ملفات
مصر والصين.. تعاون اقتصادي واستراتيجي غير مسبوق
تجئ مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في جلسة الحوار بين دول الأسواق الناشئة والدول النامية علي هامش قمة البريكس التي سوف تعقد خلال الفترة من 3 إلي 5 سبتمبر في مدينة شيامن الصينية لتبرز خصوصية العلاقات بين القاهرة وبكين التي تولي اهتماما كبيرا بالتواجد المصري في القمم الهامة التي تستضيفها الصين.
فقد شهدت السنوات الثلاث الأخيرة زخما كبيرا
في علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين حيث زار الرئيس السيسي الصين ثلاث مرات
منذ توليه الرئاسة حيث حل ضيفا علي قمة العشرين التي عقدت في مدينة هانجتشو في سبتمبر
عام 2016 وكذلك مشاركته خلال الاحتفال بالذكري السبعين للانتصار في الحرب العالمية
الثانية في مطلع سبتمبر عام 2015 .. بينما كانت أول زيارة للسيسي في نهاية ديسمبر عام
2014 مما يؤكد أن الصين علي رأس أجندة الزيارات الخارجية للرئيس السيسي .
وتري الصين أن مصر قوة اقتصادية صاعدة ومفتاح
الامن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأحد الدعائم الأساسية في تنفيذ مبادرة الحزام
الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البري للقرن الـ21 في ضوء موقعها الجغرافي الفريد
لملتقي ثلاث قارات وهي آسيا وأفريقيا وأوروبا .
وتدعم بكين خطط التنمية المستدامة التي
تنفذها مصر حاليا نحو تحقيق الرفاهية والرخاء للشعب المصري من خلال تنفيذ عدة مشروعات
هامة ادراكا منها أن مصر تمتلك المقومات الاقتصادية التي تؤهلها لتحتل مركزا متميزا
علي خريطة الاقتصاد العالمي .
وتعد قناة السويس نقطة ارتكاز هامة في مشروع
الصين نحو تحقيق النهضة الاقتصادية الشاملة باحياء طريق الحرير القديم ولهذا أولت بكين
اهتماما كبيرا بهذه المنطقة الجيوسياسية الهامة بإقامة منطقة التعاون الاقتصادي المصرية
الصينية في عين السخنة في عام 2007 باكورة مشروعاتها التنموية في مصر .
ويري مراقبون سياسيون أن الصين تدفع بقوة
ضاربة نحو تحقيق نتائج مثمرة لمبادرتها الحزام الاقتصادي لطريق الحرير حيث استضافت
في مايو الماضي منتدي الحزام والطريق للتعاون الدولي بمشاركة 28 من قادة ورؤساء الدول
والحكومات و98 وزيرا وممثلي 61 منظمة الدولية ووصل إجمالي عدد المشاركين 1200 شخص.
ويعد استضافة الصين لقمة البريكس في مدينة
شيامن استكمالا للجهود المبذولة لتعزيز التعاون مع القوي الاقتصادية الصاعدة في العالم
وهي روسيا والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل التي حققت إنجازات كبيرة من النمو الاقتصادي
في السنوات الماضية حيث حيث ارتفع الاقتصاد الكلي لدول البريكس من 12 في المائة خلال
العقد الماضي إلي 23 في المائة بينما زاد نصيبها من التجارة الدولية من 11 في المائة
إلي 16 في المائة.
وحددت الصين أربعة أهداف أساسية لقمة البريكس
وهي الشراكة من أجل السلام في العالم حيث يجب علي دول البريكس العمل علي تحقيق الأمن
الشامل والمشترك والمستدام والدعوة إلي حل النزاعات السياسية بالحوار والمفاوضات وثانيا
الشراكة لتعزيز التنمية المشتركة حيث ينبغي علي دول البريكس دعم التنسيق لسياسات الاقتصاد
الكلي والمضي قدما نحو الإصلاحات الهيكلية وتبني نماذج النمو المبتكرة ودعم اقتصاد
منفتح علي العالم مع الاستمرار في الاهتمام بالتنمية وتسهيل الروابط بين الأسواق والاندماج
المالي وربط البنية التحتية بين دول البريكس .
كما تهدف قمة البريكس إلي الشراكة التي
تعمل علي دفع التنوع في الحضارات حيث يجب علي دول البريكس دعم تبادل الزيارات بين الناس
من أجل التقريب بين الشعوب ودعم التفاهم المشترك والصداقة التقليدية بين شعوب البريكس
ورابعا الشراكة من أجل حوكمة اقتصادية عالمية حيث يجب علي دول البريكس الاستمرار في
المضي قدما في إصلاح حوكمة اقتصادية عالمية لتعكس التوجه التاريخي للأسواق الناشئة
والدول النامية وتعطي لهذه الدول صوتا وتمثيلا أكبر في القضايا الدولية .