ملفات
"صدى العرب "يرصد اهم آليات تنشيط السياحة المصرية
يٌعد قطاع السياحة فى مصر من أهم مصادر الدخل القومى فى مصر ، وتعتمد عليه الدولة فى إستيعاب نسبة كبيرة من العمالة المصرية لتخفيف حدة مشكلة البطالة التى تعانى منها ، ويساهم أيضا القطاع السياحى فى جلب العملة الاجنبية وبالأخص الدولار ، وتعتبر مصر من أكبر الدول السياحية حول العالم لما تتمع به من مزارات ومعابد ومتاحف ويواجه القطاع منذ 2011 أزمات لا تنتهى بل وربما إزدادت إتساعا دون حلول جذرية من المسئولين ، خبراء السياحة يضعون روشتة علاج أزمات السياحة فى مصر..
هجمة شرسة على مصر وحملة تجويع
فى البداية قال معتز السيد الخبير
السياحى وعضو لجنة الخمسين لوضع الدستور المصرى سابقا أن هناك بعض الأساسيات يجب أن
نأخذها فى الإعتبار عند حديثنا عن أزمة السياحة فى مصر نعلم
جميعا أن هناك هجمة شرسة على مصر وحملة تجويع وتفشيل لجهود مصر خلال الفترة
الماضية بسبب موقف مصر من 30 يونيو وهو ما أدى الى تكالب بعض الدول للتضييق على مصر ومحاولات
إضعاف إقتصادها ومواردها بشكل واضح وكما نعلم أن أقصر طريق للقيام بهذه المهمة
المريبة هو هدم السياحة فى مصر وخلق مزيد من الأزمات والمشكلات حولها وهذا يرجع
لأهمية قطاع السياحة وتأثيره على الدخل القومى وهو يٌعد أهم مورد العملة الأجنبية
لدخل مصر والتى تأتى من خلال السائح ،
وهناك أيضا الكثير من الحوادث التى وقعت فى الفترات الاخيرة أثرت بشكل سلبى
على قطاع السياحة فى مصر وجعلت كثير من الدول تٌحذر رعاياها وربما منعتهم من
القدوم إلى مصر مثل روسيا بعد حادثة سقوط الطائرة المصرية ، وبالتالى تتغير وجهة
السائح من مصر إلى دول آخرى وكل ذلك عوامل تؤدى فى النهاية إلى إنهيار السياحة فى
مصر.
حملة علاقات دولية تٌغطى معظم دول العالم لتحسين صورة مصر
وأضاف معتز أن قطاع السياحة فى مصر يحتاج بشكل عاجل وفورى إلى حملة علاقات
دولية تٌغطى معظم دول العالم لتحسين صورة مصر لدى مواطنى هذه الدول ولتحفيزهم
للقدوم إلى مصر والرد على كثير من الشائعات التى يروجها البعض لتخويف السائحين
وإبعادهم من مصر ، وهذا الأمر نجد فيه تقصير بشكل كبير من جانب المكاتب التابعة
لوزارة السياحة فى الخارج والتى من المفترض أن تكون مهمتها الأساسية تعريف الخارج
بالثقافة المصرية وتحسين صورة مصر فى الخارج لكن طبيعى ان هذا الأمر يحتاج إلى
تمكن ثقافى ولغوى من جانب القائمين على هذه المكاتب وهو ما يفتقده الكثير منهم
وكما نعمل فاقد الشئ لا يعطية ، وهو ما ينعكس فى النهاية على قطاع السياحة ويزيد
الأمر سوءا.
تابع الخبير السياحى قائلا : "بدلا من التعاقد مع شركة أجنبية بمليارات الدولارات للترويج لقطاع السياحة المصرى فى الخارج ونحن لا نعرف على أى أساس تم إختيار هذه الشركة وهل تم دراسة الامر جيدا أم ان هناك عوامل اخرى تدخلت فى الإختيار كان من الأفضل أن يتم التعامل فى هذه الازمة مع وسائل إعلام عالمية فى هذه الدول تقوم بمهمة التعريف والترويج للسياحة فى مصر وسيكون لهذا الأمر عدة مكاسب أهمها أن وسائل الإعلام تعرف جيدا طبيعة مواطنى هذه الدول وتستطيع إقناعهم والترويج بشكل جيد وأيضا ستكون بمثابة حملة مضادة بالترويج للإيجابيات داخل مصر وإبراز لمميزات السياحة فى مصر وتعتبر رد أيضا لما تقوم به بعض وسائل الإعلام بإبراز السلبيات وبذلك نكون قمنا برد بنفس الطريقة ، ووسائل الإعلام هى الاكثر وصولا للمواطن فى أقل وقت وهو جالس فى منزلة او عمله.
