تحقيقات
قمة العشرين 2020 بالرياض ناقشت مستقبل الاقتصاد العالمى فى ظل «الجائحة» وبعدها
الأربعاء 02/ديسمبر/2020 - 02:30 م
طباعة
sada-elarab.com/555065
الملك سلمان: «السعودية لم تدخر جهداً فى دعم التعاون مع العالم لتخطى الأزمة
بدأت «قمة الرياض 2020» اول الاسبوع واستمرت لمدة يومين ضمت خلالهما أضخم تجمع لزعماء اقتصادات العالم الكبرى وأكثرها تأثيراً خلال استضافة رئاسة السعودية لدول مجموعة العشرين وسط ترقب الجميع لاعمال تلك القمة بكافة لجانها ومحاورها حتى اجتمعت كلمة الزعماء وتوحدت الرؤى حول البحث عن سبل للتخلص من تلك الازمة الكبرى التى اثرت فى كل المناحى فى كل اقطار العالم وما نتج من توصيات ستسهم فى دفع التعافى العالمى والحد من آثار تداعيات فيروس «كورونا» المهيمنة على المشهد العالمى، فى ظروف تعد الأصعب فى تاريخ قمم العشرين.
وقد ترأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، اجتماعات قادة مجموعة العشرين التى قررت السعودية أن تكون افتراضية للدواعى الاحترازية جراء فيروس (كوفيد- 19) الوبائى الذى ضرب العالم أجمع،
وقد تطرق قادة المجموعة إلى معالجة قضايا من شأنها أن تمهد الطريق نحو تعافٍ أكثر شمولية واستدامة ومتانة، ووضع الأسس لمستقبل أفضل وتركيز الأهداف لرئاسة المملكة، وقد قال الملك سلمان بن عبد العزيز فى كلمته : «السعودية لم توفر خلال رئاستها للمجموعة أى جهد فى تشجيع الجهود المشتركة خلال الوضع الصعب لعام .2020
الخبير الاقتصادى السفير جمال بيومى رئيس اتحاد المستثمرين العرب يرى انه برغم إقرار قادة العشرين بانكماش الاقتصاد العالمى نتيجة جائحة كورونا، فإن الارتفاع الجزئى فى النشاط الاقتصاد كما أشار البيان الختامى، لم يبعد الأنظار عن أن التعافى غير متكافئ، وأن حالة من عدم اليقين لا تزال تهيمن على الاتجاه العام للاقتصاد العالمى، لكن تأكيد قادة المجموعة بأنهم عازمون على الاستمرار فى استخدام جميع أدوات السياسة المتاحة لحماية الوظائف والدخل، وتحسين متانة النظام المالى، يكشف بوضوح عن إصرار على مواصلة عملية الدفع الناجمة عن مبادرة تعليق خدمة الديون للدول الأكثر فقرا لذلك كان لزاما أن تجد مجموعة العشرين برئاسة السعودية خلال جدول أعمال القمة حلولاً ناجعة لكيفية استعادة الاقتصاد العالمى للنمو والحماية من آثار جائحة كورنا ويعطى مؤشرا قويا على اهمية المنطقة والدور السغودى وذكر بيومى ان اهم ما طرح فى القمة هى موضوعات الرعاية الصحية وحماية حياة الإنسان، كانت لانتشار فيروس كورونا آثار كارثية على الاقتصاد العالمى وتعرض الطلب العالمى على النفط لانخفاض كبير، وكان قطاعا السياحة والنقل أول المتضررين من تبعات الوباء الجديد فى وقت منعت فيه دول عدة دخول مواطنين قادمين من الدولة الآسيوية العملاقة فحين أعلنت مجموعة العشرين، التى ترؤسها المملكة، فى 8 أبريل عن عقد اجتماع افتراضى استثنائى عن بُعد، لوزراء الطاقة فى دول مجموعة العشرين والدول المدعوة، لتعزيز الحوار والتعاون العالميين الهادفين إلى تحقيق وضمان استقرار أسواق الطاقة والذى بدوره سينعكس على نمو الاقتصاد العالمى.
