رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

اخبار

خيرى عامر: ‎محصول «الشعير» قادر على تحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الاستراتيجية

السبت 05/سبتمبر/2020 - 04:33 م
صدى العرب
طباعة
وائل بدران
‎قال الدكتور خيرى عامر رئيس قسم بحوث الشعير بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية فى حديثه«لصدى العرب» من خلال التجارب العلمية والتقارير، القطاع الزراعى فى مصر يلعب دورا مهما لتحقيق الأمن الغذائى وفى استيعاب نسبة من اجمالى القوى العاملة تقترب من 27%، وهو من أكبر ‏القطاعات العمالية فى مصر، كما يساهم فى زيادة حصيلة الدولة من العملات الأجنبية ‏عن طريق زيادة الصادرات الزراعية،والقطاع الزراعى أهم الأدوات على الإطلاق لتحقيق الأمن الغذائى المصرى لذلك كان لابد من الوصول إلى زراعات ذات مردود اقتصادى اعلى،كاشفاً «خلط الشعير بالقمح أحد بدائل تقليل استيراد القمح.. من اجل إنتاج رغيف صحى آمن»، ويعد خلط دقيق الشعير مع دقيق القمح لإنتاج الخبز أحد البدائل التى يمكن بها تقليل الاستيراد السنوى من محصول القمح، لاحتوائه على نسبة جيدة من الالياف والفيتامينات والمعادن فضلا عن ارتفاع نسبة الكربوهيدرات.

‎وكشف عامر ان هناك منتجات اخرى تستخلص من الشعير، ففى البداية تم إقامة العديد من التجارب على أفضل نسبة يتم بها انتاج الخبز الصحى الجيد للاستهلاك الآدمى، وتوصلت النتائج إلى أن نسبة 15-20% دقيق شعير مع 85 -80% دقيق قمح ينتج عنها رغيف خبز جيد المواصفات وأكثر فائدة من الناحية الصحية.

‎ويصنع منه بعض المنتجات والحلوى وتوجد حاليا فى مصر مخابز متخصصة فى منتجات دقيق الشعير بأنواعها كذلك صناعة مشروبات الشعير، ويساهم فى دور كبير لمحصول الشعير للمساهمة فى سد الفجوة القمحية.

‎وصرح عامر لـ«صدى العرب» أن من بين العوامل التى من شانها المساعدة فى استخدام دقيق الشعير مخلوطا مع دقيق القمح فى انتاج رغيف الخبز كحل جزئى لسد جزء من الفجوة القمحية وضع سعر توريد فى الموعد المناسب حتى يمكن للمزارعين تحديد هدفهم بزراعة المحصول والعناية بة اثناء الموسم ففى هذه الحالة يكون العائد مجزيا وينقذ المزارعين من استغلال التجار.

‎وفى السياق ذاته يوضح رئيس قسم الشعير،ان هناك حملات توعية للمزارعين،حيث بدأت فعليا وزارة الزراعة حملات توعية للمزارعين فى الأراضى الجديدة والهامشية المتعرضة للملوحة لنشر الأصناف الجديدة المعتمدة والمسجلة التى استنبطها قسم الشعير بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، والتى أخذت تحل محل الاصناف القديمة، حيث يوجد حاليا أصناف تلائم كل منطقة من مناطق إنتاج الشعير باختلاف طبيعتها وتطبيق التوصيات الفنية المناسبه لزراعة المساحات المستهدفة التى تتراوح ما بين 250- 350 ألف فدان.

‎وأكد عامر، ان هناك اصناف الجديدة قادرة على زيادة إنتاجية الفدان علماً بأن المتوسط العام للإنتاجية الفدانية بدأ فى الزيادة بسبب انتشار الاصناف الجديدة المعتمدة والمسجلة لزراعة الشعير فى كثير من محافظات الجمهورية، مع اختلاف المساحات حسب ظروف كل محافظة، وذلك بمساحة تتراوح من 250- 350 الف فدان فى الموسم.

‎وشدد عامر على ضرورة وجود جمعية اورابطة لمنتجى الشعير وسرعة البدء فى الزراعة التعاقدية تضمن لجميع الاطراف حقوقها، علما باننا نبذل مساعى عديدة لإنشاء جمعية أو رابطة لمنتجى الشعير والبدء فى الزراعة التعاقدية التى تضمن لجميع الاطراف حقوقها وتساعد فى رسم سياسات واضحة ومعروفة، لاسيما ان الشعير غير منافس للمحاصيل الشتوية الاخرى ولكن هو مكمل لها حيث انه ينمو ويعطى محصولا جيدا فى المناطق التى لا يوجد فيها غيره من المحاصيل الشتوية المختلفة.

