تحقيقات
«الفواخير» قرية تحول الطين إلى تحف ذهبية وأوانٍ فخارية بآلات صناعية بسيطة
الثلاثاء 17/نوفمبر/2020 - 04:10 م
طباعة
sada-elarab.com/553030
تعد قرية الفواخير من القرى الصناعية فى مصر وتقوم هذه القرية على أقدم وأهم الحرف التى عرفتها الحضارة المصرية القديمة وهى حضارة فن التشكيل لطين وتحوليه إلى جواهر وتحف فنية تحكى تاريخ المصريون القدماء الذين استغلوا ما يقدمه النيل لهم من هدايا من الطمى فى صناعة أجمل التحف الفخارية وتتطلع محافظة القاهر الى تطوير هذه القرية بالكامل لان الفخار من أقدم المهن والوسائل التى نحت عليها الفنان المصرى تاريخه وسيرته وتسعى الدولة الى لتطوير الفواخير لتصبح فى يوم من الأيام مزارا سياحيا فهى تحتاج دعما كبيرا من الحكومة وسرعة التطوير بالفواخير وافتتاحها للعمل بشكل موسع وضوابط حديثة وهذا سيؤدى الى زيادة الانتاج الاقتصادى الجيد ولاسيما إذا علمنا أن العالم يتجه لاستخدام الأوانى الفخارية واستخدام الفخار بشكل أوسع فى الحياة اليومية لدى جميع الطبقات فى مصر والدول الاخرى.
كارم صالح سالم يعمل صنايعى فى قرية. الفوخير وجعلها صديقة للبيئة بإدخال الغاز الطبيعى لها والكهرباء وجعلها مزار سياحى وتحسين دخل قاطنيها وتطوير هذه الحرفة باستخدام الالات الحديثة التى تقدم صناعة رائعة وجودة عالية بصنع دقيق وفن رفيع يخرج تحف انيقة تقدم شهادة حقيقية لثقافة المصرية والحضارة وجمال فن التشكيل المصرى الذى تفخر به جميع المتاحف المصرية ولكن معدلات الآمان منخفضة للغاية داخل الفواخير فمازالت عملية الحرق تتم عن طريق الأفران القديمة، التى يتم إشعالها بالخشب وهو ما يؤدى لتلوث البيئة وانخفاض جودة المنتج النهائى للفخار وتسعى الدولة لتشغيل الأفران بالكهرباء أو الغاز للتحكم فى درجة حرارة الفرن وتقليل الانبعاثات البيئة الخطرة.
اكد كارم ان هذه الصناعة من اقدم الصناعات المصرية وهى من الاف السنين وهى من تتكون من الطين والماء والنار هى حرفة يدوية تكل ما تشاء فيها بالخبرة والممراسة اليدوية لها حتى لو كان رسومات على ورق تستطيع اخراجها كما فى الصورة فهو يعمل فيها منذ نعومة اظافره وله اكثر من اربعين عام فى هذه المهنة ورغم جمالها فهى شاقة ولكن يعانون من تسويق منتجاتهم فلم يعد الاقبال عليها كما فى العهد الماضى وليس لهم تأمين او معاش لذالك المهنة العريقة فهم يتعرضون لبعض الامراض الذى تصيبهم من ذالك الحرفة الخشونة فى العظام والرطوبة والروماتيزم ورغم ذالك انا افخر لكونى صانع حرفة فنان تشكيلى وألقب بفخرانى وهذا اللقب نعشقه ونعشق حروفه لانها دليل على الفخر والاعتزاز لان هذه المهنة تحكى فن تشكيل لتحويل ذلك التراب او الطين إلى تحف ذهبية واوانٍ فخارية.