وقال بيومى فى تصريحاته لـ"صدى العرب" حول القمة ان قمة العشرين طوال تاريخها وخلال الدورات الـ14 السابقة، لم تواجه مرحلة صعبة واستثنائية كما تواجه الدورة الحالية التى جرت بالسعودية 2020، حيث أدى انتشار جائحة كورونا (كوفيد - 19) إلى إعلان غالبية دول العالم حالة الطوارئ، وتأثر اقتصاداتها بفعل إجراءات الإغلاق يكون هذا العام عام القيادة الأصعب فى تاريخ مجموعة العشرين تحت رئاسة السعودية، وعليه فقد جنّدت كل إمكانياتها السياسية والاقتصادية والفكرية فى سبيل مواجهة هذه الجائحة وتداعياتها على العالم، لاسيما مساعدة الدول الفقيرة، بتنسيق وتناغم كامل مع دول العشرين الأخرى.
وفى كلمته أكد الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن أولوية مجموعة العشرين القصوى والآنيّة هى مكافحة الجائحة وتبعاتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية، مشيراً إلى أن حماية الأرواح والحفاظ على الوظائف وركائز المعيشة تأتى فى مقدمة اهتمامات قادة العشرين
وأضاف: «تظل جهودنا فى إطار مجموعة العشرين متمركزة حول السعى لتوفير الظروف الملائمة للوصول إلى لقاح لفيروس كورونا المستجد، والتأكد من تحقيق العدالة والشمولية فى توفير هذا اللقاح للجميع مع مراعاة احتياجات الدول الأكثر فقراً».
ويرى الاستاذ الدكتور حسن سلامة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة التقييم الأولى للقمة قد تجلى فى مدى الاهتمام الدولى بها، الذى انعكس فى الطريقة التى غطت بها وسائل الإعلام الدولية الحدث، فلحظة الانعقاد ترافقت مع لحظة فارقة فى التاريخ الحديث للإنسانية، وبين وباء كورونا والأزمة الاقتصادية نالت القمة اهتماما مفرطا من وسائل الإعلام الدولية، الجغرافيا كانت أيضا محفزا للمتابعة الدولية الدقيقة للقمة، ولم يرتبط الأمر فقط بأن السعودية كانت أول دولة عربية تستضيف قمة من هذا المثيل، بقدر ما كان هناك رغبة دولية فى تلمس انعكاس جهود الإصلاح فى المملكة، على رؤيتها لإصلاح مسار الاقتصاد العالمى مما أصابه من خيبات أمل وتعثر فى الأعوام الأخيرة
وقال سلامة إن "طبيعة المحاور التى حرصت القيادة السعودية على أن تبحث فى القمة، ترافقت مع سعى سعودى إلى إيجاد قبول عام بين القادة المشاركين بشأن تلك المحاور، بهدف التعامل معها كأرضية يمكن الانطلاق منها لتأسيس حزمة صلبة من الخطوات المستقبلية الصادقة، لا تقف عند حدود التصدى لوباء كورونا والأزمة الاقتصادية الحالية فقط، على الرغم من أهمية ذلك، وإنما ترسيخ عملى لقدرة عامة للتعامل مع مرحلة ما بعد الجائحة، وفى الوقت ذاته بناء مستقبل شامل يتجاوز قضية العضوية فى المجموعة من عدمه، ليصبح مستقبلها أكثر اتساعا وارتباطا بالإنسانية جمعاء"
واكد سلامة أن قمة الرياض نجحت، لأنها طرحت ما كان مفقودا فى القمم السابقة، أو كان موجودا ولكن بنبرة متعالية وغير جادة
وأوضح لـ صدى العرب: عند تحليل البيان الختامى للقمة، نجد أنه حرص على أن يتضمن من بدايته التأكيد على تقديم الدعم والتركيز بشكل خاص للفئات الأكثر تأثرا بالأزمة، هذا أوجد شعورا بأن هناك لغة مختلفة فى قمة الرياض، لغة أكثر اهتماما بالفئات والدول الضعيفة غير القادرة على تحمل تكلفة أعباء مكافحة وباء كورونا، تلك اللغة كانت غائبة فى أغلب إن لم يكن جميع البيانات السابقة، أو كانت تطرح بلهجة متعالية، قمة الرياض بعثت برسالة للجميع، بأن الإنسانية لن يكون أمامها غير التعاون والتشارك فى الضراء والسراء، وهذا يوجد مناخا إيجابيا من التعاون الدولى"
وأضاف أنه يحسب للقمة أيضا تصميمها على دعم جميع الدول النامية والأقل نموا فى مواجهة آثار فيروس كورونا، وبهذا نجحت القمة فى نزع فتيل أى شكل من أشكال الاحتقان الدولى المستقبلى.