‎وفى هذا الصدد يؤكد «عامر»، ان الشعير يزرع فى مدى واسع من التباينات البيئية ولذلك فهو يزرع فى معظم أو كل البيئات المصرية مثل المناطق الساحلية الشمالية والتى تعتمد فى زراعتها على الامطار فهو بدءا من حدود مصر الشرقية حتى امتداد الساحل الشمالى الغربى حتى يصل إلى حدود مصر مع ليبيا،وتابع رئيس قسم بحوث الشعير يزرع الشعير فى الاراضى حديثة الاستصلاح حيث يعتبر محصولا استصلاحيا أو استكشافيا لهذه الاراضى خاصة الاراضى التى ترتفع فيها نسبة الملوحة سواء كانت مصدرها التربة نفسها أو مياه الرى، لاسيما أن زراعة المحصول تناسب مناطق سهل الطينة والمناطق المتاخمة لبحيرة البرلس بشمال الدلتا وبعض المناطق فى محافظة الفيوم وجميع الاراضى الجديدة التى تروى بالمياه الجوفية ذات الملوحة العاليه،وفى نهايات الترع والمناطق التى لا تتوافر فيها مياه الرى بشكل كافٍ، ويعتبر الشعير محصول حبوب هام حيث يستخدم فى أكثر من غرض فهو مصدر غنى ورخيص للبروتين حيث يستخدم فى تغذية الماشية والطيور.

‎وفى إطار ذلك يمكننا الحصول على على العلف الأخضر ذو القيمة الغذائية العالية على مدار العام من الشعير،حيث،يعتمد إنتاج الشعير المستنبت على تنمية الشعير فى غرف استنبات بمواصفات معينة يتم فيها توفير الظروف الملائمة لنمو الشعير وبذلك يمكن الحصول على علف اخضر ذو قيمة غذائية عالية على مدار العام، المنتج الناتج من هذه الغرف يتميز بارتفاع نسبة البروتين حيث تصل إلى 20-25% ويمكن إنتاج واحد طن علف اخضر يوميا من غرفة مساحتها 50م2 حيث يتم تقسيم الوحدة إلى 8 أجزاء يتم زراعة جزء كل يوم بحبوب الشعير بعد نقعها لمدة 12 ساعة فى صوانٍ بدون تربة على أرفف ويتم الزراعة لمدة 7 أيام ويتم التغذية على المنتج فى اليوم الثامن الذى تبدأ فيه دورة الزراعة الجديدة، ويمكن الحصول على 1 طن علف اخضر من 120 كجم حبوب جافة من الشعير.

‎وبذلك يمكن توفير مساحات كبيرة من الاراضى المنزرعة بالبرسيم واستغلالها فى زراعة القمح مما يقلل العجز فى القمح، بالإضافة إلى توفير 40% من العلائق المركزة المستخدمة لحيوانات التسمين والدواجن والأسماك وكذلك فى فصل الصيف حيث يندر العلف الأخضر.

‎يأتى ذلك تماشيا مع خطة الدولة من اجل تحقيق الاكتفاء الذاتى من محصول القمح الاستراتيجى من خلال محصول الشعير،فكان لزاما علينا البحث عن بدائل جديدة تساعد على حل مشكلة الأعلاف فى مصر التى تؤرق المزارعين، بتكاليف مناسبة ما يؤدى إلى زيادة العائد الاقتصادى من مشاريع الثروة الحيوانية مما يؤدى لرفع مستوى المعيشة للمزارع وكذلك انخفاض أسعار اللحوم والدواجن والأسماك.

‎ولتحقيق الاكتفاء الذاتى كان لابد من زيادة المساحة المنزرعة من المحاصيل الاستراتيجية على حساب محاصيل اخرى فكان امر حتمى التفكير فى بدائل اخرى مثل توفير جزء كبير من المساحة المنزرعة بالبرسيم واستغلالها فى زراعة القمح ما يقلل من الفجوة بين إنتاج واستهلاك القمح فى مصر ما يزيد دخل الفلاح، واستغلال طاقات الشباب العاطل عن العمل فى إقامة مثل هذا المشروع وبيع الشعير المستنبت الناتج لأصحاب المزارع حيث انه يدر عائدا اقتصاديا جيدا.

