طباعة
sada-elarab.com/528715
كل عصفور لا يغني إلا علي شجرته وكل نسر لا يحلق إلا في السماء التي يعرفها وكل سمكه لها بحرها ..هكذا تكون السياسه ، فكل سياسي لا يتحرك الا في أجواء معينه وتحت مؤثرات محدده وإلي داخل حدود يقيس بها ويستهدي بما يعرفه عليها من شواهد ومعالم ،لذا فإنه اذا كنت تتفاوض مع طرف آخر ،فعليك قبل الجلوس الي مائده المفاوضات معه وقبل أن تقرأ مذكراته وتستمع الي حججه وشواهده أن تفعل شيئا آخر وهو أن تنظر من خلال الطرف الاخر علي المائدة وتدرس ما وراءه . عليك أن تجد الاجابه علي اربعه أسئله حيويه عن الطرف الاخر قبل ان تتفاوض معه ،لكي تتمكن من التفاوض معه :-
(١) ماهي رؤيته الاستراتيجية والسياسية التي يضعها وضعه الجغرافي وظروف هذا الوضع ؟
(٢) ما مدي التأييد الداخلي الذي تلقاه سياسته ؟
(٣) ماهي علاقاته بأطراف أخري ؟، بمعني ماهي صداقاته مع الأخريين أو تحالفاته ؟ ،ثم ماهي عدواته ، ومع من ودرجه قوتهم إزاءه وضغوطهم عليه ؟
(٤) ماهي توعيه القياده السياسيه التي تحكم في بلاده ؟ وما مدي قدرتها علي تحقيق الأهداف التي قررتها لنفسها أو أعلنتها لشعبها ؟ .
وبعد أن تجيب علي هذه الأسئله بدقه ، تستطيع بدء المفاوضات عازما علي أي أرضيه تتحرك ، فإنه من أهم الأمور وأنت تتفاوض مع دوله أخري أن تعلم لماذا اختارت تلك الدوله سياسه معينه ولم تختر غيرها ؟!
هل لأن المسئوليين فيها وجدوا هذا المسلك أكثر أمانا من غيره بالنسبه لهم ؟
هل لأن قادتهم يريدون اختبار رد فعل خصومهم ؟
هل لأن هناك رأي عام في بلادهم يلح في اتجاه سياسه معينه ؟
هل لأن زعمائها مرتبكون ويريدون بأي ثمن خلق الانطباع أو الإيهام بأنهم مازالوا قادرين علي الحركه ؟ ، لأن ساسه العالم نوعان أحدهم يكون صانع تاريخ والثاني يكون مجرد أداه في يد غيره .
فلا داعي ياشعب مصر للقلق من أي شيئ أو أي شخص ، لأننا شعب يمكننا الانتصار علي أي شيئ إذا إمتلكنا إراده وعزيمه وتصميم ،لان تاريخنا يقول ذلك منذ عهد الفراعنه ... فقد علمنا العالم كله عندما كان العالم يعيش في جهاله ، ولدينا من الانتصارات ما يكفينا من الفخر والعزه والثقه في القرارات الحكيمه لقيادتنا السياسيه