فن وثقافة
فى ندوة بمكتبة القاهرة الكبرى.. خبراء: قوة ثلاثية للتصدى للاستعمار الفكرى والاقتصادى
الإثنين 17/أغسطس/2020 - 05:35 م
طباعة
sada-elarab.com/538738
نظمت مكتبة القاهرة الكبرى، التابعة لقطاع شؤون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال، ندوة بعنوان " مصر وجنوب السودان نحو علاقات مستقبلية" بإشراف ياسر عثمان مدير عام المكتبة، وذلك أمس الأحد، بمقر المكتبة بالزمالك، مع اتباع وتنفيذ كافة الإجراءات الإحترازية والتدابير الوقائية من خطر فيروس كورونا المستجد، والالتزام بنسبة ٢٥% من القوة الاستيعابية، وأقيمت الندوة فى الهواء الطلق على ضفاف النيل بتراس المكتبة .
تحدث فى الندوة الدكتورة غادة موسى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، واللواء علاء عز الدين، والدكتور رمضان قرنى خبير الشئون الأفريقية بالهيئة العامة للاستعلامات، وطرحت الندوة مجموعة من القضايا المشتركة بين البلدين، من خلال ثلاث محاور رئيسية، " القوة الذكية، الناعمة، الصلبة"، وأدار الندوة يحيى رياض نائب مدير المكتبة لخدمات المعلومات .
بحضور نخبة من الأساتذة ورؤساء منظمات أفريقية، منهم الدكتور حسام درويش رئيس منظمة الأفروأكت، الدكتور حماد الدسوقي رئيس جمعية صداقة مصر وجنوب السودان، مايكل ميقيانق المستشار الثقافى لدولة جنوب السودان بالقاهرة، محمد طلعت من مركز الحوار للدراسات السياسية، ومجموعة من الطلبة الأفارقة .
وعن المحور الأول بدأت الدكتورة غادة موسى الحديث عنه بما يعرف ب "القضايا العابرة للحدود" والتى تشترك فيها جميع الدول فى الوقت الحالى بعد التقدم الصناعي وتكنولوجيا المعلومات، وهو مايسمى بالقوة الذكية، وهى ليست محض سياسة، ولكنها مصدر هام من التحكم فى سياسات الدول، ومنها مايتعلق بالاقتصاد والدخل القومي والبيئة والتكنولوجيا والتقدم التقني فى الصناعة، والتعاملات الخارجية مع الدول المحيطة ومايسمى بالچيوسياسية .
وأشارت الدكتورة غادة موسى إلى أهمية قانون ٢٠٢٠ / ٢٠٣٠ (القضية المستدامة )، وأن الصراعات الحالية قائمة على التكنولوجيا، فمن يمتلك التقنية يحقق الهيمنة، لافتة إلى أهمية دور الترابط المعرفى بين التخصصات والخبرات المختلفة فى مصر والدول الأفريقية، والمقصود جنوب السودان، و ركزت على مايسمى بقانون القضية الكونية ٢٠١٥، وأهم أهدافه التى تهم الدول النامية فى العلاقات المشتركة، منها ما يخص الصحة ومرافق المياه والطاقة النظيفة والإبداع الصناعي، والإنتاجية من حيث الزيادة وتقليل التكلفة، والنمو الاقتصادي والمناخ والبيئة .
وعن المحور الثانى "القوة الناعمة" تحدث الدكتور رمضان قرنى، عنها كأداة من أدوات التواصل وتصغير الفجوات بين الشعوب، فالقوة الناعمة تتسلل تدريجياً إلى عقول الشعوب وتحتل مكانة كبيرة في القلوب، كانت مصر أيقونة ونموذج لدولة فى أفريقيا بعد حركات التحرر الأفريقية بالكامل من الاستعمار الأجنبى، من خلال الفكر والثقافة والإعلام والفنون والرياضة وهذا مايسمى بالقوة الناعمة.
وأكد الدكتور رمضان قرنى على الأهمية الكبيرة لتزويد محطات إذاعية وقنوات إعلامية أفريقية تتحدث بلغات مثل السواحلية والهوسة و هى من اللغات الأفريقية المعروفة لنقل مصر وثقافتها إلى أفريقيا ونقل أفريقيا والسودان وجنوبها إلى مصر، والتعريف بالثقافة بين البلدين، مشيرا إلى أهمية الجيل الجديد من شباب جنوب السودان فى الدور الاقتصادي والاجتماعي، لأن العلاقات المصرية الأفريقية أخذت منحى آخر بعد ٢٠١١، حيث أن أول دولة زارها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، هى السودان بعد توليه الرئاسة .
من جانبه، تحدث اللواء علاء عز الدين عن المحور الثالث وهو مايسمى ب "القوة الصلبة" اى القوة العسكرية والاستراتيجية، وكيفية الاستخدام للقوة العسكرية ومتى، وأهدافها في فرض الإرادة السياسية والسيطرة، وقال إن القوة الصلبة أو العسكرية أو الحرب تدخل دائما من مدخل القوة الذكية أو القضايا المشتركة العابرة للحدود، وهى الاقتصادية والسياسية، من صراعات بين الشعوب وقلة مقدراتها من موارد بيئية، وهذا ما يجب أن يراعى في مستقبل مصر وعلاقاتها مع جنوب السودان .
وأثنى اللواء علاء عز الدين، بدور مصر على الصعيد الرعوي أو الصعيد الدينى وما يقدمه الأزهر الشريف والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مؤكدا أنه يجب علينا أن نكمل نحو مستقبل مشرق بين البلدين من العلاقات المستقبلية، ولتحقيق ذلك وحتى لا نقع أداة لاستعمار فكرى أو اقتصادى، علينا تطبق المحاور الرئيسية الثلاث، وهى قوة ثلاثية وجزء لا يتجزأ من بعضها البعض ( الذكية، الناعمة، الصلبة ) .