طباعة
sada-elarab.com/560425
أن يتصدى أحد رجالات التربية والتعليم في بلادنا مملكة البحرين إلى إسهامات رجال ونساء التربية والتعليم في حقل ومجال كان ولا يزال يعتبر من أهم المجالات التي ساهم فيها المواطنون بجهدهم وعرقهم وبكل ما يملكونه من خبرة مثلهم مثل أولئك الذين انخرطوا في الشرطة والأمن العام وقوة دفاع البحرين والبنوك والمؤسسات المصرفية والأعمال اليدوية والحرف والقطاع الخاص فأسسوا الشركات والمصانع وتبادلوا المنافع الاقتصادية والتجارية مع أشقائهم وأصدقائهم، فكانت البحرين ولا تزال منارة للعلم والصناعة والتجارة والمصارف وسبل الاتصال والمواصلات، وخاضت الدولة في مجالات عدة، من حق أبنائها أن يفخروا بما تحقق وأنجز على مختلف الأصعدة.
رجال التربية والتعليم عندنا وفي المراحل المختلفة من التعليم النظامي كانوا متواجدين بما في ذلك التعليم الصناعي التقني، وحتى في شركة النفط بابكو كان معهد التدريب «برنتس» التابع للشركة كان به مدرّسون بحرينيّون أتيحت لهم المجالات لكي يقدموا دروسهم للعمال والموظفين في الشركة باللغة الإنجليزية وبمبادئ أساسية في صناعة النفط والغاز.
لقد تعلمنا على يد بحرينيين من المدارس الابتدائية وحتى الثانوية واليوم طبعًا الجامعات على مختلف تخصصاتها، وكان المدرسون البحرينيّون ولا يزالون يسهمون مع أشقائهم العرب وأصدقائهم الأجانب في التعليم. لقد كانت البحرين منفتحة منذ بداية التعليم على البعثات التعليمية وفي مقدمتها طبعًا جمهورية مصر العربية، كما أسهم في التعليم مدرسون من سوريا وفلسطين ولبنان والسودان والأردن وتونس وعمان والعراق. وقد تقلّد البحرينيّون إدارة المدارس بمختلف مراحلها، كما أن بعض الأخوة العرب أيضًا أداروا المدارس وأسهموا في تطوير التعليم النظامي وعندما يتطرق الدكتور عبدالله المطوع وكيل وزارة التربية والتعليم سابقًا لهذه الشخصيات وذكر تاريخهم التربوي وإسهامهم في حقل التعليم، إنما يؤكد على إنه من المهم فعلاً أن نلقي الأضواء على رجالات مملكة البحرين الذين خدموا في كل المجالات توثيقًا وتسجيلاً للإسهام الوطني، وفي الوقت نفسه الاستفادة مستقبلاً من دراسة عطاء أولئك الرجال والنساء من أجل المستقبل، وهذا ما نلمسه فعلاً في وقتنا الحاضر رغم تعدد المجالات وتنوعها واختلافها والأبواب مفتوحة لمجالات قد لا ندركها الآن ولكنها حتمًا ستكون في الطريق.
رجال التربية والتعليم في بلادنا كانوا بالإضافة إلى الرسالة التي حملوها في مجال التربية والتعليم يشعرون بأنهم الأحرص على مستقبل الطلاب واعتبروهم الأبناء الذين سيحملون في المستقبل الأمانة ويواصلون العطاء، فلم يبخلوا على الطلاب بالعلم والتوجيه والتحفيز، وكوننا طلبة عشنا في هذه المراحل التعليمية نجد أنفسنا اليوم مدينيين لهؤلاء الأساتذة الذين لم يبخلوا علينا بعلمهم وخبرتهم في كل مجالات التعليم وفروعه، وكان الطلاب يشعرون بأن لهؤلاء المدرسين المكانة الخاصة ليس عندهم فقط ولكنهم كانوا مقدرين عند أولياء الأمور، وقد اعتبروا أبناءهم أمانة في المدارس..
نعم تعلمنا مبادئ اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات (الحساب) والجبر، والكيمياء والدين والرسم والرياضة، طبعًا الفروق الفردية هي في الأخير التي حددت مسار الطلبة بين العلمي والأدبي، والتجاري والصناعي، تمهيدًا للدخول إلى الجامعات والمعاهد الوطنية والخارجية العربية والأجنبية.
وعندما كان التعليم في بداياته ونحن منذ القريب احتفلنا بمئوية التعليم في بلادنا لم يعرف المسار الذي سيسلكه الطلبة بعد التخرج؛ أتذكر أنه في المرحلة الابتدائية كانت شركة النفط بابكو تقوم بزيارة للمدارس وبالذات مرحلة السادس الابتدائي لترغيب الطلبة للالتحاق بشركة النفط، وكان البعض يكتفي بذلك، وفي زمن قبل ذلك كان الطالب من خريجي الرابع الابتدائي بإمكانه أن يكون مدرسًا، فقد تلقى في هذه المرحلة بعضًا من العلم الذي يستطيع معه أن يكون مدرسًا، هي تجربة حياة عملية وتعليمية وتربوية. جيل حمل راية العلم في بلادنا وعندما أتيحت الفرص لأبناء البلاد للدراسة الجامعية في مختلف البلدان جاءوا أيضًا ليسهموا في تنمية البلاد البشرية والاقتصادية والعلمية والثقافية وبعضهم عمل في وزارة التربية والتعليم والآخرون عملوا في تخصصاتهم الجامعية كالأطباء والمهندسين والمصرفيين والدبلوماسيين، فكانوا الغيورين على مصلحة البلاد والإسهام في نموها وتقدمها، وكان الحكام من آل خليفة الكرام وإلى اليوم يقدرون أبناء البلاد وإسهامهم ويحثون على المزيد من العطاء وتوفير السبل الكفيلة بأداء الرسالة الوطنية شعورًا بأن العطاء الوطني لابد له من المساندة والدعم والوقوف معه إلى أبعد الحدود.
وفي العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وجدنا الاهتمام بتطوير التعليم ومخرجاته والتأكيد على الجودة والتنافس الإيجابي وبإشراف وزارة التربية والتعليم على المدارس؛ فالتعليم هو الطريق الموصل إلى الرؤية الاقتصادية التنموية 2030 التي يضطلع بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، وكانت الحكومة قد أخذت على عاتقها تطوير التعليم فكان المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء طيب الله ثراه فقيد الوطن قد أولى التعليم جل عنايته واهتمامه ويوجه الحكومة للاهتمام بهذا المرفق الحيوي.
سيظل رجال التربية والتعليم أصحاب المكانة الرفيعة سواء منهم من حمل راية التعليم كوزراء ومن في حكمهم أو إداريين أو مدرسين ومدرسات، وسنظل مدينيين لعطائهم وبذلهم وتفانيهم، وحسنًا فعل الأستاذ الدكتور عبدالله المطوع في إلقاء الضوء على هؤلاء التربويين الذين أسهموا في مسيرة مملكة البحرين التربوية والتعليمية.
وعلى الخير والمحبة نلتقي