تطوير الطيران الداخلى
من جانبه اشار مجدى البنودى خبير
سياحى دولى أن مشكلة الطيران من أهم
المشاكل التى تواجه قطاع السياحة فى مصر وتؤثر بشكل بالغ على النهوض بقطاع
السياحة،وأستطيع ان أقول أن مصر ليس فيها نظام طيران سياحى منضبط وذلك يرجع لسببين الاول أن مصر ليس بها طيران مخفض داخلى كما فى كثير من
الدول فأسعار الطيران تكون مكلفة جدا وتخفيض أسعار الطيران الداخلى يساهم بشكل
كبير فى تنشيط قطاع السياحة ويزيد من حركة السائحين فى التنقل داخل مصر ، والأماكن
السياحية المختلفة ، ولذلك اطالب بإنشاء شركة طيران مخفضة للسائحين للحد من مشكلة
أسعار الطيران وتوافر عدد كاف من الطائرات.
أيضا طالب البنودى المسئولين بعمل ثورة تشريعية لقطاع السياحة بشكل عام وتغيير كل القوانيين القديمة التى لا تصلح للتطبيق فى واقعنا المعاصر ، فلو نظرنا سنجد معظم القوانين التى تخص القطاع السياحى أٌصدرت فى سنة 1961 وعلى سبيل المثال أيضا قانون المرشدين السياحيين من سنة 1983 ولم يتغير حتى اليوم، وكل هذه القوانين لا تٌناسب الظرف القاسى الذى تمر به السياحه فى مصر بشكل خاص ومصرنا الحبيبة بشكل عام ، وقد أقترح كثير من المتخصصين والعاملين والمهتمين بالقطاع السياحى فى مصر عمل قانون موحد للسياحة على وجة السرعة ويقوم عليه مجموعة من القانونيين والخبراء وهناك الكثير ينتظرون هذا القرار من المسئولين للبدء فورا فى العمل دون ان نكلف الدولة شيئا ولكن لا نعرف ماذا ينتظر المسئولين حتى الآن.
ومن ناحيته صرح مجدى سليم أن واقعنا اليوم فى مصر الإقتصادى بشكل عام والسياحى
بشكل خاص يحتاج إلى كثير من الإصلاحات والتطوير لإنقاذ قطاع السياحة ، وعلينا
جميعا التكاتف لتغيير هذا الواقع بشكل عاجل وان نعلم جيدا أن هناك دول كثيرة تخلت عن مصر ولم تقف بجانبها ورأينا
إجراءات وقرارات لدى بعض الدول بمقاطعة مصر سياحيا ومنع مواطنيها القدوم إلى مصر
وأخيرا منع رحلات الطيران الخاصة بهذه الدول من دخول مصر وهو ما أضر كثير بقطاع
السياحة وأثر على قطاع الطيران بشكل تسبب فى خسائر كبيرة لقطاع الطيران المصرى ،
ولا ننسى أيضا ان الحوادث التى بدأت منذ 2011 وتسببت أيضا فى نقل صورة سيئة عن مصر
والحالة الامنية والإقتصادية فيها ، ومن اهم مشكلات قطاع السياح فى مصر هو الإهمال
الكبير فى انواع السياحة المختلفة والتى لا تقل اهميتها عن غيرها لكن نقص
الإمكانيات يؤثر بشكل كبير فسياحة مثل سياحة المؤتمرات والتى لها اهمية كبيرة فى
نقل صورة حضارية عن الدولة وقدرتها على تنظيم المؤتمرات لكن مشاكل الطيران ومشاكل
التجهيزات والتى تحتاج إلى معدلات إنفاق عالية ، أيضا مشاكل السياحة العلاجية فى
مصر والتى أصبحت باهظة جدا داخل مصر وهناك دول اخرى سبقتنا وطورت من نفسها فى مجال
السياحة العلاجية مثل تونس والأردن ، والسياحة الدينية التى تلاقى إهمالا شديدا
خلال الفترة الماضية وبشكل عام مشاكل المواصلات والتلوث وغيرها لها تأثير كبير على
قطاع السياحة بشكل عام.