"فتحى طه" صاحب ورشة فى فواخير مصر القديمة ويعمل على مكينة بدائية الصنع يجلس "عم طه" ويعمل بتركيز شديد يحرك بقدمه قرصا خشبيا لإدارة المكينة وفى ذات الوقت يصنع بيديه تحفة فنية من الطين مختلفة الأشكال والألوان بداية من اوانى سقاية الطيور وحتى الأشكال الفنية التى تزين الفللات والقصور وان هذا الرجل يعمل بجميع حواسه وبتركيز شديد فى اخراج القطعة المصنوعة من الطين ولديه بعض العمال كل واحد منهم له مهمة خاصة فى ذالك الورشة وبعض اطفال يحملون الاشكال الطينية المنحوتة فوق لوح خشبية ورصها تحت اشعة الشمس لتجف قبل حرقها داخل فرن يجلس أمامه ليخرج فى النهاية المنتج النهائى المصنع من الطين اشكال وتحف فنية مصنع بايدى رجال وأطفال ونساء يعملون فى ظروف صعبة لما تمر بة المهنة من كساد وعدم التسويق المحلى او الخارجى لها ومنذ فترة قصير بدات الحكومة بتطوير هذه. المهنه ومساندة اصحاب الورش عن طريق الغاز الطبيعى والكهرباء وتطوير صناعة الفخار إحدى الفنون التى عرفها المصرى القديم إلا أن القرية تفتقر للمرافق ولا تزال تعمل بنظام بدائى، ويعمل بها نساء وأطفال تعمل على تشكيل الطين وتحوليه إلى جواهر وتُحف فنية تحكى قصة التاريخ المصرى القديم.
قال الحاج عبدالواهاب ان صناعة الفخار اليدوى لم تختلف كثيرا باختلاف العصور أو بتطور الحضارة نفسها وأنها مازالت الى الان تحتفظ بالكثير من طرق الصناعة من تحضير للخامة الطينية والمراحل التشكيلة المختلفة التى تمر بها صناعة الفخار حتى مراحلة التجفيف ثم مرحلة الحرق ويستخدم فى ذلك نفس الأدوات أو ما يشبهها عبر العصور المختلفة من الدولاب اليدوى أو العجلة والقوالب وغيرها من الأدوات اليدوية داخل قرية الفواخير.
ونجد جميع الاشياء المصنعة فى هذه القرية تستحق اقتناءها ويمكن استخدامها فى حياتنا الشخصية، منها ما يشكل تحفًا وأعمالًا فنية، ومنها ما يمكن استخدامه للأغراض الحياتية فهناك أوان لحفظ السوائل كالقدرة والزير وهوالزلعة او الجرة وأوانى الطهى كالأبرمة والقعبة والطواجن والصوانى وأوانى تخزين الغلال كالصوامع وأوانى الشرب كالقلل والأباريق وأوانى الطعام كلأطباق السلاطين الزبدية وغيرها من الأشكال الفنية وجميغها صحى ومفيد للإنسان وليس له اى اضرار على صحة الانسان ونجد ان الاكل فى الاوانى الفخارية يختلف عن غيره فى الاوانى الاخرى ونجد فى القصور الفخمة تزيينها الاشكال الفخارية مثل التماثيل والتحف.
ووضح عبدالوهاب مكونات الحرفة نفسها فهى فتختلف باختلاف نوعية الطمى نفسه ولكن بصفة عامة يتم خلط المياه مع نوعية الطين فى حوض التصفية وهو حوض مبطن لمنع تسرب المياه ثم ينقل الخليط بعد تنقيته من الشوائب إلى حوض التنشير وهو حوض يسمح بتسرب المياه، ويترك الخليط أسبوعا صيفًا وأسبوعين فى الشتاء حتى يجف، بعدها يتم تقطيع الطين إلى قطع كبيرة ثم يتم نقله إلى ما يسمى بيت الطين والذى يعد الموضع الرئيسى الذى يتم تخزين المادة الخام منه تلك الطريقة هى التى استخدمها القدماء المصريون من قديم الازل.
قال مصطفى ان من العوامل اوالمعوقات التى تواجهها هذه المهنة هى عزوف الشباب عن العمل فى الفخار وبعض المهن التقادية الاخرى وهو التقليل من شأن الحرفى والسعى الى ما هو اسرع فى المكسب وليس فية مهنية وعدم المساندة وتوفير الدعم لهذه الحرف والتأمين على أصحابها وايضا ما ادى الى العزوف عنها وجود منتجات حديثة من السراميك والجرانيت ووالبيركس وايضا ما يواجه اصحاب هذه المنهنة من صعوبة فى التشكيلات الفنية.