيت وزواره رونقه الخاص وأهميته الكبرى ، لأنه عبادة تربط شريعة محمد بأبيه إبراهيم ، وفيها يتقرب العباد إلى خالقهم دون رفث ولافسوق ولاجدال ، فتصفو النفوس وتلتقى على المودة والمحبة رغم اختلاف الاجناس والالوان ، وأثناء أدائها يجتمع المسلمون فى أكرم بقعة شرفها الله بالكعبة على أصفى العلاقات وأنقاها ليشهدوا منافع لهم ويذكروا إسم الله فى أيام معلومات ٠٠ يأتون من كل فج عميق ملبين دعوة ابراهيم .
ويرجع موضوع عمارة بيت الله الحرام الذي يحج إليه المسلمون كل عام إلى سيدة مصرية هي "السيدة هاجر"، عندما تركها زوجها أبو الأنبياء إبراهيم في الصحراء مع ابنها ، وهاجر اسم من جزئين ، "ها" وتعنى باللغة الهيروغليفية زهرة اللوتس، و"جر" ومعناها أرض مصر ، وجاء من فعل السيدة هاجر الخير والبركات استجابة لدعوة خليل الرحمن ، حيث يحج المسلمون للبيت منذ هذه اللحظة والى أن تقوم الساعة،
وكفى الحاج شرفا وتوفيقا أن قصد بيت الله الحرام تاركا أهله ووطنه وماله ، وسافر سفرا روحيا متوجها إلى الله بوجدانه وكل حواسه ، ويجتهد العلماء فى بيان أحكام الفريضة ، وشرح مايستجد فى قضايا تتعلق بآدائها على أرض الواقع ، فالمسلمون مع المستجدات العصرية فى حاجة ملحة للكشف عن كنوز الاسلام التى جعلته صالحا لكل زمان ومكان متناسبا مع كافة المستجدات دون جمود بغيض أو إفراط أو تفريط ، فالإسلام دين يقوم على مبدأ التيسير ورفع الحرج وعدم المشقة ٠
وإن كان الاسلام قائما على التيسير ورفع الحرج، فإن هذا التيسير فى الحج أولى وألزم فما يسر نبينا فى شئ أكثر من تيسيره على الحجاج ، والتيسير فى زماننا هذا هو التيسير المنضبط بضوابط الشرع المقرون بمدى القدرة والاستطاعة ، إذ ينبغى أن يحرص المستطيع على أداء العبادة على وجهها الأكمل والأفضل الذى يحقق لصاحبه أعلى درجات الفضل والثواب ، وبما لايصل إلى حد التهاون الذى يفرغ العبادة من مضامينها التعبدية الاصيلة السامية.
و لا تنحصر همة الانسان فى تتبع كل الرخص فى كل الأركان والواجبات على كل المذاهب ، وانما ينبغى أن يأخذ من الرخص مايقتضيه واجب الوقت وظروف أداء الشعيرة وموجبات التيسير ، فالتيسير يأخذ منه المحتاج بالقدر الذى يذهب عنه المشقة غير المحتملة ويخفف عن اصحاب الأعذار المشقة فى ضوء مايجيزه الشرع من أوجه التيسير دون إفراط أو تفريط٠