فن وثقافة
ياسمين صبرى صنعت الفرصة لنفسها.. ومن حقها الانقضاض على "الغنائم"
السبت 17/أكتوبر/2020 - 03:57 م
طباعة
sada-elarab.com/547569
"الساحر" فصّص لها الوسط الفني.. كما يفصص "الاسكندراني" السمك
من السذاجة أن يعتقد البعض أن جمال "ياسمين صبرى"، هو ما صنع نجوميتها، بل هو مجرد جزء من نجاحها، فهناك فتيات في بيوت الاسكندرانية، أكثر جمالاً من ياسمين، وعلينا أن نعترف أن لكل امرأة جمالها وسحرها، حتي اللواتي ذوات البشرة الداكنة التي تميل إلي الزرقاء من شدة السواد، لها بريقها، الرجل يستطيع أن يشعل جمال المرأة أو يطفئه إذا أراد.
"ياسمين" تملك أشياء صعدت بها سلم النجومية، بسرعة الضوء، ربما أهمها "البساطة" فمن يتمعن في لقاءاتها الإعلامية، سيجدها تملك "بساطة متناهية"، تتحدث بتلقائية شديدة، لا تصطنع الرقة، مازالت تحتفظ بمفرداتها الاسكندرانية، لدرجة أنها قالت بتلقائية في برنامج "رامز" عندما سقطت في المياه: "أحييه ياجدعان"، وعندما كانت تصعد على "السلالم" صرخت: "بس يا ابني هنتصاب"، وشتمته بـ"لفظ خارج" عندما فاض الكيل بها، ومن المعروف أن "المرأة الاسكندرانية" تملك قاموساً من "الألفاظ الخارجة" وتميل إلى التحدث بها في جلساتها الخاصة مع صديقاتها، وليس هذا مرهوناً بالتربية والأخلاق، فهذه طبيعة الفتاة الاسكندرانية في الغالب.
وتتشابه "ياسمين" بهذه "البساطة" مع السندريلا سعاد حسني، التي كانت تخترق القلوب من فرط بساطتها، فمن كان يجلس مع "السندريلا" في الحفلات أو المناسبات الخاصة، لم يكن يصدق أنها تلك النجمة التي وصلت إلى "قمة شاهقة" من "شعبية القلوب" لم يسبقها إليها أحد، كانت "السندريلا" تلقائية لأبعد الحدود، ترقص وتبتسم، لم تكن مثل غالبية نجمات جيلها اللواتي وقعن في براثن الأمراض النفسية.
ومن هنا، ياسمين صبرى، ربما تسد فراغ "السندريلا" بتلك "البساطة"، وربما كان أحد أسباب نجوميتها، أنها تجتهد لتحقيق حلمها الفنى، وتقضي معظم أوقاتها في مشاهدة الأفلام الأجنبية، ومتابعة مدارس التمثيل الحديثة في هوليوود.
ومن المعروف أن " الإسكندرانية" ربما تجدهم في حدود مدينتهم، يختلفون ويتآمرون على أنفسهم، لكن خارج حدودها يجمعهم انتماء وولاء يبدو مثيراً للجدل.
عندما التقت "ياسمين" النجم الكبير محمود عبد العزيز، في بروفات مسلسل "جبل الحلال" وعلم أنها إسكندرانية، قال لها: "يخرب بيتك إنتي إيه اللى دخّلك المجال ده"، ثم عزمها على العشاء في أحد مطاعم القاهرة الشهيرة، وأخذ ينصحها، ويفصّص لها الوسط الفني، كما يفصّص الإسكندراني السمك، وشرح لها نتاج خبرته، وكان يمنحها "الساحر" اهتماماً خاصاً أثناء التصوير، ولولا أنها إسكندرانية ما أولاها ذاك الاهتمام.
أدركت "ياسمين" أن جمالها وحده لايكفي لتستمر في تسلق جبال النجومية، ولكنها استغلت جمالها في البداية فقط لتحجز لنفسها مكانة في الوسط الفني "المريب"، وأصبحت تسير على نهج النجم أحمد عز، الذى كان يعتمد على شكله في بداياته، لكن في فيلم "الرهينة" قام بـ" قص شعره" ليثبت موهبته، ليصبح النجم الأول على الساحة، بعد رحيل جيل العمالقة، وهكذا تفعل "ياسمين" الآن، تريد أن تثبت موهبتها، ليصبح بريق نجوميتها ممتد المفعول.
وربما يعلم الجميع مدى رشاقتها، وعشقها للرياضة، فهي كانت بطلة أفريقيا في السباحة، كما أنها تمارس "اليوجا"، تلك اللعبة التي تجعلك تقف على الجانب الآخر من الحياة، لتتعمق في معانيها بهدوء، بعيداً عن ضجيج النجومية، وهذا أحد أهم أسرار "البساطة" و"العفوية" التي تتمتع بها.
عندما تزوجت ياسمين من رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، تحولت "السوشيال ميديا" إلى ساحة محاكمة لها، وكأنها ارتكبت جُـرماً، رغم أن هناك من كان يدافع عنها، غير أن طبيعة مجتمعنا "الهرى"، والتدخل في التفاصيل الشخصية التي لا تخصه، ولكن ليس لنا عليها سلطان، فحياتها الشخصية ملكية خاصة، من حقها وقتما شاءت أن ترتبط بمن تريد، وتنفصل عمن تريد.
وبالطبع تصدر المشهد زيجات "أبو هشيمة" السابقة سواء من هيفاء وهبي، أو مي عز الدين، أو نيللى كريم، وللأسف نحن نفهم السعادة بشكل خاطىء، فهو ليس مرهوناً بالاستمرارية والاستقرار، فلو ملك الإنسان استمرار نفسه على وجه الأرض، ربما كان من حقه آنذاك أن يفكر في استمرارية العلاقة، فإذا جاءتك الفرصة لتقيم علاقة تجلب لك السعادة ولو لعدة شهور فلا تفوّتها، فـ"السعادة" كما "الذهب" عليك أن تشق الجبال لإيجادها، أو تدفع الكثير للحصول عليها، فلو جاءت إليك فاحتضنها بشدة.
وعلينا أن نعترف أن مفاهيم الزمن تغيرت، و"بنت السلطان" لم تعد تقبل بعشق "ابن الجنايني"، وياسمين لم تصل إلى هذه النجومية بالاجتهاد، لتتزوج أى نوع من الرجال، فـ"أبوهشيمة" يليق بها، والسيارة ذات الملايين العشرة تليق بها.