الشارع السياسي
ابو الغيط يدعو الجانب العربي والأوروبي للعمل سويا لمنع المتطرفين من تأجيج المشاعر
الأربعاء 11/نوفمبر/2020 - 02:26 م
طباعة
sada-elarab.com/552239
دعا أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية على الجانبين العربي والأوروبي للعمل سويا وألا يسمحوا أبداً للمتطرفين باختطاف الأجندة واستغلال بعض المواقف لتأجيج المشاعر وخلق بيئة تسمح بنمو بذور الكراهية،ومن ثمَّ الإرهاب والعنف.
جاء ذلك في كلمته التي القاها فـي
الدورة الخامسة للقمة الأوروبية العربية"شراكة استراتيجية"
التي عقدت عبر تقنية الفيديو كونفرانس تحت رعاية الرئيس كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء جمهورية اليونان ،ووزعتها الجامعة اليوم.
وقال ابوالغيط إن الحضارات الراسخة الممتدة، كتلك التي نشأت على ضفاف المتوسط، في الفضاءين العربي والأوروبي، تعرف جيداً معنى "التلاقح الحضاري" بل إن الحضارة نشأت هنا على ضفاف المتوسط وفي رحابه جنوباً وشمالاً شرقاً وغرباً ولا مكان في ثقافاتنا لما يُسمى بصراع الحضارات،إننا نعرف جميعاً أن التواصل بين الحضارات يقوم على أرضية من الاحترام المتبادل.. أقصد احترام كل طرف لقيم الطرف الآخر، ومقدساته وعلينا أن نتنبه لخطورة الظرف الحالي.
واشار ابو الغيط الى ان اختيار شعار "الشراكة الاستراتيجية" جاء ليتناسب وعمق العلاقات العربية الأوروبية المتجذرة والتحديات التي تواجهها وفي مقدمتها حالياً تداعيات جائحة كورونا.
واضاف ابو الغيط ان جائحة كورونا التي لم تستثنِ منطقةً في العالم من تداعياتها الخطيرة ستظل حاضرة لعدة سنوات للأسف،موضحا انه برغم ما أفزرته الجائحة في المراحل الأولى من ميل نحو الانعزال والانكفاء على الذات، وتقليل الاعتماد على الشبكات الاقتصادية العالمية،الا ان كلمة السر في موجهة تأثيراتها تكمن في التعاون والاعتماد المتبادل.
وقال انه لن يكون أي مكان في العالم بمأمن من تأثير هذا الفيروس الخطير طالما ظل هناك مكانٌ يُعاني،داعيا الجميع للتكاتف لمواجهتها في ظل التباطؤ الاقتصادي المرتبط بالجائحة.
واضاف آبو الغيط ان هناك ثمة حاجة ماسة لمساعدة الأكثر فقراً على نحوٍ خاص،مجددا نداءه إلى المؤسسات الدولية وشركاء التنمية للعمل على خفض ديون الدول الفقيرة، ومن بينها عدة دول عربية تواجه أوضاعاً اقتصادية صعبة وضاغطة بسبب تداعيات كورونا.
ولفت ابو الغيط الى إن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأكبر للبلدان العربية، حيث بلغ حجم التجارة بينهما 377 مليار دولار في العام الماضي.
ونوه ابو الغيط الى ثمة مجال مفتوح لتوسيع قاعدة الاستثمار والتبادل التجاري خاصة وأن العناصر الاقتصادية بين الجانبين تبدو متكاملة وليست متنافسة،سواء في مجال الطاقة أو التكنولوجيا أو رأس المال البشري.
وشدد آبو الغيط على إن العلاقات العربية الأوروبية تقف على أساس متين من الرؤى المشتركة، والتقارب الثقافي الممتد، والأواصر المتينة بين الشعوب والمجتمعات وثمة ملفات تمثل مصدر قلق مشترك أو تنطوي على مصلحة مشتركة.. مثل التعاون الاقتصادي والتكنولوجي والتصدي للإرهاب والهجرة غير الشرعية.. كلها ملفاتٌ تنطوي على مصالح مشتركة للعرب والأوروبيين،داعيا الى الحوار الصريح حول كافة هذه القضايا والشفافية وطرح المواقف المختلفة بكل وضوح كونهما السبيل الأقرب للوصول إلى نقاط الالتقاء.
وفيما يخص العلاقات العربية- اليونانية التي تشكل أحد الموضوعات المهمة على أجندة هذه القمة اكد ابو الغيط مجدداً على الصداقة الممتدة والقائمة بين الشعوب العربية واليونان على كافة الأصعدة والمستويات،ومنوها في الاطار ذاته بالأفق الاقتصادي المفتوح للتعاون وبالكثير من الإمكانيات غير المستغلة والتي يمكن تعظيمها عبر الارتقاء بمستويات التعاون بين اليونان والدول العربية جميعاً.
كما جدد ابو الغيط ادانة الجامعة لكل عنف في أي مكان،إدانة بلا لبسٍ أو مواربة....وتابع قائلا : إن رسالتنا لا تتوقف عند إدانة العنف ولكن أيضاً إدانة الخطاب الذي يُنتجه ويُحرض عليه أو حتى يتسامح معه ويقبل به.