الفوضي والاهمال اعداء السياحة
وأضاف سليم أننا نٌعانى من فوضى وإهمال فى كل المناطق السياحية مثل منطقة
الهرم وما نراه من سلوكيات غير حضارية من بعض المصريين وأيضا ما نراه فى المعابد
وكثير من الأماكن التى تٌعد رمزا للسياحة فى مصر، كل ذلك فى النهاية يؤدى إلى خوف
السائح الأجنبى من هذه المشاهد وربما تٌغير كثيرا من نظرته للسياحة فى مصر تنتهى
بعدم عودته مرة اخرى ، أيضا مشاكل وتعقيدات التأشيرات والتى يٌعانى منه السائح فكما
نعلم علاقة السائح بمصر تبدأ من القنصليات المصرية بالخارج وتسهيلات هذه القنصليات
للسائح تؤثر بشكل كبير على إصرار السائح قضاء إجازته فى مصر ، ومشاكل المطارات
والامن فيها وعمليات التفتيش وكثير من التعقيدات التى يواجهها السائح وحالة
المطارات نفسها فنحن نجد فى دول العالم مطارات على مستوى عالمى وبها أحدث
التجهيزات ووسائل الراحة والأمان.
وطالب سليم بتطبيق القانون بشكل حاسم على الجميع وانه الحل الأول والأمثل للبدا فى تطوير قطاع السياحة وحل مشاكله والقضاء على أزماته ، وأيضا محاسبة كل السلوكيات الخاطئة التى نراها فى الشارع المصرى وبذل مزيدا من الجهد للقضاء عليها وتوعية المواطنين بخطورة هذه المشاهد على السياحة فى مصر وتخويف السائحين ويجب أن يكون إهتمام أكبر بمشاكل المرور والتلوث والفوضوية التى نٌعانى منها فى كثير من الطرق فكل هذه الأمور تٌهم السائح فى المقام الأول ويسأل عليها قبل كل شئ ، ويجب علينا أن نخلق قدر من الدعاية للوعى السياحى عند المصريين وهى اولى خطوات الإهتمام بالسياحة الداخلية.
تدني الرواتب وقلة العاملين ازمة مستمره
وقال احمد السيد السيد أحد العاملين بقطاع السياحة أن هناك قلة فى عدد
الموظفين بسبب تدنى الرواتب خلال السنوات الماضية ، أصبحنا نقوم بجهد مضاعف خلال
علمنا لكى نغطى حاجة العمل وعلينا ضغط كبير جدا مضطرين لتحمله بسبب لقمة العيش ،
ونسبة السياح الاجانب أضحت قليلة جدا حتى وصلت ل 10% والباقى 90% مصريين فقط , منذ
الأزمات الأخيرة لا يوجد سياح روس او إنجليز وكما نعلم السياحة الروسية فى مصر يٌمثلون
نسبة 40 % من عدد السياح فى مصر ، وتحاول الفنادق ان تقدم خدمات اكثر لجذب
المصريين وتنشيط السياحة الداخلية أكثر فأصبحت الفنادق تقدم ثلاث وجبات للنزيل بدل
واحدة وغيرها من الخدمات المتميزة ، ونتمنى عودة السياحة فى أقرب وقت لتعود كما
كانت من قبل
واشار دكتور محمد جمعه استاذ العلاقات الدوليه بكلية السياحة
والفنادق الى ان تدريس مادة السياحة فى
المقرر الدراسى للطلاب اصبح امر حتمى لتعود الاجيال الجديدة على هذة الكلمة
وتعريفهم بقيمة الحضارة واننا مميزون عن دول كثيرة بهذة النعمة وترسيخ ثقافة التعامل مع السائح حتى لو لم يكن
بالمحافظة سياحة وعودة رحالات المدرسة المدعمة للاماكن السياحية مرة اخرى.
ولا احد ينكر دور الرئيس السيسى فى هذا الشان فعقب ازامات سياحية ممتالية مع العديد من الدول الا انه استطاع تلاشى هذة الازمات واسترجاع جزء كبيبر منها وعلى راسها السياحة الروسيه ذات الطابع الخاص مع مصر وعودة السياحية الفرنسية مرة اخرى ويجب تنسيط دور السياحة العربية فمصر اولى من غيرها من دول اوربا خصوصا اننا نملك كثيرا من المقومات الجذابة للسياحة.