الشارع السياسي
أبو الغيط: المنطقة العربية تعيش أزمات متلاحقة تتطلب العمل المشترك لمواجهتها
الأربعاء 09/سبتمبر/2020 - 12:39 م
طباعة
sada-elarab.com/542276
اكد احمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية ان المنطقة العربية والعالم على اتساعه، يعيش على وقع أزمات متلاحقة ،مشيرا الى الازمات بطبيعتها لحظات استثنائية كاشفة عن عمق التعاطف الإنساني بين البشر والشعوب، وقدرتهم على العمل معاً لمواجهة تحدٍ مشترك....منوها بالمساعدات العربية التي تتدفقت على السودان لمواجهة محنة الفيضان وما ولده من مُعاناة غير مسبوقة ومن قبلها لبنان في مواجهة كارثة انفجار مرفأ بيروت، بكل ما صحبه من خسائر مؤلمة .. مؤكدا في الاطار ذاته على أهمية الجهد الإغاثي العربي في التعامل مع هذه الكوارث، كونه عنواناً مهماً على التضامن العربي والعاطفة المشتركة بين الشعوب.
جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للدورة 145لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري التي عقدت اليوم عبر تقنية الفيديو كونفرنس.
وقال أن جائحة كورونا التي يواجهها العالم قد رتبت آثاراً لن تكون أي دولة بمنأى عنها ،موضحا إن العالم يمر بلحظة استثنائية ضاغطة على الجميع وثمة عملية جارية لمراجعة ممارسات مستقرة .
واضاف :إننا نعرف يقيناً أنه لا توجد دولة قادرة بمفردها على الاستجابة لأزمة بهذا القدر من الشدة والاتساع ستحتاج الدول العربية إلى قدر أكبر من التساند التعاون وإلى مستوى أعلى من تنسيق السياسات والخطط المستقبلية من أجل عبور هذه المرحلة الصعبة بتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية العميقة والممتدة.
واشار ابو الغيط الى إن منظومة العمل العربي المشترك لم تكن بعيدة بأي حال عن هذه الأزمة غير المسبوقة فقد أطلقت الأمانة العامة مبادرة استجاب لها المجلس الاقتصادي الاجتماعي مشكوراً، وأصدر بياناً هاماً في مايو حول كيفية مواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد في الدول العربية،وخرج بعدد من التوصيات ربما كان من أهمها دارسة إنشاء مرصد عربي لمراقبة وترصد الأمراض الوبائية المستجدة العابرة للحدود أو الناتجة عن الكوارث الطبيعية والأزمات .
وقال: أن هذا الموضوع ينطوي على أهمية كبيرة، وتنبغي متابعته بكل الجدية من أجل تحسين أدائنا وتحصين مجتمعاتنا في المستقبل.
واشار الى إن القضية الفلسطينية كانت، ولا تزال، وستظل بإذن الله، محل إجماع عربي،معربا عن ثقته بأن الغاية التي تسعى إليه دولنا العربية كافة، ومن دون استثناء، هي إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67، وعاصمتها القدس الشرقية.
واشار ابو الغيط الى إن خطة السلام التي تضمنتها مبادرة السلام العربية، والتي اعتمدتها القمة العربية في 2002، لا تزال هي الخطة الأساس والمنطلق المتفق عليه عربياً لتحقيق سلام دائم وعادل وشامل بين العرب وإسرائيل.
واكد ابو الغيط إن السلام هو الخيار الاستراتيجي للعرب منذ القمة العربية في 1996،موضحا ان السلام الذي تفهمه الشعوب العربية وتقبل به لن يتحقق بصورة كاملة وشاملة قبل أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.
ونوه برفض هذا المجلس في أبريل الماضي خطة الضم الإسرائيلية.. بل واعتبرها جريمة حرب.
وجدد ابو الغيط في هذا المقام الرفض الكامل لهذه الخطط، جملة وتفصيلاً جزئياً أو كلياً في الحال أو في الاستقبال .
كما جدد رفضه لأي خطط او ترتيبات مطروحة دولياً يكون من شأنها الانتقاص من الحق الفلسطيني أو المساس بوضعية مدينة القدس التي ينبغي أن تُحل قضيتها في إطار التسوية النهائية.
هذا هو أساس الموقف العربي.. وهو موقف ثابت ويحظى بالإجماع ومؤيد بقرارات صدرت عن هذا المجلس وعن القمم العربية المتوالية .
واشار إلى أن حق كل دولة السيادي في مباشرة سياستها الخارجية بالصورة التي تراها هو حق لا جدال فيه وهذا أمرٌ يحترمه هذا المجلس ويقره...الا انه اكد في نفس الوقت على الثوابت محل الإجماع، والتي لا تنال منها متغيرات سياسية أو قرارات سيادية.
واستعرض ابو الغيط بإيجاز لأهم التطورات السياسية على الساحة العربية .
وقال ان الفترة الماضية شهدت تنامي حالة من التنمر والعداء من جانب قوى إقليمية حيال المنطقة العربية وتصاعدت التدخلات في شئون الدول العربية من جانب دولتين جارتين هما إيران وتركيا.
وادان كافة هذه التدخلات ونرفضها على طول الخط ..
أما فيما يتعلق بتركيا، قال ابو الغيط انه قد استمرت في احتلال أجزاء واسعة من الأراضي السورية، وباشرت اعتداءاتها على الأراضي العراقية ومؤخراً، انغمست أنقرة في الحرب الأهلية الليبية بالتدخل العسكري المباشر.
وحول الوضع في ليبيا قال إننا نتابع الوضع في ليبيا بقلق بالغ .. ويحدونا الأمل في أن تتوصل الأطراف إلى اتفاق دائم وشامل لوقف إطلاق النار توطئة للتوصل لتسوية سلمية وطنية جامعة .
واضاف:الجميع يعرف ألا حل عسكرياً في ليبيا،مثمنا الجهود التي تقوم بها دول عربية من أجل الوصول لتسوية للأزمة توقف نزيف الدم.
واعرب عن دعم الجامعة لما تقوم به الحكومة العراقية من أجل تعزيز سيادة العراق ووحدته الوطنية في مواجهة كل القوى التي تهدف للنيل من هذه السيادة أو تهديد تلك الوحدة.
كما اعرب عن تمنياته للنجاح للحكومة اللبنانية الجديدة، بعد تشكيلها، في تجاوز الأزمة الخطيرة التي تمر بها البلاد.
وقال ان هذا الامر يتطلب من الفريق الحكومي الجديد قدراً استثنائياً من التجرد والتسامي فوق كل مصلحة بخلاف مصلحة لبنان وشعبه.
واكد دعم الجامعة للسودان في استكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية والعبور بالبلاد إلى بر الأمان،مرحبا باستكمال اتفاقات السلام مؤخرا.
وفي ختام كلمته اشار ابو الغيط إلى دقةِ الوضعِ المالي للجامعةِ، حيث لم تصل نسبةُ سدادِ المُساهماتِ لهذا العام سوى إلى 35% وهو ما يضع ضغوطاً كبيرةً على المنظمة،معربا عن امله أن تُستكملَ نسبُ السدادِ قبل نهاية العام.