‎كما يمكننا تقليل الهجرة من الريف إلى المدن من خلال الشعير المستنبت، لاسيما انه تعتبر معظم محافظات مصر بصفة عامة محافظات زراعية تعتمد فى دخلها بصورة أساسية على الزراعة وتربية الحيوانات وكثرة مشاريع الإنتاج الحيوانى والدواجن، وتعتبر هذه المحافظات الزراعية محافظات طاردة للسكان نظرا لقلة دخل الفرد لاسيما بعد انخفاض أسعار المحاصيل الزراعية وارتفاع تكاليف الإنتاج وكذلك لتفتت الحيازة الزراعية، ولذلك تحدث الهجرة من الريف إلى المدن للبحث عن مصادر دخل جديدة مما يزيد من الكثافة السكانية فى المدن الصناعية.

‎لذلك فإن استنبات الشعير من المشروعات التى تقلل من من هذه الهجرة حيث انه يوفر من تكاليف الإنتاج لمشاريع الثروة الحيوانية وبالتالى زيادة العائد الاقتصادى لسكان القرى،كل هذه العوامل ساهمت فى ارتفاع تكلفة تغذية الحيوانات المراد تسمينها وهروب معظم المنتجين لحيوانات اللحم من حلقة الإنتاج لارتفاع أسعار المواد الداخلة فى تكوين علائق حيوانات التسمين من اجل ذلك كان لابد من التفكير فى عمل إنتاج أعلاف غير تقليدية بديلة للأعلاف المركزة حتى تخفض التكلفة التى يتحملها المربى وبالتالى يمكن له أن يستمر فى العملية الإنتاجية لتحقيقه هامش ربح معقول.

‎واوضح انه هناك جدوى اقتصادية من استنبات الشعير،تتمثل فى:

‎- تأمين الأعلاف الخضراء على مدار العام بسعر اقتصادى، والتقليل من اليد العاملة وتحويلها إلى أعمال أكثر أهمية واعلى مردود مادى.

‎- التقليل من استهلاك المساحات المزروعة بمحاصيل الأعلاف وتحويلها إلى ارض منتجة للغذاء البشرى.

‎- التقليل من الاستهلاك المائى لرى مساحات كبيرة الإنتاج كميات قليلة من الأعلاف الخضراء، والتقليل من كميات الأسمدة التى تضاف إلى الأراضى لتحسين أدائها وهذه الكميات فى تزايد مع مرور الوقت.

‎- التقليل من استخدام المبيدات الزراعية التى تعود بالتلوث الكبير للبيئة والمياه الجوفية، والتقليل ايضا من استيراد الأسمدة والمبيدات.

‎- رفع إنتاج المربى إلى الحد الأعلى بأقل جهد،وخفض تكاليف إنتاج اللحوم والحليب بخفض تكاليف العلف.

‎- إتاحة الفرصة للمربين بالاستغناء عن تشغيل باقى أفراد العائلة وبالذات الأطفال وتوجيههم التحصيل العلمى.

‎- احتواء الشعير المستنبت على عناصر غذائية عالية مهمة للإنتاج الحيوانى.

‎حسبما اكد عامر ان هناك خصائص وصفات للشعير المستنبت، تستلهم فينا مستقبلا مضيئا لاسيما ان الشعير المستنبت منتج نظيف وخال من الأمراض ومعقم وليس ملوثا بالمبيدات أو الأسمدة الكيماوية، وارتفاع القسم الأخضر من النبات (المجموع الخضرى) من 15 – 25 سم.

‎كما انه من اهم خصائص الشعير المستنبت ان عمر النبات 7 أيام وهذا ما يعطيه تركيب كيميائى فريد من نوعه وطبيعى لا يمكن الحصول عليه بالزراعة التقليدية،إضافة ان كمية الإنتاج اليومى واحد طن) تكفى إلى حوالى 20 رأس من البقر الحلوب أو 200 خروف أو عدد من العجول حسب وزن العجل،كما يعطى الشعير المستنبت زيادة فى الإنتاجية من الحليب واللحم تصل إلى 30% بالمقارنة بالأعلاف الأخرى، كما اننسبة البروتين فى الشعير المستنبت من المادة الجافة تصل إلى 25% وهو سهل الهضم، وإن هذا النوع من العلف يحقق أمنا غذائيا بسبب الاستقرار واستمرار الإنتاج على مدار العام.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads
ads